مجتمع

هكذا تعزز الدبلوماسية الدينية مكانة المغرب داخل إفريقيا ودوره في محاربة الإرهاب بالساحل

مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف - القرآن الكريم - المصاحف

سلطت الصحيفة الفرنسية “جون أفريك” الضوء على منجزات المملكة المغربية في المجال الديني، حيث أشارت إلى معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات والمرشدين الذي دشنه الملك محمد السادس في مارس 2015، ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة – المكرسة لإصدار الفتاوى على وجه الخصوص – والتي تضم 150 عضوًا، من بينهم 17 امرأة، من 31 دولة أفريقية والذي تم إنشاؤه في نفس السنة بجامعة القرويين بفاس.

وقالت الصحيفة إن هاتين المؤسستين تم إحداثهما في أعقاب هجمات 13 نونبر في فرنسا، والتي تبنتها داعش، مشيرة إلى أنه من المفترض أن تشكل هاتين المؤسستين الدبلوماسية الدينية للمغرب و”الإسلام الوسطي”. كما ستشكلان أداة حقيقية للقوة الناعمة للمملكة في أفريقيا.

واوضحت أن من بين أهدافها تعزيز مكانة المغرب على المستوى السياسي والأمني ​​والاقتصادي داخل القارة الإفريقية، ولكن أيضًا لمحاربة التطرف والإرهاب في منطقة الساحل، خصوصا أن المغرب يعتبر نموذجا للاستقرار وييشترك في هوية دينية وروحية مع دول غرب إفريقيا، فضلا عن مركزية فاس المغربية التي تعتبر عاصمة للطريقة التجانية التي ينتسب إليها 200 مليون مريد في القارة وحول العالم.

وأشارت الصحيفة أنه في نهاية عام 2022، تخرج 2798 إمامًا من معهد محمد السادس ينحدرون من عشر دول أفريقية معنية معظمها من غرب إفريقيا: السنغال ، مالي ، الجابون ، نيجيريا ، النيجر ، كوت ديفوار ، غينيا كوناكري ، تشاد ، غامبيا وتونس “. كما أعربت كل من ليبيا وتنزانيا وموريتانيا والصومال عن اهتمامها أو هي بصدد التفاوض على اتفاقيات للمشاركة في هذا البرنامج خلال السنوات القليلة المقبلة.

وأوضح فريد العسري، دكتور في الأنثروبولوجيا ومدرس في جامعة الرباط الدولية، في تصريح للصحيفة ذاتها أن الدبلوماسية الدينية للمغرب تتجلى أيضا في نشر وتوزيع مصاحف “الإسلام الوسطي”، في جميع أنحاء القارة.

في عام 2021 ، قامت مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، التي تم إنشاؤها عام 2010، بطباعة 500000 مصحف، بميزانية تبلغ حوالي 22 مليون درهم (أكثر من 2 مليون يورو). وما دفع المغرب للقيام بهذا هو تراجع انتشار مصحف “ورش” الأكثر انتشارا في المغرب الكبير وفي القارة لصالح مصحف “حفص” وخاصة في غرب إفريقيا، على حد قول فريد العسري.

ولفتت “جون أفريك” إلى أن العديد من القوى الإقليمية تستخدم الإسلام في إفريقيا لخدمة مصالحها، ومن أبرز المرشحين لذلك في الوقت الحالي خاصة في منطقة القرن الأفريقي تركيا وقطر – وهما من أنصار الإخوان المسلمين – “اللتين تعتمدان على هذا التيار في اختراق المجتمع، خاصة من خلال المجالات الخيرية والتعليمية، وترسيخهما السياسي. وفق ما أفاد به جوزيف بونيفاس كامارا، الباحث في جامعة بورغوندي، في مقال بعنوان “الدين؟ أداة جديدة للاستعمار الجديد في أفريقيا”.

لكن هناك أيضًا المملكة العربية السعودية، وهي في الواقع المنافس الأول للمملكة المغربية في الأمور الدينية، خاصة وأن نفوذها قد تغلغل في العديد من دول غرب إفريقيا: مالي وغامبيا والنيجر ونيجيريا، ومع ذلك، يضيف جوزيف بونيفاس كامارا، “من المثير للاهتمام أنه بينما يبدو التأثير السياسي والديني للمملكة العربية السعودية في القارة مهمًا ، فإن المملكة السعودية لا تتمتع بأي وزن حقيقي على المستوى الاقتصادي […]. ولا تزال استثماراتها متواضعة مقارنة باستثمارات الإمارات وتركيا وقطر”.

وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن المملكة السعودية التي تواجه طموحات المغرب لزيادة نفوذه الروحي في جنوب إفريقيا تمول بناء وترميم المساجد والمجمعات الدينية الأخرى. إذ بنى الملك فيصل في أوائل الثمانينيات”أكبر مسجد في غرب إفريقيا” في كوناكري ، غينيا (13000 مصل)، بالإضافة إلى مسجد كبير في نجامينا، تشاد، تم تجديده في عام 2022. وفي عام 2017، وقعت على مكنت الحكومة الإيفوارية من مبلغ 3 ملايين دولار لإكمال مسجد بلاتو في أبيدجان.

وفي المقابل، استثمر المغرب في الآونة الأخيرة، 13 مليون دولار لبناء المسجد الكبير في أبيدجان، الذي لم يكتمل العمل فيه بعد. وبين عامي 2021 و 2022، خصصت المملكة 900 ألف يورو لترميم مسجد محمد السادس في ياموسوكرو، ثم 11 مليون يورو لبناء مسجد محمد السادس في كوناكري بغينيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • أنسمان سيسي
    منذ 3 أشهر

    ماذا يتعلق في غرض