مجتمع

مستشفى تنغير بدون أطباء النساء والتوليد ..وشبح وفاة الحوامل يعود للواجهة

تعيش مدينة تنغير على إيقاع الخصاص المهول في المنظومة الصحية بسبب غياب الأطباء بعدد من التخصصات الطبية بأكبر مستشفى عمومي بهذا الإقليم، في وقت يتم توجيه المرضى نحو مستشفيات عمومية أخرى بورزازات والرشيدية، ما يكبد المرضى وذويهم مصاريف وأعباء مادية ومعنوية هم في غنى عنها.

وكشفت فعاليات مدنية في تصريحات متطابقة لـ“العمق”، أن الوضع الصحي بإقليم تنغير “مقلق بشكل كبير ”، مؤكدة أن “أن المستشفى الإقليمي لتنغير يتوفر على ثلاثة أطباء في تخصص النساء والتوليد، يعملون يوميا بمبدأ التناوب في الحضور، إلا أنهم غادروا جميعهم هذه المؤسسة الصحية منذ أزيد من عام، دون أن يتم تعويضهم، الأمر الذي يطرح علامات استفهام كبيرة”.

الفعاليات ذاتها، أوردت في تصريحها، أن “هذا الوضع غير السوي يدفع ساكنة المنطقة إلى التوجه إلى مؤسسات صحية متواجدة بآقاليم تابعة لجهة درعة تافيلالت، منها بالخصوص المركز الإستشفائي الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية أو المستشفى الإقليمي سيدي حساين بورزازات، طلبا للإستشفاء أو الاستشارة الطبية، الأمر يكبدها مصاريف إضافية أثقلت كاهلها، لاسيّما وأن أغلبها من ذوي الدخل المحدود”.

وشددت المصادر ذاتها، على أن “غياب أطباء النساء والتوليد جعل مؤشرات الصحة بهذا الإقليم تتهاوى بشكل كبير، وذلك بسبب إرسال النساء الحوامل من جديد إلى المستشفى الجهوي بالرشيدية فيما يرتبط بإجراء العمليات القيصرية وكذلك لإجراء مختلف العمليات الجراحية العامة لباقي المرضى حتى منها المستعجلة، مما تتضاعف معه معاناة المرضى خصوصا منهم من يقطعون مسافات طويلة من مناطق جبلية ونائية قبل الوصول الى تنغير ليتم تحويلهم من جديد في اتجاه مستشفيات أقاليم أخرى”.

وطالبت المصادر نفسها، السلطات بـ“إنهاء الأشغال بهذا المستشفى الإقليمي الذي تبلغ سعته 120 سرير على مساحة 6 هكتارات وميزانية 24 مليار سنتيم وتجهيزه وتشغيله للتخفيف من هذه الأوضاع الكارثية التي تؤرق ساكنة المنطقة، وذلك عبر توفير مختلف الاختصاصات، تفاديا لعودة شبح وفيات النساء الحوامل الذي عرفته المنطقة في وقت سابق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ادريس
    منذ سنة واحدة

    المغرب المنسي يعاني كل الازمات ليس في الصحة فقط و انما في جميع القطاعات الحيوية من صحة و تعليم و ماء شروب و خدمات و سياحة و صناعة و تشحيع الاستثمار و غيرها، حل مشاكل المنطقة يتمثل في فك العزلة عنها و مدها بالطرقات ااسريعة و السكك الحديدية التي تتمتع بها بقية مناطق الوطن الحبيب، في اطار العدالة المجالية. لا فائدة من الترقيع فادماج المنطقة في التنمية المستدانة هو الحل. و إلا فالهحرة هو حل الساكنة.