آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي

ذاكرة رياضية: هشام الكروج.. من لعنة السقوط إلى الذهب الأولمبي

كثيرة هي الأحداث والمباريات التي طبعت التاريخ الرياضي على الصعيدين الرياضي والدولي، والتي كان لها أثر واضح وظلت محفورة لسنوات طويلة في ذاكرة كل متتبع للشأن الرياضي.

في هذه الحلقة من برنامج “ذاكرة رياضية”، نعود بكم لملحمة البطل المغربي، هشام الكروج، في الألعاب الأولمبية بالعاصمة اليونانية أثينا سنة 2004، بعد حصوله على ميداليتين ذهبيتين في سباقي 1500 و5000 متر، ليفك عقدة دامت لسنوات طويلة.

لعنة السقوط

دخل هشام الكروج مضمار أثينا سنة 2004 وهو يجرّ خلفه ذيول الخيبة والفشل، فبعد أن كان في قمة تألقه في أولمبيات أتلانتا 1996 وكان قريبا من التتويج، تسبب سوء حظه في أن يصطدم بزميله الجزائري نور الدين مرسلي وسقط على الأرض خلال السباق، فيما جاءت المشاركة الثانية له في سيدني سنة 2000 وحلّ في المركز الثاني مكتفيا بالحصول علي الميدالية الفضية.

حسرة وخيبة أمل شعر بها المغاربة سنة 1996، فبعدما كان قاب قوسين أو أدنى من الحصول على الميدالية الذهبية واقتراب البطل المغربي من خط التتويج، ساهم سوء الحظ في سقوطه في الجولة الأخيرة أمام غريمه الجزائري نور الدين المرسلي.

ظلت لعنة السقوط تطارد الكروج لثماني سنوات، حيث لم يتمكن من تعويض خيبة أمله في أولمبياد سيدني سنة 2000 مكتفيا بالحصول على ميدالية فضية.

مقربون من الكروج، أكدوا أن البطل المغربي لم يتوقف عن البكاء في المضمار وخارجه، في وقت ذهب الكثيرون إلى القول بأن الحادثة لم تكن عفوية رغم أن الجزائري مرسلي توجه إليه عقب السباق وعانقه بشدة مؤكداً أنه لم يقصد الإطاحة به عمدا.

تتويج مضاعف

بعد شهر من دورة أتلانتا، التقى الكروج ومرسلي مجددا في نهائي الجائزة الكبرى في ميلانو، حيث سعى البطل المغربي للثأر ومحور صورته المخيبة، ونجح في تحقيق ذلك بعدما أحرز الميدالية الذهبية، كما تابع الكروج تفوقه في سباقات 1500 متر، حيث بسط سيطرته على منصات التتويج الذهبية في أربع بطولات عالمية اثنتان منها في الهواء الطلق أثينا 1997 وإشبيلية 1999، وأخريين داخل الصالات برشلونة 1995 وباريس 1997.

رغم هذه الكم من الجوائز العالمية، إلا أن عقدة الألعاب الأولمبية ظلت ترافق البطل المغربي، إلى غاية دورة أثينا 2004 حين قلب الموازين في الأمتار الأخيرة لسباق 1500 متر وأحرز الذهبية التي حلم بها طويلاً متفوقا على الكيني لاغات، المتخصص في السباق، في سيناريو مثير.

تجدد مشهد بكاء البطل المغربي غير أنها كانت هذه المرة دموع الفرح وسجد لله شاكراً ثم توجه إلى عائلته ورقص على أنغام تشجيعات الجماهير، ليفك عقدة استمرت لسنوات طويلة.

في تحليله للسباق، قال الكروج إن الكينيين حاولا فرض إيقاعهم، مؤكدا أنه قرر أرصد خطوات الكيني لاجات وألا يدعه ينفذ في الـ800 م الأخيرة، خاصة أنه خشي أن يتقدم لاغات، على حد تعبيره، “مثل إعصار بفضل سرعته النهائية”.

بعد هذا السباق، أعلن الكروج عن مفاجأة مدوية بدخوله سباق 5000 متر، ليتمكن من إضافة الميدالية الذهبية الثانية، ويعلن اعتزاله سنة 2006 نتيجة إصابة بظهره أثناء مشاركته في بطولة الصالات المغلقة بموسكو.

حوّل الكروج مساره الرياضي من الوصف الجيد إلى الاستثنائي، وكتب بأحرف من ذهب مسيرة حافلة بالإنجازات، إذ بات من رموز ألعاب القوى المغربية ومحافظا على عدد من الأرقام القياسية العالمية إلى غاية اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *