مجتمع

“#طحن_مو” الأكثر تداولا بعد وفاة بائع السمك بالحسيمة

أطلق مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وتويتر هاشتاغ “طحن مو” عقب وفاة بائع الأسماك، محسن فكري، داخل شاحنة لنقل النفايات بالحسيمة، مساء أمس الجمعة، وذلك بعد أن قفز داخل المكان المخصص لوضع النفايات، احتجاجا على حجز السلطات المحلية لكمية من أسماكه وإلقائها داخل الشاحنة قصد إتلافها.

ودشن المغاربة هاشتاغات “طحن مو” و”كلنا محسن فكري” و”شهيد الحكرة” تضامنا مع بائع الأسماك ودفاعا عن حقه في لقمة العيش على حد تعبيرهم، لتصبح هذه “الهاشتاغات” الأكثر تداولا في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي تطور سريع للقضية خرج عدد من المحتجين في كل من الحسيمة ووجدة وتطوان ومارتيل تنديدا بوفاة الشاب محسن وتعامل السلطات معه، مطالبين بفتح تحقيق عاجل في الموضوع ومحاكمة المسؤولين.

وكان عامل الحسيمة، محمد الزهر، قال في كلمة له أمام المحتجين، حوالي الساعة الثانية والنصف صباح اليوم السبت، إن هذه الإجراءات تم تبليغها لمصالح مندوبية الصيد البحري بالمدينة، حيث سيتم اختيار مندوب جديد بالنيابة ابتداء من اليوم السبت، حسب قوله.

وأشار إلى أنه سيتم إجراء بحث شفاف ودقيق في وفاة الشاب تحت إشراف النيابة العامة، مخاطبا المحتجين بالقول: “سنتابع معكم الوضع أول بأول ونحن في دولة الحق والقانون، ومدينة الحسيمة في قلب جميع المغاربة وعزيزة عند الملك، ولن نسمح بألا يكون هناك تحقيق نزيه”.

وقال الوكيل العام في كلمة له أمام المحتجين، إن “القانون سيأخذ مجراه والبحث سيكون دقيقا ومعمقا ولن يتم إغفال أي شيء”، مشيرا إلى أن الضمانات هي القانون والبحث الشامل والدقيق، وفق تعبيره.

حضور العامل والوكيل العام جاء بعد إصرار المحتجين على حضور المسؤولين بالمدينة للتحقيق في وفاة بائع السمك، حيث اتهم عدد من المحتجين أمام المحكمة الابتدائية، السلطات بمنع وصول متظاهرين من المناطق المحيطة بالحسيمة، خاصة بني بوعياش وإمزورن.

واتهم المحتجون الذين رفعوا شعارات غاضبة، مندوب الصيد البحري بالتسبب في الحادثة، مطالبين بتشكيل لجنة تتبع شعبية لمتابعة الملف.

وأوضح شاهد عيان في اتصال مع جريدة “العمق”، أن الشخص المذكور قفز إلى داخل شاحنة النفايات في محاولة لاستخراج أسماكه، قبل أن تجرفه آلية الضغط المتواجدة بالشاحنة، ليفارق الحياة في الحين، مشيرا إلى أن عملية استخراج جثته من طرف عناصر الوقاية المدنية استغرقت ساعة ونصف.

وتجمهر العشرات من السكان أمام مقر مفوضية الأمن الإقليمي بالحسيمة والمحكمة الابتدائية، للاحتجاج على وفاة بائع السمك داخل شاحنة النفايات، وسط استنفار أمني بالمنطقة، حسب مصدر “العمق”.

وأمر وزير الداخلية بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات وتحديد المسؤوليات بشأن وفاة بائع السمك، فيما قالت السلطات المحلية لإقليم الحسيمة، إن الشاحنة المذكورة كانت بصدد إتلاف كمية من الأسماك الممنوعة الصيد تم حجزها من طرف المصالح الأمنية بأمر من النيابة العامة المختصة، حسب بلاغ نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء.

وحسب ما تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فالشاب الذي توفي داخل شاحنة النفايات يُدعى محسن فكري، وهو من مواليد 21 شتنبر 1985، ويعيش في أسرة عدد أبنائها عشرة، حيث يعتبر محسن أبرز معيل لهم.