لنا ذاكرة

رمضان الأمس في دمنات.. حكايات تبدأ وتنتهي بنفار “عزي بوكماز”

ليس من الضروري أن تكون متخصصا في التاريخ لتكتشف أن شهر رمضان قد تغير كثيرا بين الأمس واليوم،  خاصة فيما يتعلق بالكثير من العادات والتقاليد التي كانت ترافقه، والتي بدأت تختفي في العديد من المناطق المغربية، العتيقة منها على وجه الخصوص.

دمنات من بين هذه المناطق العتيقة التي يلاحظ أبناؤها اختلافا كبيرا بين رمضان الأمس واليوم، خاصة على مستوى العادات المصاحبة لهذا الشهر الفضيل، والتي كانت تتّسم بالعفوية والروحانيات والالتئام والاجتماع والتودّد، لكنها تغيرت وباتت أكثر برودة حتى أصبح شهر رمضان مثل أي شهر آخر.

ولأن حكايات رمضان الأمس في دمنات كثيرة، سألنا عنها أحد أبنائها المتخصصين في تاريخ المدينة وتراثها الثقافي، مولاي نصر الله البوعيشي، الذي قال إن شهر رمضان كان له وقع خاص في حياة الدمناتيين الذين جبلوا على التكافل إلى جانب تأدية الواجب الديني تجاه الفقراء والمحتاجين كل حسب مقدرته من خلال مشروع إفطار الصائم.

رمضان “أسكيف” وأشياء أخرى

وقال في حديثة لجريدة “العمق” إن أبواب المساجد في المدينة كانت لا تخلو من “الحريرة أو أسكيف” باللغة الأمازيغية المحلية، والخبز وأحيانا القهوة أو الشاي وهي نفس مكونات موائد إفطار الدمناتيين، مشيرا إلى أن أسرا قليلة هي التي تضيف على هذه المائدة مكونات أخرى مثل الشباكية وأنواع العصير والفواكه والمقبلات وكلها تعتبر من الترف الزائد، وفق تعبيره.

وأوضح أنه بعد الإفطار يذهب الكبار لأداء صلاة العشاء والتراويح في المساجد فيما يذهب البعض الآخر من محبي لعبة “الكارطة” و”الضاما” للسهر في المقاهي إلى وقت السحور .

واستطرد قائلا: “كان الآباء والأمهات يشجعون الأطفال على الصيام باكرا، الذين كانوا يتنافسون بينهم من سيصوم أكبر عدد من الأيام وكانوا دائما يحاولون تقليد الكبار بصوم الشهر كاملا.

وكانت العادة وقتها أنه إذا صام أحد الاطفال طلب أصدقاءه أن يخرج لسانه فإن كان أبيض فهذا دليل على أنه صائم، وإن كان غير ذلك فهذا يعني أنه غير صائم ولو أقسم باغلظ أيمانه فلا أحد سيصدقه، يضيف مولاي نصر الله.

وقال صاحب كتاب “شذرات من زمن دمنات الجميل”: كانت الأسرة تحتفل بالطفل الذي يصوم لأول مرة، وغالبا ما يتم ذلك في اليوم السابع والعشرين من رمضان. اذ يضعون سلما خشبيا عند سطح البيت وفي أعلى درجاته يفطر الطفل على حبات من التمر وكأس من الحليب أو جرعة منه في قوقعة حلزون أو من خلال دملج من الذهب اعتقادا منهم بأن ذلك سيمنحه الرقي عند الله عبر تسلق أعلى درجات السلم. ولا يتم إجبار الصائم الصغير على تناول وجبة معينة بل يترك له الاختيار فيتحول بذلك إلى ملك حول المائدة يأمر فيطيع الوالدان أمره.

نفار عزي بوكماز

ومضى “الشريف” كما يناديه أهل دمنات في حديثه عن حكايات رمضان قائلا: “يشكل النفار، الذي كان من مهمة عزي بوكماز رحمه الله، جزءا من أجواء رمضان بدمنات. وكان صاحب النفار يصعد إلى صومعة المسجد وينفخ في آلته في المرة الأولى لايقاظ النساء من أجل إعداد وجبة السحور وفي المرة الثانية لإيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور.

وتابع “الشريف”: “كانت ربات البيوت يحضرن العجين قبل التوجه إلى النوم وهن يعلمن أن عزي بوكماز رحمه الله سيتكفل بإيقاظهن لاستكمال مهمتهن وإنضاج العجين في “أنخدام” (الفرن التقليدي) لصنع “اغروم نونخدام” وهو رغيف ساخن يدهنه الميسورون بالسمن والعسل الحر فيما يصنع الفقراء عسلهم من السكر المذاب في الماء ويؤكل هذا الخبز مصحوبا بأكواب الشاي أو القهوة”.

وقال البوعيشي إن الناس كانوا يفطرون ويمسكون على دوي المدفع الذي صوته من أهم الطقوس الرمضانية بدمنات باعتباره الوسيلة والوحيدة المتاحة آنذاك للإعلان عن موعد الإفطار وإخبار العامة عن هذا الوقت لحظة مغيب الشمس، وعند ثبوت رؤية هلال العيد.

وعند موعد آذان المغرب، كان الأطفال فى كل حي يحاولون تقليد هذا المدفع، وذلك بإعداد بعض المفرقعات “القنبلة” لإطلاقها لحظة سماع صوته، ومن ثم فإن كل حي بدمنات قد تأثر بهذه الظاهرة التى أصبحت واحدة من الملامح الرمضانية الدمناتية.

وكان:”عزي بوكماز” تغمده الله برحمته الواسعة ، ملكفا بهذه المهمة بالإضافة إلى مهمته كمؤذن وكنافخ في” النًّفَّارْ”، و كان الأطفال يقفون بعيدا عنه وأعينهم على مصباح صومعة “أرحبي”وعندما تشتعل إيذانا بانتهاء فطرة الصوم، يردد الأطفال الحاضرون لازمتهم المشهورة: ” أَكْوِي…. أَعْزِّي بوكماز…. اْكْوِي” لينطلق المدفع مدويا مع أذان صلاة المغرب ومعلنا عن انتهاء فترة الصيام …

وهو يتحدث عن هذه العادات، عبر مولاي نصر الله البوعيشي عن أسفه لاختفاء تلك المدافع التاريخية في ظروف غامضة.

رمضان في زمن اليهود بدمنات

وكما عند الكثيرين من قدماء دمنات، فلا يمكنهم الحديث عن ماضي دمنات دون الحديث عن يهودها الذين كانوا يشكلون نسبة مهمة من سكانها.

وفي هذا السياق قال مولاي نصر الله البوعيشي، وهو رجل تعليم متقاعد، إن نمط عيش يهود دمنات إلى جانب مسلميها كان نمط الأخوة الحميمية الصادقة البعيدة كل البعد عن العنصرية أو الصراع الديني، وكانت العلاقة بينهما يسودها الاحترام المتبادل وكانت تربط بينهم صداقة متينة يتبادلون الزيارات ويتشاركون الافراح ويتقاسمون الاحزان.

واستدرك قائلا: “هذا لا يعني أن العلاقات كانت دائما بينهم سمنا على عسل، بل كانت هناك صراعات وخصومات بين الطرفين أسبابها اما تجارية أو خلافات شخصية محضة ولا علاقة لها لا بالدين ولا بالأخلاق وهو ما مكن دمنات من الحفاظ على أسس الحياة الدينية والمدينة لهذا المكون الاساس من مكونات ساكنة دمنات الذي كانت له يد في ازدهار الاقتصاد الدمناتي في تلك الفترة”.

وأشار ضمن حديثه إلى جريدة “العمق”: “كانت كل فئة تقوم بطقوسها الدينية بكل حرية وبدون تدخل من الطرف الآخر. وكان بعض حاخامت اليهود يجالسون فقهاء المسلمين ويتداولون في الأمور الدينية وفي أوجه الاختلاف والتشابه بين الديانتين.

وبالاضافة إلى تشبت يهود دمنات بثقافتهم الشعبية فقد كانوا اكثر تشبتا بشريعته الواردة في التوراة والتملود وتيجلى ذلك في نمط العيش وحياتهم اليومية ومن خلال إحياء الأعياد الدينية والمواسم والأفراح العائلية والمناسبات كالخطوبة والزواج والجنازة والختان والولادة.

ولفت المتحدث إلى أنه الصوم يعتبر من بين الشعائر المقدسة عنديهود دمنات، وكلمة “صوم” العربية تقابلها في العبرية كلمة “تسوم” وتستخدم كلمة “تعنيت” مرادفا لها في اللغة العبرية.

ويصوم اليهود عدة أيام متفرقة من السنة إلا أن الصوم الوحيد الذي ورد في أسفار موسى الخمسة هو صوم يوم الغفران/لكيبور ” الموافق العاشر من أكتوبر ” وهو يوم واحد فى السنة يكون فى عشرة من شهر تشرى” وهو الشهر السابع من السنة العبرية . وصوم هذا اليوم واجب على الرجال والنساء والأولاد الذين بلغوا سن الـ12 إذا كان فى مقدورهم أو سن الـ13 ويكون في هذه الحالة فرضا عليهم أداؤه.

وأوضح البوعيشي، أن فقهاء اليهود ابتدعوا أياما للصوم زيادة على الأيام التي يصومونها و الواردة في الكتاب المقدس حتى تكون ذكرى لما عانوه من عذاب، وثمة أيام صوم عديدة أخرى مرتبطة بأحزانهم وردت في كتب العهد القديم الأخرى. كما يوجد أيضا صوم تطوعي ليومي الإثنين والخميس و وترجع الأغلبية هذا الصوم إلى أن موسى عليه السلام قد ذهب يوم الخميس إلى الجبل الذي نزل عليه فيه الوحي، ثم عاد من الجبل يوم الاثنين.

كما فسر البعض هذا الصوم، يضيف المتحدث، بأنه تكفير عما قد يكون المرء قد ارتكبه من إفراط أثناء العيدين السابقين.كما يصوم اليهود السابع من آذار/مارس باعتباره تاريخ موت موسى، يوم الغفران الصغير (يوم كيبور قاطان)، وهو آخر يوم من كل شهر كما أن هناك أيام صوم خاصة عرفها اليهود كصوم العروس والعريس في يـوم زفافهما لإشعارهما بقداسة الزواج، أو إذا سقطت إحدى لفائف التوراة، ويصوم القضاة في اليـوم الـذي يحكمون فيـه على أحد بالإعـدام، وصوم ذكرى وفاة أحد الوالدين ووفاة الأستاذ.

وقد قرر الحاخامات أيام صيام أخرى إضافية من بينها صيام أسابيع الحداد الثلاثة، بين السابع عشر من تموز/يوليوز والتاسع من آب/غشت ، باعتبارها الفترة التي نهب الجنود الرومان أثناءها الهيكل والقدس، وأيام التكفير العشرة (بين عيد رأس السنة ويوم الغفران)، وأكبر عدد ممكن من الأيام في أيلول، يضيف مولاي نصر الله

وقال: “توجد هناك أصوام أخرى شعبية محلية أخرى وردت فى التشريع اليهودي، ولكنها ليست إلزامية، ويصومها البعض منهم بسبب بعض الذكريات وأوقاتها وتختلف باختلاف الأقاليم والمناطق التي يسكنها اليهود منذ زمن بعيد، كما أن هناك أيام صيام يصومها بعض الطبقات دون البعض الآخر، وأيام الصيام الشخصية المختارة التي يفضلها بعض الأفراد دون البعض”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن الصيام كأي عبادة أخري له حدوده الزمنية، وتتفاوت هذه الحدود الزمنية بين أنواع الصيام المختلفة فى اليهودية فالصوم المفروض وهو يوم الكفارة يبدأ قبل غروب شمس اليوم السابق ليوم الصوم، وينتهي بعد غروب يوم الصوم بما يقرب من نصف ساعة مع ظهور أول نجم فى السماء، وتبلغ مدة الصيام على أساس هذا التحديد ( 25ساعة تقريباً).

أما بقية أنواع الصوم الأخرى فهي تبدأ بشروق شمس اليوم، و تنتهي بغروبه، إلا صوم يوم التاسع من شهر آب، فصومه كصوم يوم الكفارة من الغروب إلى الغروب .

وعن كيفية الصيام عند اليهود، قال البوعيشي إن ذلك يتم من خلال الانقطاع عن الطعام والشراب، والتقشف الشديد، والتنهد ، والصراخ، والبكاء، ولا يقرأ في هذا اليوم فصول الفرح وما يدعو إلى السرور .

وينقطع الصائم عن العمل ويتم غلق المحلات التجارية، وعدم الاغتسال، وعدم التطيب، وعدم لبس الصندل، بل يذهب الصائم إلى المعبد حافي القدمين لتقديم القرابين وتوزع الصدقات مع الاعتراف بالذنوب والندم عليها، ويحدث كل هذا فى الصوم الإلزامى، أما الأصوام الأخرى فيمتنع فيها الصائم عن اللحم والخمر فقط.

ونظرا لأهمية صوم السبت الذي تتوقف فيه الحياة داخل الملاح حيث لا بيع ولاشراء فلم يكن بدمنات وفي المنطقة سوق اسبوعي يوم السبت مما يدل على على وزنهم ودورهم في تحريك عجلة اقتصاد المنطقة، يضيف الشريف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • خالدي عبدالخالق
    منذ 12 شهر

    ليس لدي تعليق وانما إمنتان لهذا الرجل العظيم الذي يذكرنا كل حين بماضي مدينتنا المنسية،حزا الله موسى نصرالله البوعيشي عنا خير الجزاء

  • ابراهيم عباس اصطيفى
    منذ 12 شهر

    رمضان في قريتنا يوم الأربعاء ، أواخر شهر رمضان من النصف الأول من ستينيات القرن الماضي ، سماء غائمة ، جو بارد ، السوق الأسبوعي في قريتنا مثل جل مناطق البلاد ، لكل قبيلة او منطقة يوم في الأسبوع ينتظرونه بشوق كبارا وصغارا ، اقتصاد للكبار ،حلويات للصغار ، ضروريات للعيش ،" لربعية " لفقيه الجامع "المسيد" " أربع ريالات " لما كان مؤسسة تربوية ، دينية في كل حي تلتف حوله الساكنة . كم تضايق اهل البلدة خوفا من كساد سوقهم لما انشات القبيلة المجاورة سوقها ، يتميز هذا اليوم في قريتنا بالتئام كل الاسر عشاء حول ماذبة باللحم ، كل حسب استطاعته ، لكون استهلاكه كان قليلا لطبيعة العيش او لظروف العمل او قلة ذات اليد ، يحكى ان رب اسرة استلقى فوق سطح بيته متكئا على وسادة في يوم صائف ، محاط بزوجته وأولاده امامه صينية شاي ، طاجين يفور فوق كانون ، قال لهم :" باش فايتني القايد "متمتعا بهذه السعادة اللحظية . رافقت والدي الى السوق بجانب الكبار، منتش بمشاركتهم صيام الشهر الفضيل كاملا لأول مرة في حياتي والعيد على الأبواب ، الا انه من حيث لا ادري ، تناولت برتقالة وسط المتبضعين على الصباح غير متسائل عن الدوافع ، اكملت فطوري بفرح طفولي في البيت ، حوالي منتصف النهار ، تفاجأ المتسوقون حينما بدا "البراح " رجل رحمه الله يخبر الناس بصوت عال بالمستجدات كل سوق ، قال هذا اليوم : لا إلاه الا الله تسمعون خيرا ان شاء الله : " راه اليوم العيد " اختلت البرامج وانتشر كل واحد الى اهله لإعطاء المناسبة بعضا من قيمتها ، اما انا فقد سبقتهم لذلك ، كانت وسائل الاتصال منعدمة ، ربما هاتف سلكي وحيد لدى السلطة المحلية " البيرو " يتعطل من حين لآخر، قليل جدا من يملك المذياع لغلاء ثمنه والضريبة السنوية المؤداة عنه ، تحير الساكنة كل سنة حول رؤية الهلال، بعضهم يصوم يوم الشك ومن يفطر قبل يوم العيد ، يستعصي عليهم فهم البلاغ الرسمي لمن كان له حظ سماعه ، حيت كان ولا زال يقول : راقب القضاة هلال شهر رمضان وتبين لهم ، بعضهم يكتفي بهذا الشق ويتخذ قرارا قد يكون الخاطئ لكون التوضيح في الشق الثاني : رؤيته او عدم رؤيته . لرمضان في قريتنا ذاك الزمان نكهة خاصة ، او هكذا نتصوره لارتباطنا بها ، تبدا مداخن البيوت تنفر الدخان لما كان الحطب سيد الموقف إيذانا بدخول النسوة الكانون " المطبخ "، الحريرة هي الطبق الرسمي لذى الجميع ، تشتم روائحها في كل درب ، التسمية مشتركة ولكل حريرته ، من الناس من يضيف القهوة بحليب المعلبات او من له حلوب في القرية حنينا الى أيام البادية ، الثمر شبه منعدم ، يأتي حلواني بالشباكية من المدينة ليلة السوق يقتنيها من صادفها واستطاع ، ، يصلي التراويح نفر قليل في المسجد الوحيد آنذاك داخل الضريح ، في المقاهي بعد العشاء ، بعض الرجال يفترشون الحصير يتسامرون بلعبة بالأرقام يجهلون او يتجاهلون انهم يقامرون ، يفترق جمعهم الذي ضيع التراويح والنوافل عندما يبدا "النفار" :رجل بمزمار طويل يوقظ الساكنة لتناول وجبة السحور ماجور من الله ومن الساكنة ، يحكى ان رجلا اخر قام بنفس المهمة قبله من فوق صومعة مسجد الضريح ، وجبة السحور الرسمية ذلك الوقت هي "البوشيار" رغف طرية تهيئ النسوة عجينتها مباشرة بعد العشاء لتختمر ويستيقظن باكرا لطهيها ، تدهن بالزبدة البلدية مشترات او هدية لاحدهم من عائلته البدوية او معارفه، لما كانت البادية تحتضن العديد منهم قبل ان يغير المنجم الشبح في اطراف القرية توجهاتهم بهجر حرف الأجداد والهرولة الى اجر يومي حجب امراضا مهنية اهلكت العديد منهم ، قليل جدا من يستعمل زيت الزيتون والعسل اما الشاي فهو ضروري ، لاستيقاظ الأطفال للسحور من عدمه حكايات .... للتيار الكهربائي الذي يولده محرك بالبنزين موعدين : الاول من الغروب الى حوالي منتصف الليل والثاني وقت السحور. تكلف أناس ماجورين لردح من الزمن بتزويد الساكنة بالماء الشروب فوق الدواب من الابار قبل تواجد شبكة التوزيع وبعدها لمن لا يتزود منها او عندما يتعطل محرك الضخ في البئر عند مدخل القرية ، واخرون يبيعون حزم الحطب فوق الدواب " سرك " تلات نقط فوق الكاف يصطفون في اطراف القرية من حين لآخر. كانت الاسر تحتفل بصيام اطفالها لأول مرة بالصعود الى المئذنة وبيضة في يده ، كما الفت النساء مرافقة اطفالهن في احسن الحلل ليلة العيد وكل الأعياد الدينية الى الضريح ظنا منهن تيمنا او تكملة للطقوس ، اما طلبة المسايد فقد جابوا اطراف القرية يجمعون التبرعات للفقيه تسمى "تعوشيرة" ، يوم العيد في القرية ، احتفال كبير بالمناسبة ولقاء الاهل تؤثثه عدة مشاهد تظل راسخة في ادهان من عاشوها : البساطة والتلقائية كلهم ، متعارفين ، متحابين : اما اخ ، ابن الأخ ،عم ،ابن العم ، خال ، ابن الخال او صهر ، يتوافدون على المقبرة من كل اتجاه منهم البدويين القادمين فوق دوابهم ، يتبادلون التحية مترحمين بقراءة القران على موتاهم منتظرين وقت الصلاة ، يتنقل القراء من قبر لآخر اما حفظة القران رحمة الله عليهم فيتجمعون في مسجد الضريح ومن ثم يقصدون المصلى في فوجين ذاكرين بالتناوب يصوت مرتفع : الله اكبر ، الله اكبر ،ولله الحمد على ما هدانا ، اللهم اجعلنا لك من الشاكرين ... اجتهاد يضفي بهجة في النفوس لم نتساءل يوما عن شرعيته، تناوب على خطبة العيد وجوه عديدة رحمة الله عليهم. . بعد الصلاة ، تبدا صلة الرحم ومباركة العيد من بيت الى بيت .... وتستمر الحياة متطورة بين السلبي والايجابي الى ان يرث الله الأرض ومن عليها ... إبراهيم عباس اصطيفى ماي 2020

  • محمد
    منذ 12 شهر

    نسيتي النفض حتى هو يستعمل لأفاقة الناس للسحور وللفطور وللأعلام باهلال رمضان يسمع من أيت بلال إلى أن سرق في عهد اولافصالت واستبدل ببعض مزورين أمام البلدية ومام زاوية إمي ن لقصبت