منوعات

الثلوج تقضي على المئات من رؤوس الماشية بجهة درعة ومطالب بتعويض المتضررين

تسببت التساقطات الثلجية والأمطار الرعدية التي عرفتها أقاليم جهة درعة تافيلالت، في نفوق عدد من رؤوس المواشي، كما أتلفت جزءا كبيرا من مراعيهم، وسُجلت أكبر الأضرار في قمم الجبال بعدد من الجماعات القروية بالجهة.

وتكاد تكون هذه التساقطات الثلجية هي الأعلى من نوعها منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، إذ تسببت في غضون أيام قليلة من القضاء على رؤوس أغنام وماعز، في ظل موسم جفاف صعب، ما يستدعي تدخلا عاجلا من لدن الجهات المعنية بقطاع الفلاحة.

وفي هذا الصدد، قال زايد بوسع، الكاتب العام لجمعية “ارحالن اسيف نغريس” بالرشيدية، إن السيول والتساقطات الثلجية التي تساقطت بجميع ربوع درعة تافيلالت، تسببت في نفوق أعداد كبيرة من رؤوس الأغنام والماعز بكل من منطقة تزي اومزور جماعة ديغوست وأوديم إغيف أمان التابعة لجماعة أملاكو بإقليم الراشيدية وجماعة أمسمرير وتيلمي بإقليم تنغير، مهددة بذلك مصدر رزق مئات الأهالي بالمنطقة.

وأضاف بوسع في تصريح لـ“العمق”، أن العاصفة الرعدية تسببت في خسائر فادحة في المناطق ذاتها، نجم عنها فقدان إحدى العائلات أزيد من 130 رأس من الماشية وجرف خيامهم واللجوء إلى ملجأ جبلي على مستوى إقليم ورزازات، قبل أن تنقذهم السلطات من موت محقق، لافتا إلى أن البحث والإتصالات لا تزال جارية مع عدد من الرحل في مجموعة من المناطق لإحصاء الخسائر والاطمئنان على حالتهم الصحية والنفسية.

وأشار إلى أن نفوق أعداد كبيرة في رؤوس الأغنام والماعز مرشح للإرتفاع، الأمر الذي ينذر بكارثة بكل المواصفات، نظرا للخسائر الكبيرة في عدد رؤوس الماشية، التي تأثرت بفعل الجفاف وتضرر جزء منها بفعل الأمطار الرعدية، ما يستدعي الإسراع بتعويض المتضررين الذين تشكل تربية الماشية مصدر عيش رئيسي لهم.

من جهتها، أكدت فعاليات مهتمة بالشأن المحلي بورزازات، أن الأمطار العاصفية أدت إلى نفوق أزيد من 70 رأسا من الأغنام في ملكية شخص بدوار تفليت جماعة غسات، في حين جرفت السيول عددا من قطعان الأغنام الموجودة في ملكية رعاة ورحل يقطنون بكل من منطقة أسكا بجماعة تلوات ومنطقة تمريخة بجماعة إمين نولاون وغيرها من الجماعات التابعة لإقليم ورزازات.

وعبرت الفعاليات ذاتها في تصريحات متطابقة لـ“العمق”، عن أملها في تدخل الجهات المختصة لتعويض الأهالي عن الأضرار التي سيكون لها أثر سلبي على الرعاة، خاصة بعد نفوق كثير من المواشي وإتلاف عدد من الزراعات المعيشية في وقت تعاني فيه الساكنة من غلاء المواد واستمرار تداعيات الجفاف، مشيرة إلى أن الرعاة ينتظرون الوقوف إلى جانبهم والإتصال بهم لإطلاعهم بشأن الإجراءات التي غالبا ما يتم اتخاذها عند حدوث مثل هاته الفواجع للتخفيف عنهم.

وطالبت المصادر عينها، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والسلطات الوصية، بـ“التدخل العاجل للوقوف إلى جانب هذه الشريحة المجتمعية، خصوصا في هذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، في ظل توالي سنوات الجفاف وغلاء أسعار الأعلاف الذي أثقل كاهل عدد من الرحل، ولما لا البحث عن حلول ناجعة لدعم وتعويض المتضررين والإستفادة من الأعلاف المدعمة ومواكبة هذا القطاع الحيوي وصيانته من الإندثار لما له من جذور عريقة في تاريخ الدولة المغربية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *