مجتمع

صحفيون مغاربة يزورون “إسرائيل” لتجميل صورتها وحماس تندد

قام وفد يتكون من بعض الصحافيين المغاربة، بزيارة إلى “إسرائيل”، بهدف “تغيير الصورة السلبية التي تظهر فيها إسرائيل في المغرب”، وذلك رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين المغرب والكيان الصهيوني، بينما أدانت حركة حماس هذه الزيارة في تصريح للناطق الرسمي باسمها فوزي برهوم.

مغاربة في تل أبيب

وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية “الإسرائيلية” باللغة العربية، حسن كعبية، أن “الهدف من هذه الزيارة هو إطلاع الصحفيين عن كثب على حقيقة الأوضاع في إسرائيل، في محاولة لتغيير الصورة السلبية التي تظهر فيها إسرائيل في المغرب”، حسب ما نقلته إذاعة “صوت إسرائيل”.

وكشف موقع “i24” الإسرائيلي، أن الوفد المغربي يتكون من 7 صحفيين 5 منهم نساء، دون أن يذكر أسمائهم أو في أي منبر يشتغلون، مشيرا إلى أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من وزارة الخارجية “الإسرائيلية”، حيث سيتلقى الوفد “إرشادات سياسية وعسكرية وسيجرون لقاءات مع وزراء، وأعضاء البرلمان الإسرائيلي، ومسؤولين في المحكمة العليا، وسيشاركون في جولة عند الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة”.

حماس تستنكر

وفي أول رد فعل رسمي على زيارة الوفد المغربي للكيان الصهيوني، أعرب الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” فوزي برهوم، عن استغرابه واستهجانه من إقدام فريق إعلامي مغربي على زيارة تل أبيب بهدف التطبيع معه، “ضمن حملة تجميل صورته في الإعلام العربي في ظل جرائمه وتطهيره العنصري ضد شعبنا ومقدساتنا”.

واعتبر برهوم في تصريح صحفي، اليوم الإثنين، ذلك “جريمة بحق شعبنا وقضيتنا ومساً بمشاعر العرب والمسلمين ومحبي القضية الفلسطينية وتشجيع للكيان الإسرائيلي على الإمعان في جرائمه وانتهاكاته”.

وطالب القيادي الفلسطيني برهوم بالعمل الفوري على وقف كل حالات التطبيع والتعامل والتواصل مع الكيان من أي طرف كان، داعياً إلى تحشيد كل طاقات الأمة من أجل دعم عدالة القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب شعبنا وحقوقه وثوابته، وفق تعبيره.

وأكد أن “الكيان الإسرائيلي هو رمز للإرهاب والعنصرية والتطرف في العالم، لافتاً إلى أن الأصل العمل على عزله ومقاطعته وفضحه لا زيارته والتطبيع معه وتجميل وجهه والتغطية على جرائمه”.

صحافية مغربية بارزة

وأورد موقع “عربي21” في لندن، أن إحدى الصحفيات المغربيات المشاركات في الزيارة، صرحت لموقع “واينت” العبري الذي وصفها بأنها “صحفية معروفة جدا في بلادها”، (صرحت) أنها تلقت في عام 2009 دعوة لزيارة “إسرائيل” في إطار منتدى شباب البحر المتوسط، إلا أنها خافت من الزيارة، وقالت على حد تعبيرها: “إننا نعيش تحت تأثير الإعلام العربي، وتحت تأثير رجال الدين والدعاية التي تحيط بالقضية الفلسطينية”.

وأضافت: “نحن نخشى أن يتم إقصاؤنا، إن عبرت عن دعمك لإسرائيل، أو حتى إن لم يكن لك وجهة نظر سلبية نحوها بشأن القضية الفلسطينية، فهم يقومون باستبعادك”، متابعة بالقول: “هذا هو الشيطان الكبير الذي يخيفوننا به في المغرب، يحظر علينا تطبيع العلاقات مع العدو الإسرائيلي ومع الجيش الإسرائيلي المجرم الذي يسرق أرض فلسطين” حسب المصدر ذاته.

وأشار المصدر ذاته، أن الصحافية المذكورة، التقت في عام 2013، خلال مكوثها في الولايات المتحدة الأمريكية، بيهود مغاربة كان أحدهم شابا له جدة إسرائيلية والثانية مغربية، وكان هذا الشاب بمثابة حلقة الوصل مع الناطق باللغة العربية لوزارة الخارجية الذي دعاها إلى زيارة إسرائيل وبادر إلى فكرة البعثة.

وأكدت الصحافية أن الدولة المغربية، “لا تعارض زيارة إسرائيل ولا أحد يمنعها هناك”، إلا أن أصدقاءها نصحوها بعدم نشر أي شيء في شبكات التواصل الاجتماعي، مشددين على أنها ستندم على ذلك طيلة حياتها فيما لو فعلت، حيث أنهم سيحرضون ضدها لدرجة التهديدات بالقتل، حسب ما نشره “عربي21” نقلا عن الموقع العربي المذكور.

العلم “الإسرائيلي” بمراكش

وفي سياق منفصل، دعا نشطاء مغاربة مناهضون للتطبيع مع الكيان الصهيوني، إلى الاحتجاج أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، يوم الأربعاء المقبل، ضد رفع العلم “الإسرائيلي” بمؤتمر المناخ المنعقد مراكش.

وأكدت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في بيان لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن الوقفة الاحتجاجية تأتي “ضد رفع العلم الصهيوني في مراكش” و”ضد أي حضور صهيوني على أرض المغرب”، وكذا “ضد كافة أشكال التطبيع مع الصهاينة تحت أي ذريعة كانت”.

كما دعت المبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان، السلطات المعنية إلى إزالة علم “إسرائيل” من مراكش ضمن مؤتمر المناخ “كوب 22″، داعية الجهات المعنية إلى تحمل كل مسؤولياتها لمعالجة هذا الوضع.

وعاينت جريدة “العمق” أمس السبت بمراكش، العلم “الإسرائيلي” يُرفرف إلى جانب أعلام دول العالم المشاركة في مؤتمر الأطراف “كوب 22″، وذلك بمنطقة باب إغلي الذي يحتضن فضاء المؤتمر.

وأثار رفع العلم الصهيوني بمراكش، موجهة استنكار بالمغرب، حيث اعتبر نشطاء مغاربة عاملون في مجال القضية الفلسطينية، الأمر “إهانة وطعنة للمغاربة وإساءة بالغة لتاريخ المغرب” ومحاولة لفك العزلة عن الكيان الغاصب.