العمق الرياضي، مجتمع

حملة تضامن واسعة مع اللاعب أبو خلال ومطالب بمتابعة “الأقلام المغرضة” (صور)

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة من طرف نشطاء مغاربة مع لاعب المنتخب المغربي، زكرياء أبو خلال، بعد تعرضه لإساءة من طرف موقع إلكتروني مغربي اتهم اللاعب المذكور بأنه “كان يسعى في مونديال قطر إلى استقطاب أكبر عدد من اللاعبين المتتبعين إلى توجهه والتيار الديني الذي يتبعه”.

ودوّن مجموعة من النشطاء على حساباتهم تضامنا مع أبو خلال، معتبرين أن الإساءة التي تعرض لها تمس كل المغاربة، قيادة وشعبا، وتسيء إلى أحد أبرز ثوابت المغاربة، وهو الدين الإسلامي، مشددين على ضرورة محاسبة “الأقلام المغرضة” التي تعتمد “منهج التشهير والتشكيك في وطنية المغاربة”، وفق تعبيرهم.

ونددت مؤسسات وشخصيات رسمية بما تعرض له اللاعب أبو خلال، ضمنها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي أعلنت لجوءها للمساطر القضائية، والمجلس الوطني للصحافة الذي قرر إحالة الملف على لجنة الأخلاقيات، كما استنكر وزير العدل تلك الإساءة ووصف الموقع الإلكتروني المعني بأنه “لا قيمة له”.

وفي هذا الصدد، اعتبر محمد لغروس، مدير نشر جريدة “العمق”، في تدوينة له، أن “الحملة ضد لاعب المنتخب الوطني المتألق زكرياء بو خلال، وضيعة وخسيسة واستئصالية ومتخلفة وحقودة وغير مهنية، وأصحابها لا يمكن الاطمئنان لهم يوما، هم متطرفون ومغربيتهم مهزوزة، ومشكوك في إيمانهم بالوطن والوطنية”.

وقال الناشط محمد رضى لحكيم بناني، إن حملة التضامن الشعبي مع أبو خلال “دليل على صلابة القيم المغربية الأصيلة، وعلى أن الجسد المغربي يتمتع بمناعة قوية قادرة على الدفاع عن المكتسبات والوقوف  في وجه التيارات الشاردة أو تلك التي فقدت البوصلة. الله يخلينا فصباغتنا”.

من جانبه، كتب الناشط والمتطوع جلال اعويطا، على موقع فيسبوك، قائلا إن الإشكالية العظيمة أن هاذ الناس لا يُحاربون النموذج المتمرد، ولا النموذج المنحرف، ولا النماذج التي تُسيء إلى المغرب، ولا النماذج الفاشلة التي أخرّت المغرب وسعت بشكل لا يُتصور في تخلفه”.

وأضاف: “هاذ الناس كيحاربوا نموذج واحد، هو نموذج المغربي الوطني الحقيقي، ودائما غادين يخليو جميع النماذج، ويحاربو نموذج المغربي المتمسك بتامغربيت ديالو بوصفه بعبارات التشدد، والتطرف، والانطوائية، والخطر المحدق. والحقيقة أنهم والله الذي لا رب سواه.. ما غادي ينجحوا”.

وتابع أن “هذه هي المملكة المغربية التي رأينها في عناقات اللاعبين بأمهاتهم وسجدات الأبطال في الملاعب والارتباط الوطيد بالوطن والعمل بالنية والتلاحم المتين.. هذه المظاهر التي تُمثل حقيقة المملكة المغربية والتي أسعدت كل المغاربة بل كل العقلاء في العالم، هذه المظاهر هي التي أخرجت دعاة الحرية والتمدن والتحضر من جحورهم لإعطاء الوصايات والتبشير باللادين تحذيراً من الدين”.

وفي نفس السياق، أطلق الناشط المغربي المقيم بكندا، رشيد بريمة، حملة تضامنية مع أبو خلال، تقوم على إعداد تصميمات للتدوينات والتغريدات المنددة بالإساءة التي تعرض لها اللاعب، ونشرها على أوسع نطاق، معتبرا أن الجالية المغربية تضررت أيضا مما تعرض له أبو خلال.

وقال بريمة في تصريح لجريدة “العمق”، إن استخدام عبارة “اختراق سلفي للمنتخب المغربي” يشكل “تمييزا بخيسا بين لاعبي المنتخب، خصوصا الذين كبروا وترعرعوا في أوروبا واختاروا أن يحملوا القميص الوطني كتعبير منهم عن أصالة انتهائهم لهذا الوطن”.

ويرى بريمة أن “مرض الإسلاموفوبيا الذي بدأ في أوروبا وصل إلى المحسوبين على الصحافة المغربية”، منوها ببلاغ المجلس الوطني للصحافة “الذي كان واضحا وقويا في التنديد والإدانة لهذا الاستهداف الرخيص لتدين اللاعبين المغاربة”.

واعتبر المتحدث أن “يقظة المجتمع المغربي وقفت حاجزا أمام هذه الحملة، وحجم التضامن الكبير أبان عن وعي عميق لدى شريحة كبيرة من الشعب المغربي ودفاعه عمن حملوا القميص الوطني وحققوا الاإنجاز التاريخي في مونديال قطر”.

وتابع قوله: “كواحد من أبناء الجالية المغربية في كندا، نموذج أبو خلال وغيره من اللاعبين ممن نشؤوا في الخارج وحافظوا على هويتهم المغربية وعلى تدينهم الوسطي المعتدل، تسعى مجموعة من الأسر في المهجر إلى بناته في أبنائها، ولعل مونديال قطر جعل أبناءنا أمام نماذج وقدوات جمعت بين الاغتراب و لحفاظ على الهوية أمرا ممكنا”.

إلى ذلك، قلل وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، من تداعيات الاتهامات التي طالت أبو خلال، معتبرا خلال الأسئلة الأسبوعية للأسئلة الشفهية بمجلس النواب، اليوم الإثنين، أن “المنتخب الوطني شرف المغرب بإنجازه التاريخي بمونديال قطر، وهناك من يريد الإساءة لهم، والأسود أكبر من أن يساء لهم من قبل صحيفة لا قيمة لها”.

واستنكر المتحدث ذاته ما ينشر على الشبكة العنكبوتية، وخاصة التشهير بالأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، من مس بركامة وحرية أفراد المجتمع المغربي، مشددا على أن وزارته ستشدد القوانين المتعلقة بهذا الشأن على اعتبار أن “كرامة الإنسان وحريته مقدسة ولا يجوز المساس بها”.

وكان أحد المواقع الإلكترونية المغربية، قد ذكر في مقال له، أن أبو خلال “نجح في ذلك بعدما استطاع جر لاعبين من المنتخب الوطني إلى صفه، ودفعهم إلى تبني أفكاره، بل والدعوة لها علانية، مثل ما وقع مع الصابيري والشاعر، وهذا هو الأخطر”، حسب ادعاء الموقع.

ونفت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم نفيا قاطعا​ الاتهامات “الباطلة​” التي طالت اللاعب الدولي المغربي أبو خلال، معتبرة في بلاغ لها، أن اللاعب “أبان​ عن سلوك​ مثالي إلى جانب زملائه​ من أجل​ تحقيق نتائج مشرفة للنخبة الوطنية في هذا المحفل العالمي”.

وعبرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن إدانتها الشديدة​ في تعاطي​ هذا الموقع​ الإلكتروني مع شخص وسلوك اللاعب​ زكرياء أبو خلال​ ومن خلاله​ لصورة المنتخب الوطني​ بكل فعالياته.

وأوضحت​ أنها ستلجأ إلى المساطر القانونية​ “لحماية أعضاء المنتخب الوطني​ لكرة القدم ودحض​ كل​ ​ادعاءات باطلة تمس سلوكهم أو حياتهم​ الشخصية اثناء ممارسة مهامهم الوطنية”.

من جانبه، عبر المجلس الوطني للصحافة، عن رفضه للهجوم الذي طال أبو خلال، معتبرا أن “التركيز من طرف الصحافة على أي شخص بسبب انتمائه العرقي أو الديني، يعتبر وصما غير مقبول، ترفضه كل مواثيق أخلاقيات الصحافة، ومنها ميثاق أخلاقيات المهنة المعتمد، وطنيا، كما أعده المجلس”.

واعتبر المجلس في بلاغ له، أن “ما تم نشره من طرف المنبر الإعلامي المعني، بخصوص زكرياء أبو خلال، لا يمكن اعتباره عملا صحافيا بأي شكل من الأشكال، لأنه لا علاقة له بتغطية حدث رياضي، حظي بمتابعة واسعة من طرف الجمهور المغربي والعالمي”.

ويتعلق الأمر، حسب بلاغ المجلس، بـ”اتهامات ضد لاعب المنتخب المغربي، زكرياء أبو خلال بخصوص ادعاءات حول سلوكه، أثناء مشاركته في نهائيات كأس العالم بقطر”.

وأشار البلاغ إلى ما نصت عليه المادة الثانية من ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة، في باب المسؤولية إزاء المجتمع، التي جاء فيها على أنه “لا يجوز التمييز بين الناس بسبب جنسهم أو لونهم أو عرقهم أو إعاقتهم أو انتمائهم الديني أو الاجتماعي أو من خلال كافة أشكال التمييز الأخرى، ولا التكفير والدعوة للكراهية والوصم واللاتسامح، كما يلتزم الصحافي بعدم نشر وبث مواد تمجد العنف والجريمة والإرهاب”.

من جهته، أدان نادي تولوز الفرنسي لكرة القدم الذي يلعب له أبو خلال، الإساءة التي تعرض لها الدولي المغربي، مؤكدا تعاونه مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لضمان دعمه الكامل وثقته في اللاعب المغربي.

وأكد تولوز الفرنسي، في منشور على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه “يدين الاتهامات الكاذبة التي وجهها هذا الموقع والتي لا أساس لها من الصحة والمهينة والتي تلحق الضرر بصورة لاعبنا، ويحتفظ بالحق في استخدام كافة السبل المتاحة للدفاع عن صورة وسلامة زكرياء أبو خلال”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *