آخر أخبار الرياضة، العمق الرياضي، الكرة المغربية

ذاكرة رياضية.. تنصيب الفاسي الفهري رئيسا لجامعة الكرة خارج القانون

عادة ما تكون الإنتكسات والإخفاقات سببا مباشرا في إحداث تغييرات داخل التنظيمات الرياضية، رغبة في ضخ دماء جديدة داخل هياكل التنظيمات وتجاوز مرحلة الإخفاق.

وفي هذا الصدد يقول الدكتور منصف اليازغي في كتابه الموسوم بـ “السياسة الرياضية بالمغرب 1912-2012، “بعد خسارة المغرب أمام الغابون بالدار البيضاء ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم وإفريقيا 2010 صدر بلاغ من جامعة كرة القدم تعلن فيه عن عقد الجمع العام وتنحي حسني بنسليمان عن الرئاسة، وهو الخبر الذي كان وقعه مفاجئا للمتتبعين بحكم الثقة التي راكمها بنسليمان في علاقته بالقصر مما مكنه من البقاء على رأس الجامعة لمدة 14 سنة رغم الاختلالات القانونية التي شهدتها هذه الفترة”.

وأضاف اليازغي في تشريحه للمنظومة الرياضية وكرة القدم مابين 16 ابريل 2009 و13 ابريل 2014، “خلف بنسليمان على رأس الجامعة مدير المكتب الوطني للماء والكهرباء علي الفاسي الفهري أحد رجالات الثقة في دائرة المخزن رغم أن علي الفاسي الفهري لا يملك الشروط القانونية للترشح في منصب رئيس الجامعة (سنتين من الانخراط في الجمعية)”.

يقول اليازغي، “المؤسسات التابعة لجامعة كرة القدم أو تلك المشتغلة ضمن مؤسسات المجتمع المدني تعبأت لدعم ترشيحه سواء باعتباره شخصية معروفة أو عبر شرعنة ترشيحه من خلال اعتبار أن حمله صفة المنخرط في الفتح الرباطي وقبل ذلك بالوداد البيضاوي تعد كافية له للصعود إلى رئاسة الجامعة، بل إن تأكيد امحمد أوزال أن الفهري هو مرشح الملك كان كافيا لدفع المرشحين الثلاثة الكرتيلي ودومو وبندريوش إلى سحب ترشيحاتهم، علما أن الثلاثة وضعوا ترشيحاتهم في الجامعة وفق ما ينص عليه القانون”.

وتابع صاحب المؤلف، “تم الإعلان عن ترشيح الفهري من خلال قصاصة لوكالة الأنباء المغرب العربي الرسمية التي تجاهلت الإشارة إلى باقي الترشيحات التي احترمت مسطرة الترشح ولم يكن عقد الجمع العام إلا تحصيل حاصل بما أن ترشيح الفهري ظل هو الوحيد على الطاولة بعد انقضاء أجل 10 أيام قبل الجمع العام دون تقدم أي مرشح آخر”.

وأوضح اليازغي انه، “خلال الجمع العام تم منح الفهري صلاحية تشكيل المكتب المسير، علما أنه لم يكن له الحق، وفق القانون، حتى في ولوج قاعة الجمع العام، وبالرجوع إلى المادة 16 من مرسوم الأنظمة الأساسية النموذجية للجمعيات الرياضية للهواة والعصب الجهوية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الصادر بتاريخ 21 يوليوز 1995، نجدها تشير إلى أن المكتب الجامعي يتكون من 16 عضوا من بينهم 13 عضوا ينتخبهم الجمع العام وبعد انتخاب الرئيس يعرض لائحة تضم 20 عضوا يختار منها الجمع العام 12 عضوا”.

وأشار اليازغي إلى أنه “لم يتحدث القانون في أي فصل من فصوله عن إمكانية منح صلاحية تشكيل المكتب للرئيس كما حصل مع الفاسي الفهري. وإذا كان بعض المشاركين في الجمع العام صرحوا لوسائل الإعلام الوطنية بأن الجمع العام “سيد نفسه” ويملك سلطة إقرار ما يشاء في إطار القوة التي يمثلها العرف، فإن أولى أبجديات القانون هي أنه لا قوة للعرف ولا اجتهاد في حالة وجود نص قانوني، وبالتالي كانت جامعة كرة القدم بصدد تكريس بدعة إسمها “الجمع العام سيد نفسه والتي تم اللجوء إليها في الجموع العامة السابقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *