مجتمع

الطرق السيارة تنغص فرحة سفر المغاربة بالأشغال المستمرة وتفضيل أصحاب “جواز”

وجد عدد من المسافرين، أنفسهم ليلة أمس الأحد، عالقين في الطرق السيار، أو متأخرين لساعات طويلة، بسبب الأشغال المنتشرة في عدد من النقاط الكلمترية، ونتيجة الاختناق المروري الذي تسببت فيه خدمة “جواز”، التي تعطي أفضلية “معيبة” لأصحاب هذه الخدمة دون غيرهم.

وقد عبر عدد من المواطنين الذين استخدموا الطريق السيار بالمغرب، طيلة أمس الأحد، خصوصا بعد الزوال، عن امتعاضهم وسخطهم من وضعية الطرق السيار، التي فاقمتها الأشغال المتكررة واستمرارها شهورا عديدة من مقطع لآخر، والتي تسبب توقف حركية السير تماما، وتبطئها أحيانا أخرى، خاصة لتزامنها مع نهاية العطلة المدرسية.

وفي تبريرها لتوقف حركة السير، قال عادل الصغير، أحد المواطنين العالقين في زحمة الطريق السيار، إن الشركة أخبرتهم بعد الاتصال بمصلحة الزبناء، بأن”سبب التوقف التام للحركة هو الأشغال التي تقوم بها الشركة، وأنه تزامن مع نهاية العطلة وأن هذا اليوم يعرف حركية كبيرة للسيارات”.

وتابع عادل الصغير، وهو ناشط سياسي، في تدوينة على حسابه الخاص فيسبوك، بأنه ظل عالقا رفقة أسرته مع مئات الأسر، منذ حوالي ساعة من الزمن دون حركة في الخلاء، وأن بعض الأسر اضطرت للمغامرة والعودة في الاتجاه المعاكس للطريق السيار.

ووفق ما عاينته جريدة “العمق” فقد أصبح من المعتاد أن يصادف المستخدمون للطرق السيار بالمغرب، أشغال عمل وصيانة في مقاطع متفرقة، مما يزيد في مدة سفرهم مع إرغامهم على أداء نفس التسعيرة المرتفعة مقارنة مع بلدان أخرى.

وبالإضافة إلى مشاكل الأشغال الغير منتهية، يواجه مستعملي الطريق السيار ما ابتدعته الشركة الوطنية للطرق السيارة، والذي تعتبره من ثمرات إنجازها؛ خدمة “جواز”، لما تخلف من ضغط مروري وفوضى في العديد من محطات الأداء، بعد تخصيص ممر واحد أو إثنين لمن لم ينخرط في “جواز”.

ويشتكي مواطنون من تفضيل أصحاب “جواز” على باقي مستعملي الطرق السيارة، عبر جعل منافذ “جواز” أكثر من الممرات الأخرى، معتبرين إياها سياسة لإكراههم استعمال الخدمة من طرف الشركة، بشكل غير معلن.

وضع لم يسلم منه عمال الشركة

ويبدوا أن الارتجال الذي عرفته الطريق السيارة، خاصة بالقرب من محطة الأداء ببوسكورة والنسيم، جاء أيضا نتيجة الإضراب الذي خاضه المستخدمون المنضوون تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، اليوم الأحد، من الساعة 16:00 إلى منتصف الليل.

وجاء إضراب العمال، وفق البيان الذي اطلعت عليه جريدة “العمق”، بسبب ما سماه “تهرب المسؤولين الجهويين للشركة من تفعيل مضامين الميثاق الاجتماعي”، خصوصا الشق المتعلق بعقد اجتماعات اللجان الثنائية والثلاثية لتسوية النقاط الخلافية بين العمال والشركة.

كما أضرب العمال، وفق المصدر ذاته، بسبب “إقصاء المستخدمين الذين شملتهم الحركية الجغرافية من مركز بوسكورة إلى محطة النسيم، من الرجوع إلى أماكن عملهم الأصلية رغم خلق مناصب جديدة بها، وشغلها مستخدمين جدد”.

واستنكر المستخدمين، “إغلاق الحوار والتماطل والتسويف في الاستجابة للمراسلات الخاصة بالسلامة وحفظ الصحة، وتوفير ظروف العمل الملائمة، علاوة على التضييق والتجبر والتدبير الارتجالي بالمركز”، وفق تعبير البيان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • ALBERT المراكشي
    منذ سنة واحدة

    كنت في أكثر من دولة أجنبية.... أكبر طرقها السيارة بالجواز... وهناك دول لا تسمح بالأداء النقدي في الطرق السيارة... لا أذكر أمريكا مثلا، بل خذوا امارة دبي لا يوجد في طرقها السيارة مكان للأداء النقدي...