خارج الحدود، سياسة

هذه مآلات اتفاق السعودية وإيران بوساطة صينية.. هل استغنت الرياض عن أدوار واشنطن؟

اعتبر أستاذ الصراعات الدولية محمد الشرقاوي، أن تمكن الصين من إقناع الجانبين الإيراني والسعودي بالاتفاق، مع استحضار إمكانية تزايد التعاون الإماراتي السعودي نحو الصين، ليس من شأنه أن يغير الأوضاع الإقليمية القائمة بسهولة.

وقال الشرقاوي ‘‘ليس بهذه الانسيابية أو هذه المرونة أو بجرة قلم في بكين أن تتغير الأوضاع الاستراتيجية ويصبح الخليج صينيا ويستغني عن حقبة الولايات المتحدة الامريكية، وإن كانت الولايات المتحدة الأمريكية كما لاحظنا لم تمانع ولم تعترض‘‘.

وأضاف خلال حلوله ضيفا على قناة ‘‘DW‘‘ الألمانية، أن ‘‘هناك قناعة في البيت الأبيض وفي البينتاغون أيضا أنه ورغم كل هاته التحولات فإن الأمر سيتغير عند الوصول إلى التهديدات الأمنية على مستوى الأنظمة الخليجية، لأن لا أحد يستطيع أن يحل محل الولايات المتحدة الأمريكية‘‘.

وأوضح أنه ليس من السهل الاستغناء عن الأدوار التي تضطلع بها الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة، على اعتبار أنه، ‘‘عندما يتم الحديث عن استقرار الأوضاع الأمنية وعن استقرار الأنظمة الحالية وعن قضية صفقات التسلح وعن صيانة الأسلحة المباعة فالواضح أن السوق الأمريكية هي صاحبة نصيب الأسد‘‘.

وأشار إلى أنه وإن كان هناك انفتاح سعودي إيراني إماراتي على الصين، فالأمر ليس من شأنه أن يجعل من الصين بديلا عسكريا أو تكنولوجيا عن الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة لهاته الدول.

وزاد أن واشنطن تعتقد أنه وإن تراجع دورها في الخليج في ظل بروز ‘‘شهية‘‘ إيرانية وإماراتية وسعودية للتعاون مع الصين، فإن هذا المستجد لا يكفي لتلبية مجمل احتياجات الخليج  أمنيا واستراتيجيا وتكنولوجيا، مؤكدا على وجود سياق ‘‘لا يمكن تجاوزه من قبل الصين، ولا من قبل روسيا، ولا من قبل أوروبا في حال كان هناك خلاف في وجهات النظر بين بروكسيل وواشنطن‘‘.

وعن توقعاته لمآل الاتفاق السعودي الإيراني، نبه أستاذ الصراعات الدولية، أن الأمر هو هدية سعودية إيرانية مشتركة للصين، في تكسير لما قد يعتبر أحادية قطبية، ودعوة من البلدين لوجوب الاعتداد بالصين في كل صغيرة وكبيرة في النظام الدولي، معتقدا أن العلاقات الدولية برمتها تنحو من الغرب نحو الشرق.

وذكر المتحدث بتبعات الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران سنة 2015 وكيف أن المملكة العربية السعودية كانت آنذاك أكثر الدول الخليجية انتقادا للرئيس باراك أوباما على هذا القرار، وكيف أن هدف أمريكا في حقبة الرئيس بايدن الآن قد تغير ليكون هو احتواء الصين، في إشارة منه للحركية المستمرة للسياسات الدولية.

وفي ختام مداخلته استعرض الشرقاوي عدد من الأسئلة استشراف لما قد تؤول إليه الأوضاع إقليميا، حيث قال، ‘‘هل يستطيع الخليج عربيا أن يتحرر من الوصاية العسكرية، هل لديه بديل عسكري استراتيجي من الشرق الذي قد يأرق السعودية والإمارات في حالة حدوث طوارئ ومفاجئات خارج الود مع إيران والصين‘‘.

وكانت السعودية وإيران قد أعلنتا، اليوم الجمعة، استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين.

جاء ذلك بوساطة صينية، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة، وفق ما نقلته وكالتا الأنباء السعودية “واس”، والإيرانية “إرنا”.

وأفاد البيان بأنه “تعلن الدول الثلاث توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *