الاشتراكي الموحد: “كازا إيفنت” مسؤولة عن كل الحوادث والفضائح الكروية بالبيضاء

تتواصل المطالب بفتح تحقيق شفاف وترتيب ترتيب المسؤوليات ومحاسبة المقصرين في حادثة وفاة الشاب نورة (29 سنة) مشجعة فريق الرجاء البيضاوي، بمحيط ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، خلال مباراة الرجاء والأهلي المصري، أول أمس السبت.

فروع الحزب الاشتراكي الموحد بالدار البيضاء، اعتبرت في بلاغ مشترك لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن هذا الحادث المأساوي “لم يكن عرضيا ولا معزولا، بل كان متوقعا ومنتظرا مع كل حدث رياضي كبير أو مباراة مصيرية لفرق المدينة”.

وقال الحزب إنه “منذ 2016، لم يتوقف عن التذكير والتحذير من أن تدبير الملعب، وطريقة تسويق التذاكر، والأساليب المتبعة لتأطير حركية الجمهور بمحيط الملعب ومداخله، تشوبها عدد من الكوارث والأخطار، تتحمل مسؤوليتها عدة أطراف مسؤولية مشتركة، أمنية وتنظيمية وسياسية”.

وفي الوقت الذي حمل فيه الحزب، المسؤولية المباشرة إلى مصالح الأمن بسبب استعمال خراطيم المياه ذات الضغط العالي، اعتبر أن شركة التنمية المحلية المسيرة للملعب المعروفة باسم “كازا إيفنت”، والمسؤولة أيضا عن بيع وتوزيع تذاكر المباريات، “مسؤولة في شخص مديرها العام عن كل الحوادث والفضائح التي تشهدها المظاهرات الكروية الكبرى بالدار البيضاء”.

وأوضح البلاغ أن مسؤولية هذه الشركة “تبدأ من طريقة طرح التذاكر وتسويقها وتوزيعها، وفشلها في مواجهة التزوير رغم كل ما تتوفر عليه من وسائل، بل تواطؤ ممثليها في جنبات الملاعب مع كل الخروقات المسجلة”.

وفي هذا الصدد، اعتبر الحزب أن “مواصلة تمتيع هذه الشركة ومديرها العام بالحماية من المساءلة، سيستمر في تعريض حياة وسلامة آلاف المشجعين لخطر حقيقي”.

ونبه الحزب إلى أن التقصير في محاسبة هذه الشركة يقع ضمن صلاحيات أعضاء مجلس إدارتها الذي يتكون من والي الجهة، رئيسة جماعة الدار البيضاء، ورئيس مجلس العمالة، محملا هذه الجهات “المسؤولية الكاملة لهذا العبث المستمر والإستهتار بسلامة وحياة المواطنين في الملعب”.

واستغرب الحزب ما أسماه “إصرار العمدة وأغلبيتها على منح الشركة ومديرها صلاحيات أكبر واعتمادات مالية أهم دون حسيب أو رقيب، رغم المطالبات المتكررة للممثل الحزب داخل مجلس المدينة عبد الله أبعقيل، بمحاسبة الشركة وطرد مديرها العام ومتابعته قانونيا”.

وفي هذا السياق، دعت فروع الحزب الاشتراكي الموحد بالدار البيضاء، إلى “فتح تحقيق آني وشفاف، مع كافة الأطراف المرتبطة بالكارثة، والكوارث التي قبلها، مع ترتيب جميع المسؤوليات ومحاسبة كل المقصرين، مهما كانت مهامهم وصفاتهم، محاسبة إدارية وقانونية وجنائية”.

كما دعا الحزب، مجلس المدينة، وخصوصا العمدة، وكافة المتدخلين على مستوى الأمن والسلطات، إلى “تحمل مسؤولياتهم والتفاعل بشكل بناء مع كافة المناشدات والمقترحات التي عبرت عنها العديد من الفاعلين الرياضيين والمجمتعيين النزهاء”.

وناشد الحزب “كافة القوى الحية بالمدينة، من تنظيمات جماهيرية ورياضية وثقافية، على العمل معا بشكل مكثف من أجل إنقاذ حياة البيضاويات والبيضاويين من هذا الخطر الحقيقي الذي يتربص بشغفهم وبحبهم لمدينتهم ورموزها”.

وشدد البلاغ على أن “الجماهير الكروية في الدار البيضاء تستحق تعاملا مسؤولا وعقلانيا أرقى مما تواجهه اليوم من تعامل استفزازي واستعلائي على عدة مستويات، لا سيما أن جزءا منها صار عنصرا ثقافيا أساسيا في مدينتنا يساهم بكثير من التضحيات في تطوير صورة المدينة وإشعاعها على الصعيدين الإقليمي والدولي”.

وكانت السلطات المحلية لعمالة مقاطعات الدار البيضاء-أنفا، قد أفادت بأن مشجعة لفريق الرجاء البيضاوي تبلغ من العمر حوالي 29 سنة، وافتها المنية يوم السبت خلال تواجدها بمحيط مركب محمد الخامس، من أجل حضور مباراة الرجاء والأهلي المصري برسم إياب دور ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا.

وأفاد بلاغ للسلطات المحلية بأنها تدخلت بمعية مصالح الوقاية المدنية، فور إشعارها بالحادث، حيث تم تقديم الإسعافات الأولية للمعنية بالأمر، كما جرى نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي مولاي يوسف لتلقي الإسعافات اللازمة، إلا أنها فارقت الحياة بالمستشفى.

وأشار البلاغ ذاته إلى أن تحقيقا قد تم فتحه من قبل المصالح المعنية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن ظروف وملابسات الحادث.