مجتمع

لماذا وجدت شائعات إلغاء شعيرة النحر في عيد الأضحى صدى بالشارع المغربي؟

عيد الأضحى

انتشرت بشكل واسع قبل أسابيع أخبار تفيد بإلغاء شعيرة النحر خلال عيد الأضحى في المملكة المغربية، بسبب التضخم العام الذي تسبب في ارتفاع حاد في أسعار الأغنام، وذلك بالرغم من تطمينات الحكومة التي نفى رئيسها عزيز أخنوش، في مجلس النواب، شائعات الإلغاء، وأكد أن  “المغاربة سيحتفلون بعيد الأضحى هذا العام”.

وقالت الصحيفة الفرنسية “جون أفريك” إن الصدى الذي أحدثته هذه الشائعات يجد مبرره في كون الإلغاء ليس الأول من نوعه، إذ اتخذ ثلاث مرات في عهد الحسن الثاني، بعد أن أدى ضعف المحاصيل، جنبًا إلى جنب مع الجفاف واندلاع حرب الرمال سنة 1963، إلى دفع الملك إلى تولي دوره كأمير للمؤمنين ودعوة المغاربة إلى عدم أداء الشعيرة. وفي عام 1981، ثم في عام 1995، ولأسباب تتعلق بالصعوبات الاقتصادية، أصدر الملك الراحل الحسن الثاني مرة أخرى مرسوماً بإلغاء العيد.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أن موجة ارتفاع الأسعار التي يرجحها أصحاب الشائعات أن تكون سببا لإلغاء الشعيرة قد طالت أيضا قطاع الأغنام.

ونفى المصدر ذاته أن يكون الارتفاع نتيجة لعدم التوازن بين العرض والطلب بقدر ما هي نتيجة للسياق التضخمي، إذ كانت الحكومة قد أعلنت عن زيادة أسعار لحم الضأن تتراوح من 15٪ إلى 25٪ مقارنة بعام 2022. وتظهر الأرقام الأخيرة زيادة تبلغ حوالي 12٪.

ورجحت الصحيفة ان يكون من بين أسباب ارتفاع الأسعار مخلفات أزمة كوفيد وتلك التي خلفتها الحرب في أوكرانيا، والتي ينضاف إليها حالة غير مسبوقة من الإجهاد المائي – حيث يواجه المغرب أكثر أعوامه سخونة منذ أربعين عامًا.

وفي هذا السياق، قال رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، عبدالرحمان المجدوبي، في تصريح لجون أفريك” الفرنسية إن تداول إلغاء شعيرة “عيد الأضحى على الشبكات الاجتماعية أربك المهنيين في القطاع وصناع القرار، قبل اطمئنانهم بعد وصول المنتجين إلى 7.8 مليون رأس، وهو رقم اكير بكثير من الطلب داخل المملكة والذي يقدر بـ 5.4 مليون.

وحول ارتفاع الأسعار أوضح المجدوبي أن: “المشكلة هي أن الكثير من الناس يشترون الأغنام بالقطعة، وليس بالكيلو.”، مشيرا إلى أنه في بعض الأسواق، يذهب الأفراد ذوو الإمكانيات اللوجستية إلى السوق الأسبوعي في بعض المدن ويشترون عدة رؤوس في المزادات بأسعار زهيدة لإعادة بيعها في مدينة أخرى مقابل 20٪ أو 25٪ أكثر.

ومع ذلك، يشير المتحدث أن الحالات التي لا يمكنها أن تشتري أضحية العيد هي حالات معزولة ويقع ذلك في كل عام، إذ يبذل الناس من مختلف الطبقات جهدًا كبيرًا لشراء أضاحيهم، لأن عيد الأضحى هو احتفال ديني واحتفال عائلي، وفق تعبير المجدوبي.

ولوقف ارتفاع الأسعار وتلافي نقص المواشي، قرر وزير الفلاحة محمد صديقي في وقت سابق دعم مربي المواشي بـ5 ملايير درهم. كما قررت الحكومة أيضًا استيراد الأغنام من إسبانيا والبرتغال ، معفاة من جميع رسوم الاستيراد وضريبة القيمة المضافة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *