وجهة نظر

كأس العالم للأندية بدون لغة الغصة

تعبر المملكة المغربية في كل مناسبة عن لغة الحوار الهادف والبناء واحترام القوانين المنظمة للمجال، إنه تنظيم المغرب لكأس العالم للأندية الذي جرى افتتاح أطواره بعاصمة البوغاز، مناسبة نشر فيها المغرب وكعادته لغة تلاقح الثقافات واحترام الاختلاف، لغة التنظيم المحكم البعيد عن الحيوان والبنان، تنظيم اشادت به كبريات الدول العظمى من قبيل الولايات المتحدة، تعبير صريح من لدن المغاربة ملكا وشعبا بخصوصية المجال الكروي البعيد كل البعد عن عالم التنابز السياسي أو حتى قلة الحياء التي عرفها تنظيم الشان الجزائري ، درس آخر من دروس احترام الجار وعدم الزج بمكونات العالم الكروي فيما لا يعنيها، ذلك ان المغرب لم يستقدم القبايل المجاهدة ومحاولة الركوب على مطمحها من اجل القيام بنفس عبث الجزائر بالشان.

المغرب لم يجيش معارضي الخارج الجزائري من اجل سب او حتى تشويه صورة الجزائر انها قمة النبل المغربي الذي يعرف اصول التعامل مع الجار ويخبر جيدا كيفية التعامل مع الازمات ولو كانت من جانب واحد ، لان المغرب لم ولن ينسى قدسية الجوار وما للجار من حقوق على جاره ، ولم يتجاوز البتة ما هو منصوص عليه في ديباجة ميثاق الامم المتحدة من واجب الاحترام والتوقير للجار، لم يتغاض الطرف عن قواسم العرق والدين واللغة والمصاهرة المغربية الجزائرية ، انه نموذج جارك المغرب يا جزائر ، ان تختلفي على قضية بيد الامم المتحدة فذلك شأنك ولكن ان تتناسي شروط المعاملة الدينية والشرعة الدولية تجاه حليفك الاستراتيجي ابان الاستعمار الفرنسي فهذا عيب في حقك ان ترحمي مستقبل جيل شقيق تجاه بلد جار فليس من حقك ان تحاولي الاجهاز على تنمية المغرب الكبير من اجل خدمة غصة لا تعلمينها الا انت فهذا يفقدك ثقة الجميع الذي اصبح يرى فيك خائنة للجوار مجيشة للخصام مثيرة لقضايا لا تمت لاختصاصاتك بصلة، فعلا انها قصة جارك المغرب الصديق في زمن الضراء هادئ الروع تجاه أساطيرك وأقاويلك الموضوعة تجاه الصحراء المغربية، درس عليك الاستفادة منه لكي تحفظي ماء وجهك وتسترجعي ولو شيئا من الثقة فيك لان التاريخ يسجل والعالم يراقب ويرتب الصالح والطالح، فارجعي لرشدك وارحمي شعبك ودعي المنتظم الدولي يدبر مشاكله من دون تدخل ولا تمويل من جانبك من اجل تزييف الحقائق المدونة بنص القانون الدولي والفاعل الدولي والممارسة الدولية، اتمنى ان يصلك هذا الدرس لكي تراجعي دروسك وتنجحي في بناء تنمية بلادك وتحقيق رفاه شعبك كما يفعل جارك.

*الدكتور العباس الوردي أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *