سياسة

مركز إسرائيلي: لهذا يجب على إسرائيل الاعتراف بمغربية الصحراء فورا

شدد مركز القدس للشؤون العامة الإسرائيلي على ضرورة وضع إسرائيل كل اهتمامها وتركيزها في الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه وأن تعمل على ترسيخ وتوسيع اتفاقيتها الإبراهيمية مع المغرب.

وقال المركز في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني إنه من أجل الاستقرار الإقليمي والعالمي، يجب على حكومة إسرائيل أن تتصرف فورًا، مشيرا إلى أن الوقت قد حان للاعتراف بالأقاليم الجنوبية للمغرب كجزء لا يتجزأ من البلاد، جنبًا إلى جنب مع خطة الحكم الذاتي للصحراويين المغاربة.

وأشار المصدر ذاته إلى أن مطالب المغرب بصحرائه تعود تاريخيا إلى جذور تاريخية عميقة، تعود على الأقل إلى عهد دولة المرابطين في القرن الحادي عشر. وبعد فترة قصيرة من استقلال المغرب عن إسبانيا في عام 1956، أعرب الملك محمد الخامس عن الارتباط المغربي بالصحراء، الذي اعترفت به القوى العالمية على مر القرون كجزء لا يتجزأ من البلاد.

وقال المركز أيضا إن هناك العديد من الأسباب التي تفرض على إسرائيل الاعتراف بمغربية الصحراء فورا، من قبيل الحدود الطويلة التي تشاركها دولة المغرب مع جارتها الشرقية الجزائر، حليفة إيران في المنطقة، والتي تهدد المغرب مباشرة عسكريًا ومن خلال دعم الحركة الانفصالية لجبهة البوليساريو التي ليست إلا دمية تابعة للجزائر تساهم في تعزيز نفوذ إيران.

وأوضح المركز الإسرائيلي أن النظام الإيراني يقوم بتزويد البوليساريو بصواريخ مضادة للطائرات وطائرات بدون طيار من خلال الجزائر وحزب الله، مبرزا أنه بالاشتراك مع الحرس الثوري الإيراني، يقوم حزب الله أيضًا بتدريب مقاتلي البوليساريو الذين يقدمون غطاء للتنظيمات الإرهابية التي  تنشط في منطقة الساحل.

وقال إن حزب الله مشارك بشكل كبير في غرب أفريقيا، وآخر ما تحتاجه المنطقة هو وجود دولة عاجزة تحت تأثير مباشر من أكبر تنظيم إرهابي في العالم ومنظم رئيسي في تجارة المخدرات غير المشروعة، وفق تعبير المركز.

وأضاف مركز القدس للشؤون العامة، أن حزب الله ساهم في انهيار اقتصاد لبنان، وحليفه الأسد دمر سوريا المجاورة، وهو نظام مدعوم أيضًا من قبل آيات الله الخمينية، ولتعويض ما دمروه، حوّلوا بلدانهم إلى دول متورطة في تجارة المخدرات، حيث يتم إنتاج أكبر كمية من انتاج الكابتاغون العالمي في مدن سوريا مثل حمص وحلب وفي وادي البقاع في لبنان، وهو معقل لحزب الله. تلك المناطق هي أيضًا طرق تجارية مفضلة للهيروين والميثامفيتامين والحشيش، ويُقدر أن تجارة الكابتاغون وحدها بلغت قيمتها أكثر من مليار دولار سنويًا.

وأشار المصدر نفسه إلى أن غرب أفريقيا ليست مجرد وجهة لتصدير “الثورة” الإيرانية، ولكنها أيضًا وجهة لتجارة المخدرات، مبرزا أنه تم حظر الشحنات من لبنان من قبل مجلس التعاون الخليجي في جهوده بقيادة السعودية والإمارات لاحتواء تجارة المخدرات والأسلحة، ونتيجة لذلك، يقوم حزب الله بتحويل الشحنات غير المشروعة عبر الدول الوسيطة لإخفاء بلد المنشأ، وأصبحت غرب أفريقيا الخيار المفضل. ويتم أيضًا استخدام الجالية اللبنانية في دول غرب أفريقيا لغسيل عائدات المخدرات من خلال التجارة في الكاكاو والقهوة والألماس والعديد من المواد الخام الأخرى.

ونتيجة لعمل هذه الشبكة الواسعة لغسيل الأموال تفشت تجارة الأسلحة والجريمة المنظمة مع الفساد المصاحب للمسؤولين على المستوى الحكومي والصناعة والشباب، مما يعطل إمكانات الدول النامية لتنمية اقتصاداتها وتحسين حياة مواطنيها.

ومن بين الأسباب كذلك، يرى المركز أنه بالإضافة إلى منع توسيع التأثير الإيراني، هناك زاوية عالمية حاسمة أخرى لتعزيز قوة المغرب، بما في ذلك سيادته على الصحراء الغربية وتتمثل في – الأمن الغذائي العالمي.

واعتبر المركز أن المغرب أمن احتياجات العالم من السماد الذي يعتبر المكون الرئيس للزراعة بعد الاضطرابات التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية في إنتاج الغذاء على مستوى العالم، مشيرا إلى أن السماح أن يكون المغرب المعتدل محاطاً بوكلاء إيران المعادين والمثيرين للاضطرابات وعدم الاستقرار سيكون له تأثير ملموس الأمن الغذائي العالمي.

وقال: “هناك بدائل للقمح، ولكن ليس للأسمدة. الأسمدة ضرورية لصناعة الزراعة بأكملها، ولكل ما نأكله، وقد تضاعف عدد سكان العالم بنسبة أربعة أضعاف في القرن الماضي بفضل اكتشاف الأسمدة في بداية القرن العشرين. فإذا نقصت الأسمدة، فإن ذلك يعني أن نصف سكان العالم الحالي سيعانون من الجوع.

ولفت إلى قيمة ما يمتلكه المغرب من الفوسفاط ، وقال: “عندما يتم النظر مثلاً في أهمية السعودية لصناعة النفط، يجب أن نتذكر أن لديهم “فقط” 17% من احتياطيات النفط المعروفة في العالم، ومع ذلك، تركزت الكثير من التأثيرات الجيوسياسية العالمية في القرن العشرين على منطقة الخليج”.

وزاد المركز: “إذا وقعت 7% في الصحراء المغربية من أصل 72 % التي يتوفر عليها المغرب من الفوسفاط في يد كيان سيادي تحت تأثير مباشر من إيران، فإن العواقب يمكن أن تكون مخيفة. ولكن ما يشكل تهديدًا أكبر هو التأثير الذي ستمارسه على المغرب المعتدل الذي يسيطر بشكل ساحق على إمدادات الغذاء في العالم ومحاط بوكلاء إيران المعاديين والداعمين لعدم الاستقرار في المنطقة”.

وفي الثامن من يونيو الجاري، كشف رئيس الكنيسيت الإسرائيلي (البرلمان)، أمير أوحانا، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو سيعلن رسميا في المستقبل القريب اعن اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، مضيفا: “الصحراء مغربية، والتاريخ يؤكد أن الصحراء مغربية وستظل كذلك”.

جاء ذلك خلال استقباله من طرف رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، بمقر المجلس بالرباط، ضمن مباحثات أجراها الطرفان بمناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين، وذلك في أول زيارة يقوم بهذا المسؤول الإسرائيلي إلى المغرب.

وخلال اللقاء، أشاد رئيس الكنيسيت بدور الملك محمد السادس في صنع السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قائلا: “يحظى الملك محمد السادس بثقة جميع الأطراف ويتمتع بفهم عميق للقضايا والتحديات التي نواجه، مما يؤهله للوساطة بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية من أجل تحقيق السلام بالمنطقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *