أدب وفنون

هل تسبب تشتت سلمى رشيد بين التمثيل والغناء في “فشل” ألبومها “نار”؟

مرت أول تجربة للمغنية الشابة سلمى رشيد في مجال الألبومات الغنائية مرور الكرام، حيث لم يحظى ألبومها “نار” بتفاعل جماهيري واسع، أو تغطية إعلامية مغربية وعربية، لكنه لم يسلم في الوقت ذاته من الكثير من الانتقادات التي وجهت له على مستوى الصوت والأداء واختيار الأغاني من قبل من استمعوا إليه.

وتمكنت أغنيتين فقط من أصل 7 أغاني طرحتها سلمى رشيد من ألبوم “نار” من الوصول إلى مليون مشاهدة بعد 3 أسابيع على طرحها على قناتها على يوتيوب، فيما لم تتمكن باقي الأغاني من بلوغ ذات الرقم، رغم الترويج الذي رافق الألبوم على منصتي يوتيوب وانستغرام، في الوقت الذي حققت فيه أعمال العديد من الفنانين المغاربة الذي طرحوا جديدهم بعد أيام وأسابيع على صدور “نار” من حصد مشاهدات أعلى منه، واعتلاء “الترند” في منصات التواصل الاجتماعي، كان آخرها أغنية “واجهني” لهند زيادي، “أش خبارك” لسعد لمجرد، و”زيديني” لدنيا بطمة.

وحظي ألبوم “نار” بانتقادات واسعة من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين انقسمت أرائهم بين من عبر عن استيائه من اختيارات المغنية الشابة سواء على مستوى الكلمات والألحان، واستعمالها لتقنية “الأوطوتيون” بكثرة، معبرين عن شعورهم بالانزعاج أثناء الاستماع للأغاني التي تميزت بالإيقاع السريع، وبين من اعتبر أن الوقت الحالي لم يعد مناسبا لإصدار الألبومات لأن الجمهور بات ميالا للأغنية “السنجل” الضاربة، مستشهدين بكبار الفنانين الذين لم ينتجوا ألبومات منذ عدة سنوات.

وعزا النشطاء الإلكترونين ما وصفوه بـ”فشل” ألبوم “نار” إلى ضعف إدارة المغنية المغربية التي لم تتوفق في اختيار أغاني “قوية” و”ضاربة”، وسمحت بإنتاج ألبوم دون “دراسة جيدة لساحة الفنية الحالية”،  ووضع استراتيجية ترويجة مناسبة له، فيما ذهب آخرون إلى اعتبار أن تشتت ذهن سلمى رشيد بين التمثيل والغناء كان أحد أسباب ضعف مشروعها الغنائي الجديد.

يشار إلى أن سلمى رشيد، واجهت في الموسم الرمضاني الماضي انتقادات لاذعة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن غضبهم من مشاركتها الكثيفة في الأعمال الرمضانية.

وطلت سلمى رشيد على الجمهور المغربي في الموسم الرمضاني 2023 من خلال سيتكوم “ديرو النية” كممثلة إلى جانب أدائها لشارة العمل، وكذا غناء “جينيريك” مسلسل “كاينة ظروف” للمخرج إدريس الروخ، إضافة إلى مشاركتها في برنامج “أحسن باتسيي” في نسخته الخاصة بالمشاهير، وكذا ظهورها في وصلة إشهارية بالتزامن مع وقت الإفطار.

وأدى الظهور الكثير لسلمى رشيد على شاشة القنوات الوطنية إلى جعلها في مرمى انتقادات الجمهور الذي تساءل عن سبب اختيارها المُتكرر في الوقت الذي يُعاني فيه خريجو المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي من البطالة.

واعتبر النشطاء الإلكترونيين أن ظهور سلمى رشيد الكثيف “مجاني” ولا يخدم مسيرتها بقدر ما يعرضها للاستهلاك ونفور الجمهور منها، معتبرين أن أدائها التمثيلي “ضعيف”، وعليها التركيز في مسيرتها الغنائية التي تميزت فيها.

وفي هذا الصدد، اعتبر الناقد الفني المغربي، عبد الكريم واكريم، أن قضية مشاركة “المؤثرين” والمغنيين في الأعمال الدرامية التلفزية وفي الأفلام السينمائية باتت إشكالية، لأن “أغلبهم ليسوا متمكنين من أدوات التشخيص والتمثيل وتفضح هزالهم الشاشة “.

وقال واكريم في تصريج لجريدة “العمق”، إن “المغني(ة) إن لم يتم الإستعانة به في عمل غنائي مكتوب على هذا الأساس فيأتي الأمر في أغلب الأحيان كمجرد إقحام، وقليل هم المغنون الذين أصبحوا ممثلين حقيقيين”، مشيرا إلى أن ذلك غير متاح في المغرب لأنه “ليست لدينا صناعة يمكن من خلالها الإشتغال على شخص لإعطائه إمكانية التحول والانتقال من ميدان إلى آخر”.

وأضاف واكريم، أن ذلك “ينطبق على سلمى رشيد التي حسب الأعمال التلفزية التي شاهدتها لها كانت تبدو ضعيفة فيها كممثلة ولا يشفع لها كونها مغنية التطفل على ميدان التمثيل الذي تطور في المغرب، إذ هنالك أفواجا تتخرج من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، والذي أثبت الشباب المتخرجون منه كفاءاتهم وتمكنهم من مهنة التمثيل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *