مجتمع

بينهم أمريكيون وأوروبيون.. أجانب يشدون الرحال إلى المغرب لتعلم العربية والدارجة (فيديو)

تصوير ومونتاج: فاطمة الزهراء الماضي

تتحدث فلانتينا بلغة عربية فصيحة مغلفة بنبرة إيطالية، لتجيب عن أسئلة زملائها في الفصل الدراسي أثناء تمرين للتعبير الشفوي بمعهد “المنبر” بالرباط، حيث يدرس عدد من الأجانب الدارجة المغربية واللغة العربية. تنظر إلى الأعلى وتضيق عينيها متفكرة، لتركب جملا صحيحة بلغة الضاد، باذلة مجهودا كبيرا لاستدعاء الكلمات المناسبة للتعبير عما تريد قوله، بينما تتدخل أستاذتها بين الفينة والأخرى لتصحح لها بعض الأخطاء.

مواطنون من الولايات المتحدة الأمريكية ومن عدد من دول القارتين الأووربية والآسيوية، وغيرها من الدول، يفدون على “معهد المنبر” بالعاصمة الرباط من أجل تعلم اللغة العربية والعامية المغربية، بدوافع مختلفة؛ اقتصادية وسياسية ودراسية وشخصية.

حماس

بنبرة تنطوي على الكثير الحماس، تحدثت المواطنة الأمريكية “ويندي”، وهي أستاذة جامعة بجامعة كارولينا الشمالية، لجريدة “العمق”، عن إقبالها على تعلم اللغة العربية، إذ جاءت في رحلة رفقة ابنتها إلى المغرب من أجل هذا الغرض.

تحكي هذه المرأة، التي حلت بالمغرب قبل يومين فقط من لقائها بالجريدة، أن ابنتها درست آخر فصل لها، الموسم الدراسي المنصرم، بمدينة ليون الفرنسية، فـ”ذهبت لزيارتها في ماي الماضي، أمضينا بعض الوقت في فرنسا كما زرنا إسبانيا. وقررنا زيارة المغرب من أجل تعلم اللغة العربية نظرا لقربه الجغرافي من أوروبا”.

ويندي، التي درست اللغة الإسبانية بإسبانيا قبل 35 سنة، امرأة تحب تعلم اللغات، بحسب ما أوضحت في حديثها لـ”العمق”، “سبق لي أن درست بشكل سريع في فرنسا والبرازيل والبرتغال. وهذه أول مرة أزور أوروبا والمغرب رفقة ابنتي.. هي رفيقة في السفر..أعرف القليل عن العربية، وأجد أن تعلمها ممتعا”.

أما “أودا”، التي جاءت من النرويج، فقد استطاعت خلال دراستها بهذا المعهد أن تطور لغتها العربية والدارجة المغربية. واعتبرت هذه الشابة في حديث لجريدة “العمق” أن تعلم العربية “فرصة عظيمة، للتواصل مع مواطنين من دول عربية مثل المغرب ولبنان.. أعتقد أنها لغة عظيمة وجميلة، وفيها الكثير من الفنون مثل الخط العربي، وتسمح لي بلقاء أناس رائعين”.

معهد المنبر المتخصص في تدريس العربية والدارجة بالعاصمة الرباط، يستقطب مواطنين من بلدان مختلفة، لكن بعض الجنسيات تقبل بشكل كبير على تعلم اللغة العربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وبلغاريا وألمانيا وإنجلترا وروسيا، بحسب ما أوضح منسقه الأكاديمي عبد الله نعيشا في تصريح لجريدة “العمق”.

وأوضح المتحدث أن المعهد يوفر للطلاب الأجوء المناسبة لدراسة العربية أو الدارجة المغربية، ولتطوير قدراتهم اللغوية عبر مجموعة من الأنشطة الثقافية التي تساعد في ممارسة اللغة داخل بلد عربي، “وهذا هو الهدف الذي يجعلهم يقصدون المغرب”.

دوافع مختلفة

وأشار إلى أن هؤلاء الأجانب يقبلون على تعلم العربية والدارجة بدوافع متعددة، على رأسها تلك المرتبطة بالحياة الدراسية للطالب، إذ أن معظمهم يدرسون العربية في بلدانهم داخل الجامعات، ومنهم من هو متخصص في دراسات مرتبطة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا كالدراسات السياسية والتاريخية والأنتربولوجية، لذلك يبجثون عن فرص لتطوير لغتهم العربية، التي ستساعدهم على أجراء أبحاث أكاديمية في المنطقة. بالإضافة إلى بعض الأهداف الشخصية مثل حب اللغات”.

هناك دوافع وأهداف دينية، يضيف عبد الله نعيشا، و”هذا نجده عند الطلاب من أصول مسلمة أو المسلمين الذين يعيشون في بلدان أخرى غير متكلمة بالعربية”، ولا حظ أن هناك إقبال كبير لدى الأجانب على تعلم العربية، في السنوات الأخيرة، التي تطور فيها تدريس العربية في الجامعات الغربية بالخصوص”.

هناك أيضا من يقبل على تعلم اللغة العربية بدوافع سياسية دبلوماسية، كعدد من الدبلوماسيين الذين يعملون في المنطقة العربية، أو دوافع اقتصادية، مثل الذين يطمحون للعمل بإحدى الدول العربية، تقول مريم داحوتي، التي تعمل مدرسة بهذا المعهد.

“أظن أن اللغة العربية ستكون مهمة في المستقبل”، هكذا أجابت فلانتينا عن سؤال لـ”العمق” حول دوافعها لتعلم اللغة العربية، وأضافت هذه الشابة الإيطالية أنها درست العربية في بلادها وترغب في التمكن منها أكثر، “لذلك قررت المجيء الى المغرب لتعلمها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *