سياسة

مزور يقدم “معطيات كاذبة” للبرلمان حول وكالة بريدية مغلقة منذ 20 سنة

لا حديث بقرية “أوسيكيس”، نواحي إقليم تنغير منذ مدة سوى عن جواب لوزير التجارة والصناعة، رياض مزور، على سؤال برلماني، بخصوص إعادة فتح الوكالية البريدية المتواجدة بالقرية، حيث زعم الوزير الاستقلالي أنها مفتوحة وتقدم خدماتها للساكنة، في حين أن الواقع يقول العكس إذ أنها مغلقة منذ أزيد من 20 سنة.

وجاء في سؤال البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة إبراهيم بنديدي، للوزير مزور، “منذ عدة سنوات وساكنة الدواوير التابعة لقرية أوسيكيس بجماعة أمسمرير، تعاني من استمرار اغلاق الوكالة البريدية الوحيدة التي تم إحداثها في منتصف ثمانينيات القرن الماضي”، مطالبا وزارته بالكشف عن الإجراءات التي ستتخذنها قصد إعادة فتح الوكالة البريدية.

بالمقابل، قال وزير التجارة والصناعة، في جوابه على البرلماني عن دائرة تنغير، إن الوكالة البريدية المتواجدة بقرية “أوسيكيس” بجماعة أمسمرير، مفتوحة ولم يسبق إغلاقها، وهي تقدم للساكنة خدمات بريدية متنوعة، مضيفا بالقول: “نضع رهن إشارة ساكنة قرية أوسيميس، على مستوى جماعة أمسمرير التي تبعد بـ7 كلم، كل من وكالة البريد بنك “أمسمرير” كاملة الخدمات ووكالة لبريد كاش التي تقدم للزبناء خدمات مالية متنوعة بتوقيت عمل من الاثنين إلى السبت من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء”.

واستغربت فعاليات محلية من جواب الوزير مزور، حيث تساءلت جمعية تيرسال للأسرة والتضامن والتنمية المستدامة -أوسيكيس على صفحتها بـ”فيسبوك”، “الحكومة تكذب على البرلمان فمن يكذب على الحكومة؟”، مضيفة أن “الحكومة تفيد أن الوكالة البريدية لاوسيكيس مفتوحة وتقدم خدماتها للساكنة في حين أن هذه الوكالة قد أغلقت أبوابها منذ حوالي عقدين من الزمن”.

من جانبه، قال رئيس فدرالية تاضا لجمعيات أوسيكيس مصطفى سوحا، في تصريح لجريدة “العمق”، إنه تفاجأ هو الآخر من جواب وزير التجارة والصناعة، والذي ادعى أن الوكالة البريدية بالقرية مفتوحة، مؤكدا أن هذه الوكالة أغلقت أبوابها منذ عام 2000، مبرزا أن الساكنة تضطر للتنقل إلى أمسمرير من أجل الاستفادة من الخدمات التي كانت تقدمها هذه الوكالة.

وعن سبب إغلاقها، أشار سوحى، إلى أن العون العرضي الذي كان يشتغل بالوكالة (حاليا رئيس جماعة أمسمرير)، كان قد لجأ للقضاء من أجل ترسيمه في الوكالة، دون جدوى، ليقدم على إغلاقها، مضيفا أن خدمات الرسائل مثلا التي كانت تقوم الوكالة بتوزيعها أصبح أعوان السلطة من يقوم بهذه الخدمة، في حين أن استلام الحوالات المالية يتطلب التنقل إلى مركز أمسمرير، أو بومالن دادس.

من جهته، قال سعيد الدهمون وهو العون المكلف بهذه الوكالة، إنه عمل كعون بالوكالة لمدة 30 سنة بأجر لا يتعدى 350 درهم شهريا، ولازال يمارس عمله لحد الآن، غير أنه لا يفتح الوكالة دائما، لأنها لم تعد لديها خدمات لتقدمها للساكنة، ما عدا توزيع الرسائل، حيث يسلمها لأعوان السلطة من أجل توزيعها على أصحابها.

وأضاف الدهمون، الذي يشغل حاليا منصب رئيس جماعة أمسمرير، في تصريح للجريدة، إنه الوكالة البريدية “أوسيكيس” لم يعد لديها مداخيل، والحوالات المالية لم تعد تصلها، بعدما أصبح هناك وكالات لتحويل الأموال بالمنطقة، مشيرا إلى بالقول: “يجب أن أعرف مع من أشتغل بالضبط”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *