من يدافع عن ورد أمي؟ من يثمن عرق أمي؟

الجزء الثاني:
لعل أكثر المشكلات الحقيقية والدائمة التي تشكوها ساكنة قلعة مكونة لا تكلف المسؤولين نظرا أو تدخلا ، وفي الوقت نفسه هم مستعدون لتنظيم ” مهرجان الورود”، والذي تحول إلى مهرجان للرقص والغناء والتسكع في الطرقات وصباغة واجهات جدران متسخة ومتهالكة ونثنة ومهترئة ، بينما لا يجد الناس نقلا عموميا يؤمن حضورهم وتنقلهم، أو بنية تحتية تسعهم ، أو فضاءات للترفيه تنفس عن همومهم ..
مدينة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان ، لكنها تشكو اللاتدبير وانحسار التخطيط في توفير موائد الأكل عالية الجودة ” للزوار الاستثنائيين ” ، والتفاوض مع صناع الفرجة لتنشيط ” سهرة فنية ” تفتقد لأبسط ظروف التنظيم ..
تحولت قلعة مكونة إلى جسد مريض ، تسربت إليه أشكال شتى من العطب التنموي والباثولوجيا الثقافية والعسر في تدبير القطاعات الحيوية ، حتى بات المواطن هنا ” غريبا “، يشك في مواطنته ويرثي حال مدينة “ماضيها أفضل من حاضرها”.
كيف لا يفكر أهل هذه البلدة المسكينة في الهجرة واللاعودة ؟ كيف لا يعيشون الهدر الإجتماعي والإستلاب الإقتصادي وكل ألوان الألم والبؤس؟ متى يفهم عقلاؤنا أن الظلم مؤذن بخراب العمران ؟
اترك تعليقاً