سياسة

“كانت بطلب منه” .. مقابلة “تبون” مع الجزيرة تكشف تناقضات سياسته الخارجية

أظهرت المقابلة التي أجرتها قناة الجزيرة القطرية، مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تناقضات كبيرة في السياسة الخارجية للنظام الجزائري، إضافة إلى فجوات في دبلوماسيته التي اهتزت مؤخرا بتكليف 3 وزراء خارجية في ظرف ثلاث سنوات، وهم صبري بوقدوم ورمطان العمامرة، وأحمد عطاف.

وأفردت صحيفة “أتلايار” الإسبانية مقالا مطولا للحديث عن “تناقضات تبون” خلال مقابلته مع الجزيرة، حيث أوضحت أن المواضيع المتعلقة بالدول الثلاثة الرئيسية في علاقات الجزائر مع محيطها المباشر (المغرب، فرنسا، إسبانيا)، حسب ما نقله موقع “الجزيرة.نت”، وتناولته بوابة الرئاسة الجزائرية، لا يمكن أن تقنع مراقبي المشهد السياسي الجزائري بجدارة مواقفه في غياب الحجج.

وأضافت أن “الرئيس الجزائري يأخذ الأمور على محمل الجد باستخدام لغة مبسطة وغير متسقة”، مشيرا فيما يخص علاقات الجزائر مع المغرب، إلى أن تبون قال بشكل مقتضب إن العلاقات وصلت إلى نقطة اللاعودة، دون تقديم أدلة وحجة أو سبب واحد يفسر سبب نطقه لمثل هذه الجملة.

وجاء في المقال المذكور، أن نظام “تبون-شنقريحة” الذي كان عدوانيا بشكل مبالغ فيه ضد المغرب، بات يتخبط منذ أن قامت واشنطن بتوبيخه بسبب لهجة تصريحاته ضد المغرب، وهو ما يفسر الجواب المقتضب لتبون عند سؤاله عن جاره المغرب في مقابلته مع الجزيرة.

أسطوانة الخطر الخارجي

ويرى مراقبون، أن عداء النظام الجزائري للمغرب يمكن تفسيره بسهولة بالرغبة في الإبقاء على أسطوانة “الخطر الخارجي” لتبرير قمع الشعب الذي يرفض منح الشرعية الشعبية، التي افتقد لها منذ وصوله إلى السلطة على متن دبابة للجيش، والزج بأكثر من خمسين ضابطا كبيرا في السجن بتهمة اختلاس أموال عمومية.

وبحسب “أتلايار”، فإن سبب القطيعة بين الجزائر والمغرب، يكمن في التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المملكة، منذ عدة سنوات والتي جعلت النظام الجزائري، الذي هو الأفضل حالا من الناحية المالية، محرجا، مضيفة أن الرد المقتضب لتبون راجع لأن القناة القطرية لا ترغب في فتح منبر للرئيس الجزائري ليصب سمومه على المغرب، وهو بلد أقرب سياسيا إلى قطر من الجزائر.

“بطلب من تبون”

ونقلت الصحيفة الإسبانية، عن مصادر مقاربة من الجزيرة، أن هذه المقابلة الثانية لتبون من نوعها خلال ثلاث سنوات من حكمه، كانت بناء على طلب السلطات الجزائرية، مضيفة أنه لعدم إثارة غضب الرئيس الجزائري انتدبت قناة الجزيرة الصحافية الجزائرية خديجة بن قنة لمحاوراته، ونفس الشيء بالنسبة للمقابلة الأولى في يونيو 2021 التي أدارها الصحفي الجزائري عبد القادر عياض.

الطفل المدلل للإليزيه

ووصفت “أتلايار” الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون بـ”الطفل المدلل للإليزيه”، وذلك خلال حديثها عن علاقات الجزائر بباريس، وهي التي وصفها تبون خلال مقابلته مع الجزيرة بـ”الهشة”، ورغم ذلك أعلن أن السفير الجزائري في باريس سيعود قريباً إلى منصبه بعد استدعائه في 8 فبراير.

وأشارت إلى أن الرئيس الجزائري من خلال أفعاله تجاه فرنسا، المتمردة أحيانًا، والتصالحية أحيانا، يعطي صورة طفل مدلل يعتقد أنه يرفع مكانته كمستعمر سابقا للتمتع بخدمات الإليزيه.

إسبانيا العدو الجديد

ومضت الصحيفة الإسبانية، تكشف تناقضات الرئيس الجزائري، حيث كشف حديثه عن العلاقات الجزائرية الإسبانية، مدى جهل تبون بسير عمل مؤسسات الدول الديمقراطية، خصوصا عندما قال إن موقف “سانشيز” من الصحراء المغربية فردي، كما لو أن في إسبانيا يستطيع رئيس الوزراء أن ينفذ سياسة بلاده بالشكل الذي يشاء دون الحاجة إلى موافقة البرلمان ومؤسسات الدولة الأخرى.

وبخصوص حديثه على أن إسبانيا تتجاهل أنها كانت القوة المستعمرة للأراضي الجنوبية ولا تزال تتحمل المسؤولية، يضيف المصدر ذاته، أن تبون وكأنه كان يطلب من القوى الاستعمارية السابقة الاستمرار في ممارسة سلطتها على مستعمراتها السابقة. وتساءلت “أتلايار” “هل سيقبلها في هذه الحالة بالجزائر؟”، مضيفة أن الرجل يظهر في كل خروج إعلامية محدودية معرفته السياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *