منتدى العمق

الحدود مجرد خطوط

قد يستهجن آحاد القارئين هذا العنوان وأنه يغيب الوطنية من العقول والمواجيد , لذا أقول لهم على رسلكم واقرؤوا الكلام نقطة بنقطة.
فقبل 100 سنة, وبالضبط سنة 1916 عقدت سرا المعاهدة الاستعمارية اللعينة سايس بيكو بين فرنسا الخبيثة وبريطانيا الصهيونية لتقسيم الشام إلى أربع دويلات : سوريا والأردن ولبنان وفلسطين. ولذلك قلت بأن الحدود إنما هي مجرد تراب. ذلك أن الرابطة التي تربطنا هي الاية الشهيرة ” إنما المؤمنون إخوة “.

إننا الحقيقة ” ثور أحمر” ينتظر نهايته لما أكل أخواه الأبيض والأسود. لأجل ذلك أدعو من شرايين قلبي أن نقبل بوطن يجمع شتاتنا ويوحد صفنا ويقوي عزائمنا ويوحد “جغرافيتنا” فلا وألف لا لتقسيم المقسم لأن ذلك ليس إلا إضعافا لوحدتنا وتفتيتا لقوتنا وتبديدا لجهودنا حتى لا تكون لنا إرادة حقيقية نابعة من ذواتنا.

كل حلم يمكن تحقيقه ما دام هناك أناس عظماء يؤمنون به. وإننا إن لم نحقق هذا الحلم نكون قد أضأنا الطريق لمن بعدنا وجعلناه نبراسا يهتدي إليه اللاحقون ممن يحلمون بأوطان حقيقية لا كأوطاننا الصورية التي نحس بغربة فيها وبنهب خيراتها. وحلمنا أن نرى دولة موحدة قوية سياسيا واقتصاديا وعسكريا إذا تحدثت أسمعت وإذا سكتت أرهبت.

إن سايس بيكو لم تنته ما دامت الشفاه مطبقة على أختها وما دمنا تشربنا فكرة تقسيم المقسم وقبولها على أساس أنها الأمر الواقع الذي لا مفر منه.

إننا ينبغي أن نفهم أن الأيام دول. يوم لنا ويوم علينا. فيكفينا النكوص الذي عشناه والقهر والظلم والنهب الخارجي والداخلي وغياب الإرادة السياسية .

إنني لا أعترف بأسماء من قبيل فلسطين والأردن وسوريا و لبنان. إني أعترف بالشام وستعود الشام إلى عزها بإصرار مؤمنيها الأقوياء وبعقل واع بفلسلفة نهوض الأمم من سباتها العميق.

وأخيرا, والساعة تشير إلى 22:26 أقول لكل الإخوة كونوا إخوة كما حكى القرآن “إنما المؤمنون إخوة” وتصبحون على وطن واحد يحوي شمال إفريقيا كلها ووطن ثان يضم الشرق الأوسط كله. لتكون لنا دولتان يتيمتان ينتجان خير أمة أخرت للناس.

تصبحون على وعي فقط