مغاربة العالم

ربيعة بوحلحول.. من جبال الريف إلى وزارة الشؤون الاجتماعية بهولندا (فيديو)

تصوير: لحسن الوالي من هولندا

لم تكن ربيعة بوحلحول تدري وهي تهاجر في سن الـ11 ربيعا إلى هولندا، تاركة وراءها أحلامها الصغيرة بـ”زايو” أو “المدينة اليتيمة” قرب الناظور، أن هذه الخطوة ستكون أكبر خطو تخطوها في حياتها نحو تحقيق النجاح، لتتسلق بعدها المراتب إلى أن أصبحت مسؤولة كبيرة بوزارة الشؤون الاجتماعية بهولندا.

فكرة الهجرة إلى خارج المغرب، وحتى خارج “زايو” لم تكن مطروحة لدى ربيعة، تلك الطفلة القروية الصغيرة التي كانت تحلم باستكمال دراستها والاشتغال أستاذة لتعليم أبناء بلدتها، غير أن والدها قرر استقدامها رفقة إخوتها ووالدتها إلى هولندا سنة 1977 بعد تفعيله لمسطرة التجمع العائلي.

وقالت بوحلحول في حديث مع جريدة “العمق”، خلال حفل نظمته جمعية “مرحبا” بمدينة “نوردفيك” الهولندية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وهو الحفل الذي عرف تكريمها رفقة وجوه نسائية مغربية أخرى، (قالت): “هاجرت إلى هولندا في عمر 11 سنة، وأنا الآن أقطن في (ماسلاش) نواحي روتردام”.

وأشارت إلى أنها تشتغل حاليا بوزارة الشؤون الاجتماعية كمستشارة مهتمة بملف المجتمع المدني والهجرة، كما سبق لها الاشتغال ببلدية روتردام، مؤكدة أن المرأة المغربية بشكل عام حققت نهضة كبيرة في السنوات الأخيرة، بعدما كان صوتها لا يسمع داخل المجتمع، وتعيش تحت نير الأمية”.

وتؤمن بوحلحول، بأن المرأة المغربية المهاجرة قدمت الكثير من الكفاءات التي يستفيد منها حاليا ليس فقط المجتمع المغربي بل العالم بأكمله، إذ أنجبت أطباء ومحامين وفنانين وموسيقيين، مستحضرة ما تشهده المرأة القروية أيضا من تقدم حيث أصبحت تسير مشاريع كبرى.

وأضافت المستشارة المغربية بوزارة الشؤون الاجتماعية الهولندية، وهي تتسلم تذكارا خلال تكريمها بمناسبة 8 مارس، أن يوم المرأة يذكرها بجدتيها من جهة الأب والأم اللتان لعبتا دورا كبيرا في تنشئتها وفيما وصلت إليه من نجاح، وأيضا زوجها الذي وافته المنية، وأبناؤها.

ولم تفوت ابنة “زايو” الفرصة من أجل توجيه رسالة إلى المرأة المغربية، حيث دعتها إلى الثقة في نفسها وأحلامها وطموحاتها، وتسمع لصوتها وإذا كانت لها رغبة في خوض تجربة ما أن تطرحها لطاولة النقاش وتدافع عن أفكارها ولا تتراجع للوراء وتتنازل عن حلمها لأن دورها مهم في المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *