سياسة، مجتمع

تأخر رحلات الحج لوكالات الأسفار يصل البرلمان ومطالب بتدخل وزيري الأوقاف والسياحة

وصل ملف تأخر تحديد مواعيد الرحلات الجوية المخصصة لوكالات الأسفار المكلفة بتنظيم رحلات الحج هذا العام، إلى قبة البرلمان، وسط مطالب لوزيرة السياحة بالتدخل من أجل إيجاد حل لهذا المشكل قبل فوات الأوان.

ووجهت المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، سؤالين كتابيين إلى كل من وزارتي السياحة والأوقاف، حول أسباب عدم تمكن وكالات الأسفار المرخصة هذه السنة، من القيام بحجوزات السفر إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، مسائلة الوزيرين عن الإجراءات المرتقبة لحل الملف.

وأفاد أرباب بعض وكالات الأسفار بأنهم لا زالوا ينتظرون تحديد مواعيد الرحلات الجوية لحجاجهم، بعدما قاموا بجميع الإجراءات الأخرى المتعلقة بالتأشيرة والحجوزات الفندقية، مبدين تخوفهم من وقوع ارتباك ومشاكل بين تاريخ الحجوزات الفندقية ومواعيد الرحلات الجوية في حالة تأخرها.

وفي هذا الإطار، علمت جريدة “العمق” أن الفيدرالية الوطنية لوكالات الأسفار بالمغرب، وجهت مراسلات مستعجلة إلى وزارة السياحة وباقي الجهات المعنية، من أجل التدخل لحل هذا المشكل قبل تفاقم الوضع، كما طالبت الفيدرالية من فروعها الجهوية بموافاتها بعدد الوكالات التي تواجه هذا الوضع.

مجموعة “البيجيدي” بمجلس النواب، أوضحت في سؤالها الذي تتوفر “العمق” على نسخة منه، أن العديد من وكالات الأسفار المرخص لها، لم تتمكن من الحجز عبر شركات الطيران، سواء المغربية أو الأجنبية، لفائدة زبنائها الحجاج النظاميين الذين استوفوا جميع شروط أداء مناسك الحج خلال الموسم الحالي.

وبحسب المصدر ذاته، فإن عددا من وكالات الأسفار لم تتمكن لحد الساعة، من الحجز لدى شركات الطيران المتوجهة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للديار المقدسة، بسبب عدم حصول تلك الوكالات المتعاقدة معهم على الحجوزات المطلوبة.

وأفاد البرلماني عن حزب “المصباح”، مصطفى ابراهيمي، في السؤال ذاته، بأن هذا الاختلال خلف لدى المواطنين حالة من الاستياء والتذمر، بعد كل المشاق والمعاناة وتكبد النفقات الباهضة جدا هذه السنة، بل اتهم بعضهم الوكالات بـ”النصب والاحتيال”.

وكان مسؤول إحدى الوكالات بمدينة سلا، قد كشف في اتصال لجريدة “العمق”، أن عشرات الاتصالات من الحجاج تتقاطر على وكالته للاستفسار عن موعد الرحلات الجوية، في ظل اقتراب موعد الحجوزات الفندقية التي تم حجزها من طرف الوكالة.

وقال المتحدث الذي فضل عدم ذكر اسمه، إنه في حالة تأخر تحديد مواعيد الرحلات الجوية لوكالات الأسفار، فإن الأسبوع المقبل قد يشهد احتجاجات من طرف مجموعة من الحجاج الغاضبين، كما سبق أن وقع في مواسم سابقة.

وشدد المصدر ذاته، على ضرورة تدخل وزارة السياحة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، من أجل توفير المقاعد الكافية لحجاج الوكالات وإعلان موعد الرحلات بشكل واضح وسريع، خاصة أن الوكالات تربطها دفاتر تحملات مع الوزارة الوصية في هذا الشأن.

وعدد الحجاج المغاربة الذين سيؤدون مناسك الحج عبر تنظيم وكالات الأسفار، يبلغ هذا العام 12 ألف، فيما تشرف وزارة الأوقاف على 22 ألف حاج، حيث سيتم نقل هؤلاء الحجاج عبر 3 شركات طيران، هي الخطوط الملكية المغربية، والخطوط السعودية، إلى جانب شركة ناس للطيران بالسعودية.

رئيس الفيدرالية الوطنية لوكالات الأسفار بالمغرب، محمد السملالي، أكد في اتصال لجريدة “العمق”، أن هناك فعلا تخوفات من طرف مجموعة من الحجاج بسبب التأخر في برمجة الرحلات الجوية ضمن بعض وكالات الأسفار، مشيرا إلى أن هناك وكالات حُددت مواعيد رحلاتها فيما لا زالت أخرى تنتظر.

وحذر السملالي من احتمال تعرض وكالات أسفار لخسائر باهضة في حالة برمجة رحلاتها الجوية في أوقات مغايرة لفترة الحجوزات الفندقية للحجاج، مشيرا إلى أنه راسل السلطات والجهات المختصة التي تعهدت بالعمل على إيجاد حل لهذا المشكل، وفق تعبيره.

وشدد السملالي على أن الجهات المسؤولة كان عليها تقسيم عدد الحجاج المغاربة على شركات الطيران المكلفة، وإلزامها بتحديد تواريخ الرحلات بشكل مسبق وليس في آخر لحظة، من أجل تفادى مثل هذه المشاكل التي تنغص على الحجاج رحلتهم.

ويرى المتحدث بأنه يجب على مسؤولي القطاع الاشتغال من قبل على هذه الملفات، عبر توفير تذاكر الطيران وبرمجة الرحلات الجوية بشكل مسبق، بالنظر إلى أن عدد الحجاج يكون معروفا لدى الوزارة والسلطات على علم به.

وفي الوقت الذي كشف فيه المصدر ذاته، أن الخطوط المغربية تقوم بمجهود كبير من أجل نقل الحجاج المغاربة، سجل تراجع أعداد المقاعد الذي خصصتها الخطوط السعودية للمغاربة مقارنة بالسنوات الماضية، لافتا إلى أن إضافة شركة ناس للطيران كان خطوة مهمة لكنها تبقى غير كافية لحل المشكل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *