مجتمع

قنبلة موقوتة.. الـ”OCP” يطرح نفايات سامة بالجديدة تدمر البيئة وترعب الساكنة (فيديو)

تصوير ومونتاج: أشرف دقاق

أدخنة متصاعدة ومياه ملوثة ونفايات متراكمة، كوارث بيئية تهدد البر والبحر والجو جراء مخلفات مركب كيماوي للمكتب الشريف للفوسفاط بإقليم الجديدة في وضع تعاني منه الساكنة منذ فترة طويلة.

“معاناتنا وصلت حد الموت.. قهرنا التلوث ولم نعد قادرين على تحمله ولو لدقيقة إضافية خاصة بالمساء”، هكذا عبر أحد الساكنة المتضررة عن معاناته المستمرة مع التلوث الذي تخلفه مصانع المكتب الشريف للفوسفاط بإقليم الجديدة.

المتحدث ذاته قال، في تصريح لجريدة “العمق”: “فلاحتنا وأراضينا تضررت بفعل هذا التلوث الخانق، فلم نعد نستطيع زراعة أي منتوج بسبب حدة التلوث الذي تعاني منه المياه والتربة كما لم نعد قادرين على رعي وتربية الماشية، لا نعلم إن كان هذا الفعل متعمدا أم لا”.

ونبه إلى أن دخان مصانع الـ”OCP” يخيم على هذه المدينة معتبرا أن هذا الأمر يقتل الساكنة شيئا فشيئا دون أن تستفيد هذه الأخيرة نهائيا، وعلى جميع المستويات، من هذا الأمر، بل زاد الطين بلة، على حد تعبيره، مع مرور الوقت.

نفس المعاناة ترويها إحدى المتضررات في المنطقة ذاتها: “تأثر بصري ولم أعد قادرة على المشي لفترة طويلة، نعاني العطش بسبب نقص المياه وتأثرها بفعل هذا التلوث، هذا الأخير قتل ماشيتنا وتم منعنا من الاستفادة من أحد الآبار”، مشيرة إلى أنه عند تشييد هذا المصنع، عندما كانت تبلغ حوالي 12 سنة، تم تقديم وعود للساكنة بالنهوض بالمنطقة دون أن يتم تحقيق أي منها.

كما تعاني ساكنة المنطفة من كارثة بيئية تسرب مياه الصرف الصحي إلى حقول فلاحية أمام منازل الساكنة، إضافة إلى الروائح الكريهة التي تنبعث من المصانع القريبة ما يؤثر على صحة المواطنين، في غياب لأدنى شروط السلامة.

وشددت الساكنة على ضرورة توفير الماء الصالح للشغل مع إمكانية ترحيل المتضررين لمناطق بعيدة حتى لا يقع “ما لا يحمد عقباه”، مسجلة التلوث الكبير لمياه البحر ومعتبرة أن المنطقة بات غير صالحة للسكن، مع تعويضها عن الأراضي المتضررة.

وسبق لصحيفة “الغارديان” البريطانية، أن نشرت مقالا تحليليا تطرقت فيه للأمراض التي يصاب بها العاملون بمصانع الأسمدة التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط، الذي يشرف عليه مصطفى التراب، حيث أوردت الصحيفة شهادات عمال سابقين واجهوا خطر الموت بعد إصابتهم بأمراض سرطان الحنجرة، الكلي وغيرها بفعل استنشاقهم لمواد سامة.

كما نشرت “غرينبيس” “منظمة السلام الأخضر”، و” الاتحاد النووي العالمي”، دراسات أكدت فيها أن الفوسفاط المغربي يحتوي على نسب مرتفعة من “الكادميوم”، و “اليورانيوم”، المعدنين الثقيلين المسببين لأمراض السرطان، الفشل الكلوي، وأمراض العظام.

كما حلل خبراء الملوثات الرئيسية الناتجة عن إنتاج حمض الفوسفوريك الذي يستخدم كقاعدة للأسمدة الفوسفاطية، حيث إن هذا الإنتاج يتسبب بشكل ملحوظ في تلوث الهواء بواسطة ثاني أكسيد الكبريت (SO2) وثالث أكسيد الكبريت (SO3) وفلوريد الهيدروجين (HF) واليورانيوم والغبار الناعم والخشن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *