مجتمع

قبيل الصيف.. مطالب بتفعيل برنامج حماية الواحات من الحرائق بدرعة تافيلالت

طالبت النائبة البرلمانية عن فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، إيمان لماوي، بتفعيل وتعزيز برنامج حماية الواحات من الحرائق بجهة درعة تافيلالت، مع دراسة إمكانية خلق وحدات فرعية للوقاية المدنية بالواحات، وذلك في سؤال كتابي موجه لوزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت.

وأشارت لماوي، إلى أن حريقا مهولا نشب عصر يوم الثلاثاء 4 أبريل الجاري بمنطقة لمريجة بدوار الخامسة بجماعة سكورة أهل الوسط، وسط حقول الحبوب وأشجار النخيل، وهو الحريق الذي لم تعرف أسبابه المباشرة ونتجت عنه للأسف خسائر مادية ثقيلة على مستوى الممتلكات الزراعية والأشجار والنخيل والمزروعات التي تعد بالآلاف.

وسجلت النائبة البرلمانية عن فريق الأصالة والمعاصرة، إلى أن قوة الرياح تسببت في انتشار الحريق بشكل سريع لأكثر من كيلومتر في ظرف زمني وجيز جدا، مما جعل عملية السيطرة على ألسنة اللهب من طرف السلطات العمومية وبمساعدة الساكنة تستغرق أزيد من أربع ساعات.

ونبهت النائبة البامية إلى أن الحرائق بالواحات تعد أمرا وارد الحدوث والتكرار مع ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى ضعف الوعي بخطورة بعض ممارسات الساكنة، مما يستدعي اتخاذ تدابير استباقية لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث التي تؤثر سلبا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بالمناطق المتضررة.

من جانبه، قال صالح بقاس، الباحث في تاريخ المنطقة، والمهتم بالواحة، إن “حرائق الواحات ظاهرة جديدة ودخيلة على الواحات، بإعتبار أن واحات درعة لم تعرف على طول التاريخ الحرائق إلا في الفترة الأخيرة، في وقت تعود أسبابها إلى اليد البشرية التي لا تعرف القيمة البيئة والايكولوجية لهذه الواحات، علاوة على أسباب آخرى مرتبطة بتواجد الولاعات وثقاب الكبريت، إضافة إلى يبس جريد النخيل وتحوله إلى ما يشبه الحطب”.

وأشار بقاس في تصريح لـ“العمق ”، أن “تراجع المياه الجوفية إلى 10 أمتار وأكثر، صعب مسألة إخضرار أشجار النخيل، وذلك راجع لكون جذور النخيل لا يمكنها أن تنزل إلى عمق يفوق 8,5 متر فقط، إضافة إلى إدخال مزروعات جديدة وغريبة عن الواحات كزراعة الدلاح واستعمال المضخات من جميع الأنواع، الشيء الذي أثر بشكل كبير على الفرشة المائية”.

وشدد المصدر ذاته، على أن “سد المنصور الذهبي هو الآخر يعد سببا في هذا الوضع، بعد أن ساهم في تدهور الواحة، نظرا للتحكم في مسار الفيضانات وانحباس الطمي الغني بالمواد العضوية، مع منع جريان واد درعة عن أكبر واحة، ألا وهي واحة لكتاوة والمحاميد، مما زاد من فداحة الحرائق”.

وطالب المتحدث ذاته، المسؤولين بـ“ضرورة محاربة هذه الحرائق، وذلك عبر التحسيس والتوعية بأضرار الحرائق وكيفية تفاديها، مع توفير الوسائل والمعدات اللوجستية، وشق المسالك داخل الواحات، لتمكين جهاز الوقاية المدنية من الولوج إليها، والعمل على تكوين الفلاحين في استعمال وسائل الإطفاء، على غرار منطقتي أفلاندرا ومزكيطة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *