أخبار الساعة، مجتمع

إصابة أم وابنها ونجاة شاب.. الكلاب الضالة ترعب سكان طاطا وسط مطالب بالتدخل

تعرضت سيدة رفقة ابنها، الأحد الماضي، لهجوم شرس من طرف كلب ضال، في عقر دارهم الواقعة بدوار “أمغي” التابع إداريا لبلدية طاطا، فيما نجا شاب بالدوار نفسه بأعجوبة، وفق ما كشف عنه مصدر محلي لموقع “العمق”.

واستنادا إلى المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، فإن كلبا ضالا هاجم السيدة وابنها داخل منزلهما، ما تسبب لهما في جروح في أماكن متفرقة من جسديهما، مشيرة أنه جرى نقلهما في حالة خطيرة إلى المستشفى الإقليمي لطاطا لتلقي العلاجات الضرورية.

ووفق المعطيات عينها، فإن الضحية تلقت عددا من الإسعافات الأولية لحظة نقلها إلى المستشفى المذكور، وتم إخبارها بضرورة العودة إلى المستشفى من حين إلى آخر، وذلك لخطورة الإصابة، في حين فتحت السلطات الأمنية بحثا في الموضوع، بعد إخطارها بالواقعة.

وفي هذا السياق، اعتبرت عدد من الفعاليات المدنية وعدد من المهتمين بالشأن المحلي بالمنطقة في تصريحات متطابقة لـ“العمق”، أن “تماطل السلطات المختصة في معالجة هذه الظاهرة مسألة غير مفهومة وغير مبررة، خصوصا وأن المنطقة تعرف ارتفاعا ملحوظا في عدد الكلاب الضالة التي أصبحت كابوسا يقض مضجع ساكنة هذه المنطقة المحسوبة على المغرب العميق”.

عمر نيت القاضي، المهتم بالشأن المحلي بإقليم طاطا، قال إن “مدينة طاطا، تحولت، منذ أشهر، إلى مرتع للكلاب الضالة التي تجول وتصول وسط شوارع وأحياء ومداشر المنطقة، واحتلت مختلف المدارات والحدائق والساحات  العمومية، مهددة المارة صغارا  وكبارا ومسيئة إلى منظر المدينة، في وقت لم تكلف السلطات المختصة، وعلى رأسها المجلس الجماعي، نفسها عناء التدخل”.

وأشار نيت القاضي ضمن تصريح لـ“العمق”، أن “كلابا ضالة أقدمت الأحد الماضي، على الهجوم بشكل مباغث على سيدة وأبنائها في عقر دارهم، الأمر الذي تسبب في إصابتهم بجروح خطيرة عجلت بنقلهم إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي بطاطا لتلقي العلاجات الضرورية، وهو المصير الذي تعرضت له طفلة في العاشرة من العمر، في الخامس من فبراير من السنة الماضية، وقس على ذلك عدد من الحالات الأخرى”.

وسجل المتحدث ذاته، أن “الفعاليات المدنية والحقوقية بالمنطقة سبق لها أن عبرت لأكثر من مرة عن استيائها الشديد من عجز المجلس الجماعي عن الحد من هذه الظاهرة، التي تتنامى يوما تلو آخر، بعدما كشف المجلس السابق ذكره عن فشله الذريع في تفعيل السلطات المخولة له، وهو الأمر الذي يؤدي إلى بقاء الوضع على ما عليه”.

ولفت المصدر إلى أن “السلطات العمومية والمنتخبة مدعوة إلى معالجة ظاهرة الكلاب والضالة، بهدف الوقاية من بعض الأمراض الفتاكة المتنقلة عبر هذه الحيوانات، وتفادي ظاهرة تكاثرها بطريقة عشوائية، وتحسين محيط عيش الساكنة، وإجراء عمليات التعقيم الجراحية لها لضمان عدم تكاثرها، وتلقيحها ضد داء السعار، مما سيساعد على احتواء هذه الظاهرة والسيطرة عليها”.

مولاي عبدالله الإدريسي، فاعل مدني بإقليم طاطا، كشف ضمن تصريح لـ“العمق”، أن “الساكنة أصبحت تواجه في السنتين الأخيرتين مشاكل كبيرة مع الكلاب الضالة التي تكاثر وتزايد عددها بشكل مخيف، خصوصا وأنها غير مراقبة ولا تلقح ضد السعار ونقل الأمراض، والأدهى من ذلك أنها تنتشر حرة في الأزقة والشوارع والأسواق ووسط فدادين وحقول المنطقة”.

وأشار الإدريسي، إلى أن“مجموعة من الأشخاص في واحة أفرا واحيائه تعرضوا لهجمات خطيرة نقل على إثرها سيدة وإبنها إلى المستشفى الإقليمي لطاطا، وهو الأمر الذي دفع المتضررين إلى رفع دعوة قضائية على المسؤولين الذين يتحملون مسؤولية خطر الكلاب الضالة، بعد أن تركوها تتكاثر في الشوارع والأزقة دون اتخاد التدابير اللازمة لحماية المواطنين من خطر عضاتها المسعورة”.

وأوضح المتحدث، أن “الكلاب الضالة بهذه المنطقة أصبح عددها يخل بالتوازن الطبيعي والبيئي، لذلك وجب التدخل الفعلي لحماية للساكنة، خصوصا الأطفال والنساء وفلاحي الواحة الذين يجدون صعوبة في العمل في فدادينهم بسبب هجومات الكلاب المسعورة، في وقت تدخلت السلطات ومعها مصلحة السلامة الصحية وقامت بقتل كلب مسعور، تبين أنه هو من هاجم بعض الأشخاص صباح الأحد الماضي وقبضت على العشرات ونقلتهم إلى مكان الاحتجاز”.

وختم الإدريسي تصريحه بالقول، أن“ مطلب السكان هو قتل هذه الكلاب الضالة المسعورة التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على المواطنين بجماعة وباشوية طاطا أو على الأقل جمعها في أماكن خاصة دون الإفراج عنها، والتفاعل مع شكايات السكان وفعاليات المجتمع المدني التي وجهتها قبل شهور إلى السلطات المحلية بخصوص عملية جمع بعض هذه الحيوانات التي تقض مضجعهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *