أخبار الساعة، مجتمع

من يحمي “المستهترين” بصحة المواطنين بأزيلال؟

زيارة واحدة لمستشفى القرب بدمنات تكفي للوقوف على حقيقة يتداولها مواطنو المدينة ونواحيها، والتي تؤكد على أن صحة المواطنين هي آخر شيء يفكر فيه مسؤولو وزارة الصحة بأزيلال.

وقد عاينت جريدة العمق، الأربعاء، حالات لمواطنين أجبرتهم ظروفهم الصحية على الولوج إلى مستشفى القرب بدمنات دون أن يتمكنوا من قضاء أغراضهم.

مواطن في الثلاثينات من العمر تعرض لحادثة سير أجبرته للحضور إلى المستشفى من أجل شهادة طبية تثبت عجزه، إلا أن الإدارة غائبة عن المشهد.

طفل صغير بدوره لجأ إلى المستشفى لطلب العلاج وإجراء الفحص بالصدى الا أن الطبيبة المتخصصة غير حاضرة، وعليه الانتظار إلى أن تأتي الطبيبة أو يدفع الثمن للخواص خارج مستشفى الدولة.

أما الحالة الثالثة فتعود لأستاذ تم إحضاره على عجل إلى المستعجلات بعد الاعتداء عليه في مؤسسة تعليمية بدمنات، وقد قرر الطبيب المعالج تحويله إلى المستشفى الجامعي بمراكش الا أن سيارة الإسعاف غير موجودة.

يحدث هذا في مستشفى أريد له أن يكون مستشفى للقرب، قبل أن يتحول إلى محطة عبور إلى باقي مستشفيات المغرب كما أن هذه الأحداث وغيرها أحيط المندوب الاقليمي للصحة بها علما دون أن يتجاوب مع النداءات.

تساءل مواطنون عن حجم الموارد المالية التي تحرم منها الدولة بسبب غيابات أطباء وموظفين في هذا المستشفى، دون أن تتحرك الجهات المعنية لاتخاذ قرارات صارمة.

وكان عامل إقليم أزيلال قد وعد باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الموظفين الأشباح وضد الموظفين الذين لا يلتزمون بالتوقيت الرسمي للعمل.

الفاعل الحقوقي عبدالرحيم جمار، أكد في تصريح لجريدة العمق على أن ما يحدث في المستشفى تجاوز كل الحدود، وكأن العاملين به يتحدون كل القوانين.

واضاف: “لا يعقل أن تسجل اختلالات بالجملة في كل يوم دون أن يترتب عن ذلك جزاءات للمستهترين بصحة المواطنين”.

وحمل الناشط الحقوقي ذاته مسؤولية الوضع الصحي المتردي لكل المعنيين بقطاع الصحة إقليميا وجهويا ووطنيا كذلك.

واستنكر المتحدث عدم الوفاء بالوعود التي قدمت للجنة المحلية لمتابعة الشأن الصحي بدمنات ونواحيها في اللقاءات التي جمعتها مع مسؤولين بالإقليم.

وكان عامل إقليم أزيلال قد صرح خلال لقاء عقده، نونبر 2022، مع اللجنة المحلية لمتابعة الشأن الصحي بدمنات ونواحيها، (صرح) بأنه واع بحجم الإكراهات التي يعيشها قطاع الصحة بدمنات بصفة خاصة، وفي الإقليم عامة والمرتبطة بقلة الموارد البشرية، مؤكدا على أن ذلك سيتم تجاوزه في القريب.

وأشار ضمن حديثه إلى أن الإقليم بدأ في تجربة كان لها تأثير واضح في التخفيف من معاناة الساكنة والمتمثلة في توظيف الأطر الصحية عبر جمعية الصحة.

وفي السياق ذاته، قال المسؤول الأول على الإقليم إن هذه المشاكل سيتم تجاوزها عبر إحداث مستشفى إقليمي جديد  بأزيلال بمواصفات عالية والذي سيتوفر على جميع التخصصات، وفق بلاغ للجنة.

وكانت اللجنة المحلية قد أشارت إلى عدد من الاختلالات التي يعرفها مستشفى القرب بدمنات من قبيل سوء التدبير الإداري لمستشفى القرب وضعف خدماته، وخدمات المراكز الصحية المجاورة والتي تحولت أغلبيتها لمبان مهترئة لا تقدم أي خدمة طبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *