سياسة، مجتمع

الشرقاوي: ما يقع بالسودان صراع على الغنائم .. وحميدتي يتقمص شخصية البشير

اعتبر أستاذ تسوية النزاعات الدولية، محمد الشرقاوي، إن الصراع الحالي في السودان يكشف على أن هناك غابة خلف الشجرة، وهو ما ظل خفيا في انتفاضات عام 2011 سواء في مصر وليبيا وتونس واليمن أو سوريا، وحتى في حراك 2019 في السودان والجزائر.

العلاقات المدنية العسكرية؛ قضايا أساسية

وقال الشرقاوي خلال مشاركته الخميس على قناة ‘‘DW‘‘  ضمن نشرة إخبارية، إن هناك ثلاثة قضايا أساسية لم يتم الانتباه ضمن صيرورة العلاقات المدنية العسكرية، في خضم استبشار فجر للديمقراطية بالعالم العربي.

وأوضح أن المشهد السوداني يمكن اعتباره صراعا على ‘‘المكاسب المادية وعلى الغنائم وحتى على المركز الاعتباري‘‘، مشيرا أن من يعتقد انه يستطيع أن يقود السودان لا يريد أن يتوارى عن الأنظار ويقبل بتقاسم السلطة على بين ما هو مدني وما هو عسكري، أو بين ما هو عسكري عسكري الآن.

وأشار أيضا إلى أنه لم يتم الانتباه إلى أن قوة أو ضعف الضباط والمؤسسات العسكرية رهين أيضا بعوامل خارجية، مستشهدا في ذلك بمقال أنه دعم من دول ذات مصلحة تلقاه محمد حمدان دقلو المعروف ب ‘‘حميدتي‘‘، وقبله الجنرال حفتر في ليبيا. وعبد الفتاح السيسي سنة 2013 في مصر.

وأوضح كنقطة ثالثة أن ‘‘معارك التغيير السياسي لا يمكن فصلها عن معارك الاقتصاد السياسي‘‘، الأمر الذي تكشف حسب رأي المتحدث في مصر، وفي السودان، وحتى في سوريا والعراق، حيث قال ‘‘هناك مصلحة الاقتصاد السياسي العسكري وليس المدني‘‘.

وخلص إلى أن لغة الاقتصاد هي لغة عسكرية لا تريد أن تشاركها مع المؤسسات أو الوجوه المدنية،

ونبه المتحدث  إلى أن إرادة وطموح الشعوب العربية في تغيير ديمقراطي سليم، يقابله رفض ضباط الجيش بإدارة العلاقات المدنية العسكرية بطريقة تبعدهم عن مركز القوة، معتبرا أن الضباط يعتقدون أنهم هم الصالحون لكل زمان ومكان.

واعتبر ان المنطقة العربية تمثل استثناء لم شهده الكل في أوروبا الشرقية وفي أمريكا اللاتينية التي كانت من قبل دول عسكرية خالصة ولكن قبلت في الأخير بخيار الديمقراطية.

البعد الشخصي للعسكر

تابع الشرقاوي بالقول: لا نريد أ ن نقسوا على المؤسسات والوجوه العسكرية في العالم العربي لأنه في نهاية المطاف نفس السودان الذي يقدم البرهان وحميدتي كنموذجين على منطق الغنيمة والبقاء في السلطة يعطي كذلك نموذج سوار الذهب

واعتبر أن البعد الشخصي محدد أساسي في دور الجهاز العسكري، ذلك أنه حتى وإن تمادى الجنرال أو اللواء في طموحات الاغتنام والجشع والبقاء في السلطة تظل هناك قناعة الوطنية وهل هناك فكر وطني حقيقي داخل الأوساط العسكرية.

وأشار إلى أن هناك استثناءات قليلة يمثلها الوطنيون الاقحاح الذين يساهمون في تطور المسار السياسي نحو تعايش عسكري مدني، مشيرا للدور الذي لعبه رشيد بن عمار في المشهد التونسي، وقبله سوار الذهب في السودان، الذين اقتنعا كشخصيات عسكرية بضرورة الانصات إلى إرادة الشعب.

وقال إن ‘‘البقية يعتبرون أنفسهم أنهم أوصياء على الشعوب ويعتبرون أنفسهم أعطيات الرب إلى الشعب السوداني وإلى الشعب الليبي وإلى شعوب أخرى في المنطقة العربية‘‘.

وأضاف أنهم يعتبرون أنه ‘‘ليس هناك زعيم آخر إلا من يرتدي البذلة العسكرية ويشير إلى رعاياه بالعصا على طريقة عمر البشير‘‘، ومنبها إلى أن ‘‘حميدتي‘‘ يتقمص شخصية عمر البشير من حيث لا يدري، اعتبار لوجود أن تركة نفسية وتركة سوسيولوجية.

وخلص إلى أن الضباط يستنسخون من سابقيهم، فتصبح المسألة أن ان دول بعينها لا يمكن ان يحكمها إلا الجيش، وأن فكرة الديمقراطية وفكرة ‘‘الروح المدنية لم تنبعث بعد في دهاليز اجتماعات الضباط وكبار الضباط في الجيوش العربية، لذلك ليس لهم هوس من دون البقاء في السلطة‘‘

وقال أستاذ تسوية النزاعات الدولية، عن الجيش، ‘‘لديهم قاعدة ذهبية يقولون هذه الشعوب ليست جاهزة لحقبت الديمقراطية وبالتالي دعونا فيما نحن فيه‘‘.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *