أدب وفنون

بشرى مالك: “كاينة ظروف”رسالة لعدم التشفي في المآسي.. وهناك فرق بين الانتقاد والرأي

بشرى مالك

تمكن المسلسل المغربي “كاينة ظروف” للمخرج إدريس الروخ، من حجز مكانه في قلوب الجمهور المغربي، في ظل المنافسة الكبيرة لعدد من الإنتاجات الدرامية الرمضانية، حيث باتت جميع حلقاته تتصدر “الطوندونس” ضمن قائمة الفيديوهات الأكثر مشاهدة على يوتيوب، كما أصبح حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتهاء عرض حلقاته اليومية.

في هذا الحوار مع “العمق”، تكشف السيناريست بشرى مالك التي تُعد من أهم كتاب السيناريو في المغرب عن دوافع اختيارها لتناول قصص سجينات سابقات في مسلسل “كاينة ظروف”، وموقفها من استلهام الأعمال المغربية لقصصها من نظيرتها الأجنبية، والانتقادات الموجهة للإنتاجات الرمضانية.

ما رأيك في الأصداء التي خلفها مسلسل “كاينة ظروف”؟

الحمد لله راضية كل الرضا عن العمل وسعيدة بتفاعل الجمهور المغربي معه، أسمع الكلام عنه من كل فئات المجتمع، وهذا دليل على أن المشاهد المغربي مُقبل بشراهة على المنتوج المغربي الذي يمثله ويمثل مشاكله ويحمل رسالة.

من أين استوحيت فكرة كتابة مسلسل عن السجينات؟

راودتني الفكرة أثناء زيارتي لسجن النساء تولال بمدينة مكناس ضمن فعاليات مهرجان عُرضت فيه أحد أفلامي، بعد دخولي للسجن ورؤيتي للسجينات طَرحت على نفسي مجموعة من الأسئلة حول هل كانت هؤلاء النسوة يتخيلن أنهن سيدخلن للسجن في يوم الأيام؟، هذا السؤال يجعلك تتعاطف معهن وتحاول أن تجد لهن أعذاراً وتقول مع نفسك أنه “كاينة ظروف” ولا يجب التشفي.

بدأت أتساءل بيني وبين نفسي عن الظروف التي أدت بهن إلى التواجد داخل أسوار السجن، وعن الظروف التي سيعشنها بعد خروجهن منه، وإذا ما سيتم استقبالهن بصدر رحب بعد جراح السجن وسيمد لهن المجتمع يد العون من أجل الاندماج مرة أخرى، هذه الأسئلة ولدت لدي رغبة كبيرة للتطرق لهذا الموضوع في أعمالي الفنية.

كم استغرقت فترة كتابة مسلسل “كاينة ظروف” وما هي طقوسك؟

مدة الكتابة كانت طويلة شيئا ما لأنها مرت بعدة مراحل واستعنت فيها بورشة كتابة بطبيعة الحال.

بالنسبة لطقوسي في الكتابة، أنا كاتبة بدون أي طقوس محددة، أحيانا أكتب بالنهار ومرة أخرى بالليل، المهم بالنسبة لي هو أن أحب الموضوع الذي أشتغل عليه وأن يكون بيننا وفاق، أحيانا انغمس في الكتابة ولا أشعر بالوقت، وعندما أشعر بأنني لا أعطي جيدا أقوم بغلق حاسوبي والقيام بأشياء أخرى.

ما رأيك في الأعمال المغربية التي تَستلهم قصصها من أعمال أجنبية؟

بصراحة، أرى أنه لا داعي لاستلهام قصص الأعمال الفنية المغربية من المسلسلات التركية أو الأجنبية، صحيح أننا نرى أن هناك أعمال تُستلهم منها وأخرى تنقل منها بأمانة، لكن لا ينبغي أن يكون كذلك لأننا مجتمع يعيش دينامية كبيرة ومليء بمشاكله ومواضيعه الخاصة.

يجب أن نتطرق للمواضيع التي تمثل مجتمعنا وبعد الانتهاء منها يمكن آنذاك رؤية الأعمال الأجنبية، مع العلم أن لكل فترة مشاكلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تخلق مشاكل جديدة وشخصيات جديدة يمكن توظيفها في أعمالنا، لست من الأشخاص الذين يستلهمون من المسلسلات الأجنبية، أحب المنتوج المحلي ومغربية حتى النخاع.

تتعرض مجموعة من الأعمال الرمضانية للانتقادات.. هل هي انتقادات صائبة أم أن الانتقاد أصبح هواية؟

أولا دعينا نفرق بين الرأي والانتقاد، عندما تقول بأن هذا العمل جيد أو سيء هذا رأي، الانتقاد أسمى من هذا، الانتقاد هو أن تضع العمل الفني تحت المجهر، وتسلط الضوء على أخطائه ومراكز قوته.

الانتقاد قليل في المغرب، لدينا نقاد فنيين معدودين على رؤوس الأصابع، وما يروج حاليا عبر مواقع لتواصل الاجتماعي هي آراء، الناقد عندما يكتب عن عمل فني فإنه يقدم درسا يتعلم من خلاله المُشاهد كيفية مشاهدة العمل، أما الرأي فلا يفيد أي أحد.

ما هو سر تميز أعمال بشرى مالك الدرامية خلال السنوات الأخيرة؟

أخجل من الرد على هذا السؤال عندما يتم طرحه علي، أن تعتبر نفسك ناجحا وتقولها للجميع مُخجل، الحمد الله وأشكره على أن أعمالي تلقى استحسانا لذا الجمهور، هذا من فضله، وأشكر كل شخص شجعني في هذا المجال ومنحني الفرصة، وربما السر في تميزي هو “تمغاربيت” أولا ثم العمل العمل العمل.

هل تابعت بعض الأعمال الرمضانية المغربية أو العربية؟

للأسف، لم أتابع أي عمل في هذا الموسم الرمضاني باستثناء “كاينة ظروف” بسبب انشغالي بكتابة مسلسل درامي كبير يأخذ من وقتي كثيرا، لكنني سأرى كل شيء فيما بعد.

أنا سعيدة بالكم الكبير للأعمال المغربية المعروضة في الموسم الرمضاني، وأيضا بتفاعل الجمهور وكل ما يروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت الناس تهتم بجميع الفاعلين في الحقل الفني وتمنحهم قيمتهم، أمنيتي الكبيرة هي أن يأتي اليوم الذي نسوق فيه مسلسلاتنا المغربية في الخارج كما قام بذلك المصريين، وتصبح لهجتنا وتقاليدونا في العالم، ونحقق القليل من ما حققه منتخبا الوطني بقيادة وليد الركراكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *