البعمري: محاولات ماكرون تبييض وجه النظام الجزائري سياسيا وحقوقيا باءت بالفشل

خصصت جريدة لوموند الفرنسية، في عددها الصادر أمس السبت 11 فبراير 2023، ملفا من ست صفحات معنون ب“من الحراك إلى القمع، الجزائر تدخل في حقبة جديدة”، تطرقت فيه لما قالت إنه ممارسة قمعية وتضييق على الحريات بالجزائر.
وفي هذا السياق، أوضح الحقوقي نوفل البعمري في تصريح لجريدة ‘‘العمق‘‘، أن ما أقدمت عليه جريدة ‘‘لوموند‘‘ يعكس انهيارا سريعا للإستراتيجية غير الاعتيادية التي أراد ماكرون أن يجر إليها فرنسا، مشيرا أن عقيدة النظام السياسي الذي أراد ماكرون اعتمادها تتعارض كليةً مع ما ظلت فرنسا تروج له من قيم.
وأضاف أن الانهيار الذي تحدث عنه مرتبط بكون محاولات ماكرون تبييض وجه النظام الجزائري سياسيا وحقوقيا قد باءت بالفشل بفعل الانتهاكات والخروقات الكبيرة التي تطال النشطاء داخل الجزائر من صحفيين، ومدونيين وحقوقيين، مشيرا إلى أن ما وصفها بالخروقات قد تفجرت بعد قضية الحقوقية أميرة بيراوي.
وكشف المتحدث أن قضية الحقوقية أميرة بيراوي، هي السبب المباشر الذي قررت على إثره الجزائر سحب سفيرها من فرنسا للتشاور، مضيفا أنها قضية من بين قضايا حقوقية أخرى تطرقت إليها جريدة لوموند الفرنسية في عددها الصادر السبت الماضي.
وأشار إلى أن الوضع الحقوقي بالجزائر الذي تطرقت إليه لوموند، إضافة إلى تحرك عمق الدولة الفرنسية لقبول استقبال الناشطة أميرة بيراوي، يعكس بداية لعملية ” فرملة “التوجه الذي كان ماكرون يريد جر فرنسا إليه.
ونبه المتحدث إلى أن العلاقات الخارجية لفرنسا قد تبنى على المصالح لكن شريطة أن تكون مصالح استراتيجية ومشروعة، وليست مبنية على ضرب القيم التي تأسست عليها الدولة الفرنسية، أو على قيم غير أخلاقية سياسياً كما حاول ماكرون القيام به مؤخرا في المنطقة.
يذكر أن اليومية الفرنسية “لوموند”، كتبت أمس السبت، أنه بعد ما يقرب من أربع سنوات على الحراك السلمي، أصبح المناخ السياسي في الجزائر قاتما حيث يكثف النظام مطاردة آخر النوى الاحتجاجية.
وأوضحت اليومية، أنه في مواجهة هذا القمع، اختار المعارضون النزوح الجماعي والفرار على نطاق واسع من الجزائر، مشيرة إلى أن الجزائر بلد“ في حالة انجراف استبدادي كامل حيث ينتظر الاعتقال أولئك الذين دعموا الحراك، ولا سيما أولئك الذين واصلوا النضال بعد فقدان الزخم في الحراك الشعبي الذي بدأ في ربيع العام 2020، بسبب قيود مكافحة الكوفيد.
تعليقات الزوار
ممارسة السياسة أصبحت في هذه الظروف أمرا لايطاق ومبعثا للشوءم حيث فقدت أهميتها وبريقها وأصبحت كمن يتنافس على مقبرة قديمة وشبه مهجورة مفتقدة للمساحة وكل واحد يسعى لأن يدفن فيها نفسه وشعبه المطيع له أولا والذي يتم حرقه وجره قسرا الى الهلاك وإلى العدم المدمر والأمور حين لاتتم المبادرة إليها في الوقت المناسب والزمن الخاص خيفة وتوجسا من عدم الاستعداد ومن المجهول تبقى بكل بساطة من الفرص الضائعة التي لايمكن تداركها بإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء أو غيرها لأن فاتورة الخسارة ستكون أفدح من أوهام الربح .