مجتمع

مسجد “الحوت” بفاس .. قصة فضاء “يعيد” لمرضى الحول توازن نظرهم

مسجد “الحوت” أو جامع “الحوت”، واحد من بين أقدم أماكن العبادة في مدينة فاس العريقة. وتكمن شهرة هذا المسجد في قصته الغريبة، حيث يزعم العديد من ساكنة المدينة أن الجامع كان مقصدا لعدد من المرضى المصابين بالحول، الذين كانوا يُنصحون باتباع حركات وسكنات السمكة وهي تصول وتجول داخل نقطة الماء، فيما يشبه “الترويض الطبي للعين”.

وفي تصريح لـ “العمق”، قال الغرباوي محمد، وهو أحد ساكنة حي “النخالين” بفاس، إن هذا المسجد الوجود بحي “كزام بنعامر” يعتبر تاريخيا بمدينة فاس، بسبب قصته وحكايته وما جرى من وقائع شهد عليها أناس قدامى، مشيرا إلى أن الأحداث التي وقعت جعلت منه مسجدا يتحدث عنه المؤرخين والمهتمين بآثار مدينة فاس.


وأوضح الغرباوي، أن أجداده وآباءه حكوا له سابقا أن هذا المسجد كان يتوافد عليه الناس للصلاة سابقا مرافقين أبنائهم، وأن “سي بنموسى” وهو رجل كان يتأمم بالناس بالمسجد يطلب من الأطفال الذين يعانون من مرض “الحول” جلب أكل للسمك الموجود وسط الصهريج، ويأمرهم بتتبع ظهور سمكة يطلق عليها “سلطانة الحوت” من أجل إطعامها، وهو الشيئ الذي يجعل الطفل “الأحول” بتتبع الأسماك بعينيه مدة طويلة لتعود بعد ذلك إلى حالتها الطبيعية.

وأضاف الغرباوي أن جامع الحوت هو الوحيد الذي لا يتوفر على صومعة لسبب قربه من المنازل السكنية ولا توجد مساحة لبنائها، وكان يكتفي المؤذن بالآذان للصلاة من سطح المسجد، وأنه يتوفر على غرفة ومحراب وصهريج للوضوء وسط ساحة الجامع تسبح فيه أسماك ملونة تسببت في إطلاق إسم على المسجد وهو “جامع الحوت”.

وفي السياق ذاته، قال أحد السكان قرب المسجد، إن المسجد أغلق منذ 17 سنة من أجل الإصلاح، إلا أنه بقي على حاله مهملا ومغلقا، مضيفا أنه يُحكى على المسجد سابقا، أن آباء الأطفال المرضى بالحول كانوا يأتون بأبنائهم من أجل مشاهدة الأسماك الملونة التي تسبح وسط الصهريج ويعيدون العملية مرارا حتى تعود العين إلى طبيعتها، كما أنه غير متأكد من حقيقة الرواية أو هي قصة من وهم الخيال.

وطالب الغرباوي وساكنة حي بتدخل وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية من أجل إعادة ترميم هذا المسجد ورد الاعتبار لحكايته وروايته ولتلك الأسماك الموجودة لحد الساعة وسط الصهريج.


باقي التفاصيل في الروبورتاج:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *