مجتمع

الدور الآيلة للسقوط تعيد شروط الاستفادة من السكن اللائق إلى دائرة الجدل (فيديو)

انهيار منزل بحي مولاي الشريف بالدار البيضاء

يستمر شبح انهيار المنازل المصنفة على أنها آيلة للسقوط بالدار البيضاء، في تهديد سلامة ساكنة المدن العتيقة، على رأسها المدينة القديمة ومرس السلطان والحي المحمدي، حيث شهد درب مولاي الشريف بالحي مساء أمس الاثنين، انهيار منزل من ثلاثة طوابق.

ولحسن حظ ساكنة المنزل المنهار بمولاي الشريف بالحي المحمدي، أن الحادثة لم تخلف ضحايا، إذ غادر ساكنة المنزل المجاور المكان على وجه السرعة بمجرد أن بدأ المنزل المنهار بالتمايل، بينما تسبَّب انهيار منزل بمرس السلطان قبل أسبوعين، في وفاة 3 ضحايا.

وقبل أربعة أيام، انهار كذلك منزل بالمدينة القديمة، دون أن يخلف خسائر في الأرواح، بينما خلف سقوط واجهة منزل بنفس المنطقة قبل شهر، جروح متفاوتة لسيدة من المارة.

118 منزلا بمولاي الشريف مهدد

وبالعودة لدرب مولاي الشريف، حيث يتجاوز عمر أغلب المنازل به السبعين عاما، يشتكي أغلب سكان الدور الآيلة للسقوط هناك، رفض الأبناك منحهم القرض للسكن اللائق، بسبب عمرهم المتقدم، أو عدم توفر أغلبهم على شغل قار، بينما غادر آخرون توفرت فيهم شروط الاستفادة إلى سكن لائق بأحياء مجاورة للدار البيضاء، كالمحمدية أو بوسكورة أو أولاد صالح.

أغلب ساكنة المنازل المهددة بالانهيار لقدمها وهشاشتها وعددها 118 منزلا، انطلاقا من الزنقة 1 إلى الزنقة 30 بدرب مولاي الشريف قامت السلطات بإبلاغهم بضرورة الإفراغ، لكن أغلبهم يريد استفادة الأبناء إضافة إلى الوالدين المالكين للمنزل المصنف ضمن المنازل الآيلة للسقوط، حسب تصريح بعض الساكنة.

أحد الساكنة السابقين بدرب مولاي الشريف الذي سبب انهيار منزله قبل سنوات في فقدان أفراد من عائلته، وترك عاهة مستديمة لشقيقه، نصح الساكنة الذين يتمسكون بمنازلهم رغم إخبارهم بإفراغها، بالخروج قبل حدوث كوارث لا تحمد عقباها.

من جهته، تساءل أحد أبناء درب مولاي الشريف في ربورتاج “العمق”، متى ينتهي كابوس المنازل المهددة بالسقوط، مردفا أنه اليوم لم يكن هناك أرواح، ولكن من يعلم ماذا سيحدث غدا في حال سقوط منزل آخر بهذه المنطقة.

وشدد المصرح، أنه على الوكالة الحضرية بالدار البيضاء الخروج للميدان، لمواكبة المنازل الآيلة للسقوط عن قرب، لأنه لا يعقل أن يصنف منزل على أنه مهدد بالسقوط منذ أزيد من أربع سنوات، ويسمح في المقابل لأصحابه بالاستمرار في استغلاله.

23 مليون درهم لإيواء المتضررين

قال رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس جماعة الدار البيضاء، كريم الكلايبي، في تصريح لجريدة “العمق”، إن الجماعة خصصت خلال دورة فبراير 2022، مبلغ 23 مليون درهم من أجل إيواء المتضررين من ساكنة المنازل الآيلة للسقوط.

وأضاف الكلايبي، أن السلطات قامت بدورها، ويبقى دور شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتجهيز والإسكان، ووزارة التعمير والإسكان، بالقيام بدورها من أجل تسريع استفادة أصحاب المنازل الآيلة للسقوط من سكن لائق، لأنه حسب المسؤول الجماعي، أغلب ساكنة درب مولاي الشريف، هم أبناء وأحفاد المقاومين وجيش التحرير.

من جهته، صرح أحد الساكنة، أن السماح لأزيد من 100 منزل في درب مولاي الشريف مستغلا للسكن، يشكل كارثة، ولا بد من تحديد المسؤوليات بحسبه.

وطالب المتحدث، بتفعيل المساطر القانونية، على رأسها القانون 94.12 المتعلق بالمباني الآيلة للسقوط وتنظيم عمليات التجديد الحضري، والذي يحدد الاختصاصات لكل الجهات، من أجل الحد من شبح المنازل المهددة بالسقوط التي تلاحق أرواح أغلب ساكنة المدن العتيقة بالدار البيضاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *