أدب وفنون

بعد ربع قرن من انطلاقها.. “السيتكومات” كعكة دسمة للمنتجين لم تنضج بعد بالمغرب

تتعرض “السيتكومات” التي تُعرض على شاشة القنوات الوطنية خلال المواسم الرمضانية لانتقادات لاذعة من طرف الجمهور والمهتمين بالمجال الفني في كل عام، حيث بات مصطلح “الحموضة” لصيقا بها بسبب “افتقارها للإبداع وتكرارها لنفس الوجوه والأفكار” رغم الامكانيات المالية الكبيرة التي تخصص لها.

وفي هذا الصدد، قال الناقد المغربي فؤاد زويريق، إن أول من بدأ “بالسيت كوم” في المغرب هو سعيد الناصري بـ”أنا وخويا ومراتو” الذي عُرض في رمضان 1998 بالقناة الأولى، ولن يلام بسبب استيراده لهذا الفن وتقديمه لجمهور بلاده، ربما كانت نواياه طيبة، سلسلته الأولى هذه كانت ناجحة واستقبلت حينها بالتشجيع والتصفيق، لكن ماذا بعد؟ هل نضجت التجربة وتطورت بعد 25 سنة من انطلاقها؟”.

وأضاف زويريق، أن السؤال لا يحتاج إلى تخمين أو تفكير، “طبعا لم تنجح، والدليل على ذلك الاستياء والاستهجان اللذان تُقابل بهما كل سنة من طرف الجمهور، خمسة وعشرون سنة من التفاهة الناعمة، التي تجعلك تتطبع معها وتتقبلها بعد فترة من عرضها ومشاهدتها دون وعي منك، مهما بلغ استهجانك ورفضك لها فيوما ما ستُدمنها وتصبح جزءا من تركيبة فكرك، وهنا تكمن الخطورة،”.

وتابع الناقد المغربي في تدوينة عبر حسابه على “فيسبوك”، “الكل يعترف بحموضة هذه السيتكومات، وبأنها تافهة ولا تحقق أية إضافة تذكر بما فيهم فيصل العرايشي المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، الذي سبق له أن تعهد في اجتماع لجنة التعليم والاتصال بمجلس النواب سنة 2021 بحذفها من البرمجة الرمضانية، لكن لاشيء من ذلك حدث”.

وأشار ذات المتحدث، إلى أن “فن السيت كوم انطلق من أمريكا، ويعني المصطلح باللغة الإنجليزية sitcom وهو اختصار لكوميديا الموقف فكلمة sit هنا تعني situation أي موقف، وcom تعني comedy أي كوميديا، وأول ظهور لهذا الفن كان من خلال الإذاعة في عشرينات القرن الماضي، ثم في التلفزيون في أواخر الأربعينات، هو جنس درامي تتعرض الشخصيات فيه لمواقف يومية كوميدية ساخرة حسب تطور الأحداث، دون تصنّع ولا حشو ولامبالغة في التعبيرات الجسدية، ولا إطلاق نكت وقلب جُمل خارج السياق، قصد الإضحاك، ومن الضروري أن تدور أحداثه داخل فضاءات مغلقة”.

ولفت زويريق، إلى أن “فن السيت كوم في أمريكا صناعة لكن بآليات وقواعد مدروسة، وله جمهوره العريض في العالم أجمع، وقد حقق الانطلاقة الأولى للعديد من النجوم أو على الأقل شاركوا في عمل من أعماله في فترة من الفترات، كهيلين هنت، جيم كاري، توم هانكس، ويل سميث، ساندرا بولوك”.

واعتبر الناقد المغربي، أن هذا الفن تحوّل في المغرب إلى مسخ، حيث يعاني من الإرتجالية وغياب رؤية واضحة، وركاكة في الكتابة، وإفلاس في الأفكار، ويمكن اعتباره أيضا ملجأ للكثير من الممثلين والمخرجين الفشلة، وكعكة دسمة للمنتجين، لاشيء فيه يدل على أنه فن سيت كوم حقيقي سوى تلك القهقهات التي يطلقونها في الخلفية بابتذال وسخف واضحيين”.

ونبه فؤاد زويريق إلى أنه يجب الإشارة إلى بعض “الفلتات التي كانت إلى حدّ ما ناضجة وعلينا أن نعترف بذلك، كسيت كوم “أنا وخويا ومراتو” 1998، و”عائلة السي مربوح” 2003، و”لالة فاطمة”2001، لكنها للأسف قليلة جدا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *