منتدى العمق

ذكريات بشير (2)

بشير إنسان عملي يستغل وقته جيدا في فضائل الأعمال ولا يضيعه في مشاهدة : المباريات الرياضية والمسلسلات التركية المدبلجة بالدارجة المغربية،غايته الكبرى أن يرضى الله عنه،لذلك فهو يخاف من ذنوبه كثيرا وطالما ثار على نفسه كي لا تورده المهالك،رغم كثرة المغريات التي مرت من حياة بشير إلا أنه لم يلتفت لها ولم تصده عز ذكر الله وعن الصلاة رغم بريقها وسحرها.

رغم تجاوز بشير لمرحلة الشباب إلا أنه يعتبر نفسه طالب علم فقط،ورغم أعماله الخلاقة التي قام بها في ماضي حياته إلا أنه لا ينتظر شكرا من أحد ويطمع في ثواب الله ومغفرته فقط،رغم أن بشير مر من محن وأزمات تنوء بحملها الجبال إلا أنه صبر وصابر فأعانه الله على تخطيها برباطة جأش وتحمل،وشاء الله أن يعرف حقيقة الحياة التي يعيش فيها من عدة زوايا،الشيء الذي جعله يحرص كي يكون إنسانا واقعيا.

بشير مثل عامة الناس يشاهد أفلام ومسلسلات عربية (مغربيةومصريةوتاريخية) من باب الإطلاع والتتبع وأخذ العبر،واستفاد منها كثيرا، كما يحب مشاهدة مسرحيات بناءة، واسكيتشات فكاهية هادفة لأنه تعلم أن الضحك موسيقى الروح،وأن الوحيد الذي يحب المؤمن أن يحزن هو الشيطان،لذلك فرغم حزنه وغضبه مرارا على أمور لم تعجبه لم يستفد من ذلك أي شيء اللهم كثرة الضغوط النفسية والتوتر،من مميزات بشير أنه سريع التشكل مع المحيط الذي يوجد فيه،ولا يحب التصنع لأحد،ويرى أنه لم يحقق أمور كثيرة في حياته،وهو عازم على تحقيق أهداف كبيرة جدا وبعيدة المدى إن أطال الله في عمره.

بشير إنسان اجتماعي ويحب الإختلاط بعامة الناس، ويحب التعامل بعفوية وتلقائية مع الآخرين،رغم أن عفويته تخلق له مشاكل مع بعض الناس الذين يعزفون على أوتار جراح الآخرين،ويعرف حقيقتهم بسرعة فيتجنبهم ويعرض عنهم اتقاء لشرهم،وأمنيته أن يرفع منسوب الوعي والمحبة بين الناس،ويسعى لتجفيف منابع التخلف و الكراهية منذ مدة طويلة وهو متحرر من الخوف من غير الله،ويتعرف على أصدقاء جدد باستمرار ويبادلهم الإهتمام والمودة،تعلم بشير من الحياة ألا يثق إلا بالله ثم بنفسه وقدراته وأسرته وأصدقائه المخلصين،وعانى بشير كثيرا بسبب انفتاحه على الآخرين حيث صدمته تصرفات،وسلوكيات بعضهم حيث أساؤوا له كثيرا فقط لأنه كان صريحا،ولم يجامل أحدا منهم بالباطل.

رغم أن بشير ينهل من معين العلم والثقافة،والمعرفةباستمرار إلا أنه ابتلي بناس كثر يسيئون له في الواقع،والأنترنيت بعدة طرق فقط لأن كتاباته تزعجهم وتؤلب عليهم الناس،ولأنه يسير في طريق العلماء والدعاة فإنه مطلوب منه تبيان الحق للناس وعدم كتمانه،إضافة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي أحسن،ويبغي من وراء كتابته أن يدور الجميع حول أفكار إبداعية تغير حياتهم للأفضل وهذا شأن الأمم الحية التي تنتصر على نفسها أولا ثم تدبر حياتها بتقديم الناس المتعلمين جداومن يخشون الله ليسوسوا لها دنياها كي تحقق الإستقرار والإزدهار ،والسيادة والرقي الحضاري.

بشير يتمرد باستمرار على التقاليد والعادات التي ترفع من شأن الأغنياء وأصحاب السلطة والجاه،ولأنه لا يؤمن بالنفاق الإجتماعي فإن تواصله مع هؤلاء يكون بشكل عادي دون مجاملات الشيء الذي يجعل كثير منهم يضيقون ذرعا به،ولأن بشير يعلم أن المرء بأصغريه قلبه ولسانه،وأن العلم أفضل من المال فإنه معتز بإيمانه بالله وبالعلم الذي حصله طيلة ماضي حياته،ولا يأبه لمن يفتخر بأمور أقل قيمة من العلم والدين، وهذا أمر يزعج بعض من يتعاملون معه من أصحاب المال والسلطة والجاه.

تعامل بشير مع المقربين منه وأصدقائه والآخرين بناء على مشاعره وصفاء نفسه،وبسبب ذلك تجرأ عليه البعض فأساؤوا له دون وجه حق فوقعت له عدة صدمات نفسية كنتيجة لذلك،فأصبح بعد هذا الخذلان الذي أصابه من الكثيرين يحكم عقله في كل شيءولا يلتفت لمشاعره،كما يحرص على التعامل بالندية مع الآخرين لأنه ليس أقل شأنا منهم.

رأى بشير في منامه منذ سن البلوغ إلى نهاية شبابه رؤى وأحلاما كثيرة بعضها عبارة عن بشريات أسعدته و تبثته على طريق الحق والنور ،وبعضها الآخر تحذير من الله له ليسلك الطريق المستقيم وليبتعد عن طريق الإنحراف والضلال، بشير مرهف الإحساس ويكره كل أنواع الجفاء والقسوة والظلم،ويحب رد الجميل ويتعامل بأدب واحترام مع خلص أصدقائه ولا يتعالى عليهم،ويطلب منهم أن يدعون له بظهر الغيب.

رغم محبة بشير لوالديه وبره بهما وخدمته لهما إلا أنه يحب أن يكون مستقلا،وقوي الشخصيةوهو يعتمد على الحي الذي لا يموت في حياته وفي جميع أعماله،ونفسه تواقة إلى المعالي،ولطالما أقبل على الله وعلى طاعة ربه،وبفضل ذلك بدأ يشعر أنه أوقف حياته كلها لله،كما يعشق بشير التحرر من كثرة القيود والمظاهروالشكليات،وأمنيته أن يتزود بالتقوى،والأعمال الصالحة الخالصة الكثيرة إلى الآخرة.

وإدمان بشير على القراءة أكسبه احترام الآخرين له فقط عليه ألا يصدق كل ما يقرأه،وامتلاكه لعقل نقدي فاحص أبعده من أن يكون حاطب ليل،كي يتعلم بشير في حياته صبر وصابر ،وأعرض عمن رأسمالهم الكذب ومن يعزفون على أوتار جراح الآخرين،والحمد لله فطموحه الكبير وهمته العالية سيؤهلانه لقراءة مئات الكتب الأخرى المتخصصة والمتقدمة إن شاء الله .

من الأمور التي كانت في لاشعور بشير في طفولته و شبابه- والتي لم تكن تعجب أفراد أسرته- أنه كان يثق في الآخرين ولا يضع حواجز أثناء التعامل معهم وكان يعتبرهم مثل أفراد عائلته،وكان بشير يحب الدردشة والفضفضة مع أصدقائه المخلصين،ويبوح لهم باستمرار بهمومه وأفراحه وأتراحه،ولا يرى حرجا في ذلك بحكم أنه مثل جميع الناس وليس شخصية عمومية كي يخاف على نفسه من القيل والقال.

كاتت هواية بشير في الصغر وبداية الشباب هي المطالعة،والمراسلة والرياضة،وبعد مضي عمر طويل من حياته بقيت المطالعة فقط وأضاف إليها الكتابة،ولو عاد الزمن ببشير إلى الوراء لتقرب إلى الله كثيرا بنوافل الصلاة،ولقرأ اضعاف ما سبق أن قرأه ولقام بأعمال صالحة أكثر ،ولحفظ سور كثيرة من القرآن الكريم،من القصص التي قرأها بشير في الطفولة قصص عطية الأبراشي واستفاد منها كثيرا،وبعدما وصل للثانوي قرأ روايات د.نجيب الكيلاني،وقرأ كتب : “الحركات الإستقلالية في المغرب العربي” لعلال الفاسي و”أعجب الرحلات في التاريخ” لأنيس منصور إضافة لكتب محمد الغزالي ود،يوسف القرضاوي رحمهما الله.

كان بشير في الثانوي يمارس رياضة الجري مع بعض أصدقائه،وكانت صحته آنذاك جيدة،ولم يكن يبالي بصعوبات الحياة وكان شجاعا مقداما،ومتحررا من الخوف من غير الله،كان يحب إصلاح ذات البين وحرص زمانا أن يكون محسنا وعابدا لله،لكن بسبب سهره الكثير في طلب العلم، نال منه التعب مبلغه،وذلك جعله يشعر بالإجهاد ليالي وأسابيع لأنه لم يكن يعرف آنذاك كيف يعالج نفسه بنفسه،وشاء الله أن يلتقي منذ بداية شبابه إلى اليوم بناس متعلمين جدا وأذكياء، وأعجب بشخصيات كثيرا منهم،وتمنى من قرارة نفسه أن يكون مثلهم في المستقبل.

من أسعد الأوقات التي مرت في حياة بشير هو محافظته على صلاة الفجر سنة 1993 عندما كان يدرس في الباكلوريا
،وكان يسهر كثيرا من أجل قراءة الكتب الدينية مثل:” مدارج السالكين” لابن قيم الجوزية و”الرحيق المختوم”و”أدب الدنيا والدين”،رغم أنه كان يعيش في قرية صغيرة إلا أنه كان مجتهد و منضبط في دراسته.

يحن بشير دائما لفترة شبابه لأنه كان قريبا من الله آنذاك، وكان محبا للمسجد وصلاةالجماعة،وينظر للآخرين كالطبيب للمريض وليس كالشرطي للمجرم،يتعامل معهم بالتي أحسن وبرفق،وكان حريصا على مصلحتهم وهدايتهم،ولطالما داوى بحلو منطقه وكلامه الطيب جراح قلوبهم، ويسعد بقدر ما يسعد الآخرين ويزيل الحزن والهم من قلوبهم.

من الأسباب التي جعلت بشير ينهل كثيرا من العلم والمعرفة هو إعجابة بقوة شخصية الناس المتعلمين جدا،وأمنيته أن يكون مثلهم يوما ما،كما أن تعلمه المستمر يزيده رفعة وقوة وطمأنينة،وذلك يجعله يفهم معنى الحياة ومغزاها ومرماها،كما أن ثقافته تكبر كلما قرأ أكثر وأسلوبه في الكتابة يتحسن باستمرار.

تعلم بشير أن المال مهم وضروري في الحياة،فقام بجهود كبيرة كي يترقى في عمله،وتغيرت نظرة زملائه له في العمل بعدما حصل على عدة شواهد ودبلومات وترقى،وتجديد أفكاره ومعلوماته باستمرار جعلت المحيطين به بالمدينة التي يسكن بها يتعاملون معه باحترام،وقد استفاد بشير من الكتب الكثيرة التي قرأها،وراكم تجارب وخبرات كثيرة في حياته.

من الأمور التي جعلت بشير نشيطا ومليئا بالحيوية باستمرار،ومحبا للأعمال التي يقوم بها هو شعوره أنه في بداية الطريق ولشباب روحه،ومحبته للمغامرة والتحدي وفرض وجوده في واقع مدينته،كما أن حرصه على عقلنة سلوكه وعلو همته،ورفعة نفسه جعله لا يلتفت إلى النقد الآثم للحاقدين المحبطين،ولطالما أراهم حجمهم وحقيقة أنفسهم وقال لهم قولا بليغا.

تأثر بشير بسير كثير من الصحابة والتابعين والسلف الصالح، والعلماء العاملين المخلصين والشهداء مثل : أبي بكر الصديق حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم،والشافعي والبخاري ومسلم والحسن البصري وسعيد بن جبير رحمهم الله،وحسن البنا ومحمد عبده وجمال الدين الأفغاني وعز الدين القسام ومحمد إقبال و.يوسف القرضاوي وآخرون.

من الكتاب الذين استفاد بشير من كتاباتهم ابن قيم الجوزية وعبد الله ناصح علوان،وابراهيم الفقي ومحمد الغزالي وراتب النابلسي ومحمد متولي الشعراوي و الصلابي،وعائض القرني وعبد الهادي بوطالب،وأحمد الريسوني وعز الدين توفيق والمهدي المنجرة،ونعوم تشومسكي وجاسم سلطان،وآخرون،وهو مدين لهم لأنه استفاد من علمهم الغزير.

لطالما استمع بشير مرارا للأناشيد الإسلامية التي تدعو لعلو الهمة ومكارم الأخلاق والتي تنصر القضايا العادلة مثل فلسطين،ويحب الفن الراقي الذي يبني ومنذ صغره لا يطيق سماع الأغاني الشعبية لأن كثيرا من روادها شبه أميين،و
كلامهم الموجود في أغانيهم سوقي و سطحي وغير مهم،فعلا لقد كان بشير معجبا بالفن،والغناء اللذين ينتميان للزمن الجميل لأنهما كانا راقيان عكس ما نراه اليوم في الموجة الغنائية المتهافتة لكثير من الشباب في القرن 21 ،والتي هي فارغة المحتوى و تسيء للأغنية المغربية،والعربية التي لها قواعدها وأسسها.

بشير مثل جميع الشباب بعد اشتغاله بضع سنوات فكر في إكمال دينه فتزوج على سنة الله ورسوله وقضى شهر العسل في سعادة وهناء،وبارك له أصدقاءه في العمل زواجه وتمنوا له التوفيق في حياته،وبعد سنة وبضعة أشهر رزقه الله بمولود جميل ففرح وسعد به كثيرا،ورغم أن بشير مولوع بالقراءة الكثيرة إلا أن ذلك لم يمنعه من أداء حقوق زوجته.

على طول مسار حياة بشير كان هذا الأخير يسكن : مع والده ثم بعد ذلك مع بعض أفراد أسرته و رغم أن مشاكل كثيرة وقعت لبشير مع ناس كثر بسبب عدم مجاملته للآخرين و صراحته،وحرصه الدائم كي يكون له وجه واحد في زمن كثرت فيه الأقنعة والمجاملات، إلا أنه تجاوزها بتوفيق الله ومعونته وبفضل استشارة،ومساعدة أصدقائه المخلصين.

تتلمذ بشير على عدة دعاة وعلماء ونهله من معين كتبهم جعله يدرك دوره ورسالته في الحياة في سن مبكر،ومنذ طفولته اتخذ الشيطان عدوا له،وعبد الله واستعان به على أمور حياته،ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويذكر الله باستمرار لأنه سمع أن ذكر الله يطرد الشيطان،ولطالما جاهد نفسه الأمارة بالسوء وحرمها من مرغوباتها لأنها تتحالف مع الشيطان ضده.

رغم أن بشير تعامل مع أصدقاء كثر مشاربهم متنوعة،إلا أنه كانت له محبة خاصة لأصدقائه المخلصين الذين لقيهم في طريق الدعوة إلى الله،وتعاون معهم منذ سنوات في خدمة دين الله،وتبليغه لكل الناس بتيسير وتبشير ورفق،يحب بشير إتقان الاعمال التي يقوم بها،ويكره كل أنواع الغش والإحتيال والمكر والغدر ،ويكره من يفعلون ذلك ويقطع صلته بهم.

يحب بشير المبادرة ويشجع ويحفز الآخرين ويحب رفع إيقاعهم،وإعلاء هممهم فقط عندما تقع له محن وأزمات يجد قلة من أصدقائه المخلصين من يقفون معه،ويساعدونه والأغلبية يتنكرون لجميله،وحسن تعامله معهم،ووصلته مرارا رسائل سلبية من بعض أصدقائه وسببت له صدمات نفسية،وجعلته حيران لأنه لم يكن يتصور أن هؤلاء بهذه البشاعة والخبث،لكنه أصبح يضع حواجز ،ومسافة أثناء تعامله مع الآخرين كي لا يتجرأ عليه أحدهم يوما ويتمادى في غيه.

رغم أن بشير درس عدة علوم ومعارف،وثقافته لابأس بها إلا أنه لا يمل من مساعدة الآخرين الذين لديهم مشاكل في حياتهم،وأدخل السرور على قلوب كثير من الناس بفضل ذلك،

ومما زاده علما بنفسه تواضعه لغيره ولا يرى لنفسه فضلا على أحد،وسبق أن قرأ بعض كتب التصوف السني،وتقرب إلى الله بعدة طاعات،وتردد على كثير من مجالس العلم طمعا في مغفرة ذنوبه،ولمدارسة القرآن والسنة وهدي سلف الأمة مع إخوانه طلبة العلم .

أمنية بشير أن يترك بصماته في الدنيا قبل رحيله إلى الدارالآخرة من خلال إكماله لدراسته الجامعية وتأليفه لبعض الكتب الجيدة،فعلا هو يعشق الكتابة والتنظير ولا مشكل عنده أن يتبنى أفكاره الآخرين إذا كان ذلك يصب في خدمة المصلحة العامة،وعلاقته مع الناس المتعلمين جدا والمبدعين جيدة،ويطبعها الإحترام المتبادل ،و يتعلم من مواقفهم وكتاباتهم باستمرار .

مما وصل إليه بشير بعد سنوات من الكفاح والنضال،والعطاء أنه عليه أن يعيش واقعه بعيدا عن الأنترنيت الذي ضيع أوقاتا طويلة لكثير من الناس ويعتبر من لصوص العصر،ويكون سعيدا،ومرتاح البال كلما أبتعد عنه أو وظفه في التعلم على أعلى مستوى، للأسف الكثيرين نسوا واجباتهم ورسالتهم في الحياة بسبب إدمانهم على الأنترنيت دون أن ننسى أن العولمة والعالم الرقمي ،وثورة الإتصالات إغتالوا عقول وقلوب كثيرا من المدمنين عليها في القرن 21 فتشكلت عقولهم وفق نمط جديد،وتم غزوهم فكريا وثقافيا،وذلك سلب منهم مناعتهم الروحية وإيمانهم.

يعرف بشير جيدا كيف يتحرر من سيطرة التكنولوجيات الحديثة،ويكره التصنع والتلون،والكذب والتدليس بل يحب أن يظهر الناس على حقيقتهم وفق ما هم مقتنعين به،يحب أن يكون شجاعا ومقداما في الواقع والأنترنيت،ويحرص بشير أن يخالط عامة الناس ويشعر باستمرار بمعية الله معه، ولا يأل جهدا في الدفاع عن القيم والمثل،والأخلاق والمبادئ رفقة إخوانه المؤمنين بالله الدعاة.

مما كان يسلي بشير باستمرار هو غنى نفسه ومحبته للناس،ورغم خذلان كثير منهم له لكنه يتجاوز عنهم،ويلتمس لهم الأعذار ويصبر عليهم لعل الله أن يهدي قلوبهم،وقد يعودوا يوما إلى رشدهم فيحترموا قيم الوفاء والأخوة والصداقة ورد الجميل،يعشق بشير الثبات في مواقفه ولا يحب أن يكون متسرعا في حكمه على الآخرين.

رغم محافظته على الصلاة إلا أنه يجد صعوبة لأداء صلوات خاشعة يكون فيها تعظيم كبير لله،وكلما واظب على الخشوع في الصلاة تنصلح أحواله،ويشعر بالسعادة تغمر جوانحه،ويحب خالقه كثيرا لتوفيقه لذلك،كما يحرص بشير باستمرار على ملء أوقات فراغه بالمفيد من الأعمال الصالحة لأن الله سبحانه خلقه ليكون عابدا له وليس عابثا.

بشير يحب أن يكون مفعما بالحيوية ويحب أن يكون إيجابي،فعال، محترم، قوي وطموح،ولا يحقد على أحد بل يساعد الآخرين باستمرار من موقعه،ويتمنى لهم الخير ولا يحسدهم على النعم التي أعطاهم الله يحب أن يكون مبدعا في محيطه ومؤثرا،ولا يتوقف عن العطاء وأصبحت تلك سجيته، مما يزيده فخرا طول نفسه وصبره على مشاق الطريق.

كان بشير يلعب مع ابنه الرضيع باستمرار ،وأمنيته أن يعلمه قيم الشهامة وعزة النفس،والقوة والكرامة بالتدرج طوال سنوات عمره كي يخلفه بعد وفاته،ويحمل رسالة الإسلام والدعوة إلى الله بعده،لذلك فقد كان حريصا على توريث قيم الشجاعة والجرأة،والإقدام وعدم الرضا بالدون لابنه،ويحرص على سعادته وراحته فيوفر له ضروريات الحياة،ويعتبره جزء منه لأنه فلذة كبده لذلك حرص أن يستثمر فيه الأجور للآخرة،وقام بعدة جهود كي يكون إبنا صالحا،ولم يبخل عليه بشيء في طفولته وبعد سن التكليف.

يحب بشير أن يتحرك كثيرا بالمدينة التي يسكنها كي يكتشف بعض أحيائهاوكان يزور بعض أصدقائه ويسعد بالحديث معهم عن إمكانية إصلاح الواقع الذي ابتعد أفراده عن جادة الصواب،ولطالما رأى الواقع لذي يعيش فيه مناخا خصبا للتغيير ولم يتشاءم منه لأنه خبره جيدا بحكم معرفته لتفاصيله أثناء مخالطة ساكنة المدينة التي يسكن بها،ويحرص باستمرار كي يكون الآخرين بخير ،ويساعدهم من موقعه،ولا يتضجر من ذلك.

يحب بشير المغامرة ويحب التحدي وأن يركب الصعاب ولا يستسلم،ولا يحب أن يسير في ظل الآخرين أو في ركابهم لأنه ليس أقل شأنا منهم،بل يتعامل مع الآخرين بالندية ولا يرى لنفسه فضلا على أحد ولا ينتظر شكرا من أحد، لا يمل من القيام بمبادرات رفقة أصدقائه المخلصين لإصلاح الواقع،ويساهم في تغييره مثل جميع الفاعلين : الإجتماعيين والثقافيين والسياسيين والدينيين.

من حسن حظ بشير أنه يكتشف الناس السيئين بسرعة فيعرض عنهم ويقطع صلته بهم دون تردد،ومن صفاتهم أنهم يتعالون على غيرهم من لاشيء وينقصون من الآخرين،وقلوبهم مليئة بالكبر رغم أنه لا مواهب أو قدرات لديهم وهم فارغين وأصفار،ولطالما حقق انتصارات عليهم في الواقع والأنترنيت بفضل سعة اطلاعه،ومعرفته كيف يظهر خبث طويتهم لعامة الناس بحوار قصير معهم أمام الملأ.

إهتم بشير كثيرا بابنه عصام وأحبه وساعده كثيرا في طفولته وكان يسعى باستمرار كي يكون إبنه مرتاح ولا ينقصه شيء،وكان عصام يتردد على الروض ثلاث سنوات و حفظ بعض سور القرآن الكريم،وبعض الألعاب والأناشيد فأحب الدراسة، وعندما وصل ست سنوات أدخله والده بشير للمدرسة الموجودة بالحي الذي يسكن فيه،فأصبح يتردد عليها ويقوم بواجباته الدراسية مثل جميع التلاميذ،وكان بشير يزوره في مدرسته ويتواصل مع المعلمين الذين يدرسونه،ويوصيهم به خيرا كي ينتبهون له ويحببون له الدراسة.

وفي خضم انشغال بشير بعمله وهواياته وطفله عصام وأداء حقوق زوجته كاملة رزقه الله بمولود آخر سماه ضياء ففرح وسعد به كثيرا،وتمنى له الخير والتوفيق في حياته هو الآخر،وهنأه أصدقاؤه وأقرباؤه وباركوا له المولود الجديد،فعلا الله سبحانه من عليه بذرية طيبة تستدعي شكر مولاه على ذلك،ولاحظ بعض أصدقائه أنه أصبح أكثر انضباطا واستقامة بعد زواجه المبارك.

بشير ليس من عشاق ومحبي كنز المال بل يعيش بعفوية في حياته،ويثق بأن الله هو الرزاق وأن الرزق في السماء وليس في الأرض،قال الله تعالى:” وفي السماء رزقكم وما توعدون”،لذلك فهو لا ينافس الآخرين على الدنيا وأشيائها ولا يتصارع معهم عليها،بل كان له شأن آخر لأنه كان مشغول بالتوبة والإستغفار وجمع الحسنات وعبادة الله ،وكان زاهدا في الدنيا الدنية ويراها حقيرة ولا تستحق هذا التهافت المبالغ فيه من الناس عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *