سياسة

“جون أفريك”: عودة غوفرين للرباط تعبير واضح للصراع على النفوذ والسلطة بين الإسرائيليين

قالت صحيفة “جون أفريك”، إن السفير الإسرائيلي دافيد غوفرينن الذي غادر الرباط في وقت سابق بعد توجيه تهم متعلقة بالفساد المالي والتحرش، سيعود إلى مكتبه في الرباط لاستئناف عمله الشهر المقبل.

وبحسب الصحيفة فإن خبر عودة غوفرين جاء على لسان “شاي كوهن” الذي كان مرشحا للبقاء على رأس المكتب الإسرائيلي بالرباط، خلال مؤتمر صحفي عقد في مكتب الاتصال الإسرائيلي في 6 يونيو.

وكان مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط قد أعلن في وقت سابق عن تعيين ‘‘شاي كوهن‘‘ رئيسا جديدا له، خلفا لألونا فيشر المنتهية مهامها منذ بداية أبريل الماضي.

وورد خبر تعيين شاي كوهن رئيسا جديدا، في تغريدة نشرها حساب مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، جاء فيها أن وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي نير بركات وخلال افتتاحه الجناح الإسرائيلي بالملتقى الدولي للفلاحة، المقام بمدينة مكناس المغربية، كان مرفوقا ب ‘‘السفير شاي كوهن‘‘.

وجاء في تغريدة المكتب، أن وزير الاتصال كان ‘‘مرفوقا بالسفير شاي كوهن ووفد دبلوماسي رفيع لدعم الشركات الاسرائيلية المشاركة في فعاليات هذا الحدث الدولي‘‘.

وقالت الصحيفة الفرنسية إن عودة “غوفرين” هو تعبير واضح للصراع على النفوذ والسلطة بين السياسيين في إسرائيل، مشيرة إلى أن غوفرين محسوب مقرب من الشخصيات الكبيرة في حزب الليكود ورجال الأعمال وصناع القرار السياسي.

وقالت إن الحكومة الحالية لن تعلن عن نتائج التحقيقات التي فتحتها الحكومة السابق في قضية “غوفرين” الذي يستفيد منت عملية لتبييض سمعته.

وقالت الصحيفة أيضا إنه مع ذلك، لا يزال الغموض قائما فيما يتعلق بالمحتوى الفعلي للمنصب الذي سيشغله في الرباط ومدة ولايته التي من المفترض أن تنتهي في عام 2024. خاصة وأن اختيار السفير في المغرب في إسرائيل كان من المفترض عليه إلى حزب شاس وهو شرط تفاوض عليه بحزم عندما شكل ائتلافه مع الليكود.

وأوضحت الصحيفة أن العديد من المهتمين بالدبلوماسية الإسرائيلية يأسفون لأن السياسة لها الأسبقية على تطوير التعاون بين المغرب والدولة اليهودية. إذا كان من المرجح أن تثير عودة ديفيد جوفرين سخط بعض المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية والمغربية.

وبالرغم من ذلك، تضيف “جون أفريك”، فقد يتغلب على كل هذا حدث كبير آخر في المملكة، إذ إن دبلوماسية البلدين تجري حاليًا مفاوضات حتى تعترف إسرائيل بمغربية الصحراء.

وقال مصدر “جون أفريك” “لا نعرف متى سيحدث هذا، لكن من المرجح أن توافق الحكومة الإسرائيلية على طلب المغرب، وبالتالي فإن عودة ديفيد جوفرين ستكون مجرد تفاصيل”.

وفي شتنبر 2022، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن إعفاء رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، دافيد غوفرين، وتعيين الدبلوماسية الإسرائيلية “ألونا فيشر كام” خليفة له، بحسب ما أوردته قناة “i24news” الإسرائيلية.

ووفق القناة، فإن إعفاء غوفرين من منصبه جاء على خلفية تفجر فضيحة “التحرش الجنسي وإخفاء هدايا ثمينة والمحسوبية” في مكتب البعثة الإسرائيلية بالمغرب، وهو الملف الذي فتحت الخارجية الإسرائيلية بشأنه تحقيقا.

وقال المصدر ذاته، إن الخارجية الإسرائيلية قررت تعيين “ألونا فيشر كام” في منصب رئيسة مكتب الاتصال الإسرائيلي، خلفا لغوفرين، وهي سفيرة سابقة لإسرائيل في صربيا، كما سبقت أن شغلت منصب سفيرة غير مقيمة بدولة الجبل الأسود، كما عملت في مجال تدريب الديبلوماسيين في مهمات خاصة.

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أعلنت عن فتح تحقيق بشأن شبهات حول أعمال وُصِفت بـ”الخطيرة” حدثت داخل مكتب الاتصال الإسرائيلي بالعاصمة الرباط، تتعلق أساسا بشبهات التحرش واستغلال نساء مغربيات، واختفاء هدايا قيمة، إلى جانب صراعات سياسية داخل ممثلية تل أبيب بالمغرب.

وعقب ذلك، استدعت الخارجية الإسرائيلية مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب، حيث قال متحدث باسم الوزارة، يوم الثلاثاء 6 شتنبر الجاري، إن الأمر يتعلق بـ”شبهات بحدوث تجاوزات تتعلق بالاستغلال الجنسي للنساء واختفاء هدايا ثمينة وصراع محتدم داخل المكتب”.

ووفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية (الإذاعة الإسرائيلية الرسمية)، فإن محور التحقيق هو سلوك دافيد غوفرين، والذي كان سفير إسرائيل في مصر سابقا، موضحة أن وفدا يضم عددا من كبار مسؤولي الخارجية، حلَّ بمقر المكتب بالرباط بشكل مستعجل، الأسبوع الماضي، لإجراء التحقيقات.

وأورد المصدر ذاته، أن التحقيق شمل مزاعم استغلال نساء مغربيات والتحرس الجنسي من قبل ممثل كبير في مكتب الاتصال، كما تقوم وزارة الخارجية بالتحقيق في اختفاء هدايا، ضمنها هدية فخمة منحها القصر الملكي المغربي إلى مكتب الاتصال الإسلائيلي خلال احتفالات ما يُسمى بـ”عيد استقلال إسرائيل”.

وتشير المعطيات التي أوردتها هيئة البث الإسرائيلية “كان”، أن هذه الهدية اختفت أو سُرقت ولم يبلغ عنها، بحسب الشكاوى التي تلقتها وزارة الخارجية.

بالإضافة إلى ذلك، حققت الخارجية الإسرائيلية في صراع سياسي يقع داخل دهاليز البعثة الإسرائيلية بالرباط، وذلك بين رئيس البعثة، ديفيد غوفرين، وضابط الأمن المسؤول عن الأمن والتشغيل السليم للبعثة الإسرائيلية.

وشملت التحقيقات، أيضا، ملفا يتعلق بظروف استضافة رجل أعمال يدعى “سامي كوهين” خلال فعاليات رسمية لكبار المسؤولين والوزراء الإسرائيليين الذين حلوا بالمغرب، حيث يحضر هذا الشخص لقاءات رسمية بين المسؤولين الإسرائيليين ونظرائهم المغاربة رغم أنه لا يشغل أي منصب رسمي، حيث يرجح أن له علاقة كبيرة بديفيد غوفرين.

غير أن الملف الأكثر إحراجا للخارجية الإسرائيلية، هو الشبهات المتعلقة باستغلال النساء المغربيات ومضايقاتهن من قبل مسؤول إسرائيلي في مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، حيث اعتبر المصدر ذاته أنه إذا ثبت هذا الأمر فعلا، فإن ذلك سيشكل حادثا دبلوماسيا خطيرا في العلاقات بين المغرب وإسرائيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غزاوي
    منذ 11 شهر

    مجرد تساؤل. أين شرف المغربيات !!!؟؟؟ جاء في المقال ما نصه: "غير أن الملف الأكثر إحراجا للخارجية الإسرائيلية، هو الشبهات المتعلقة باستغلال النساء المغربيات ومضايقاتهن من قبل مسؤول إسرائيلي في مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط" "كما تقوم وزارة الخارجية بالتحقيق في اختفاء هدايا، ضمنها هدية فخمة منحها القصر الملكي المغربي إلى مكتب الاتصال الإسرائيلي خلال احتفالات ما يُسمى بـ”عيد استقلال إسرائيل". "وبالرغم من ذلك، تضيف “جون أفريك”، فقد يتغلب على كل هذا حدث كبير آخر في المملكة، إذ إن دبلوماسية البلدين تجري حاليًا مفاوضات حتى تعترف إسرائيل بمغربية الصحراء". كل شيء يهون بما فيه شرف المغربيات في سبيل اعتراف الكيان بمغربية الصحراء. بدليل أن السيد المحترم دافيد غوفرين يعود إلى ماخروه معززا مكرما ليعبث بشرف مغربيات أخريات. شرف أقام له المداويخ ودياييث المغرب الأرض ولم يقعدوها لما تطرقت إليه قناة جزائرية.