مجتمع

عادة “بوجلود” بين عراقة الموروث الثقافي وحداثة مظاهر الاحتفال (فيديو)

عادت الاحتفالات الفرجوية والوسائط التعبيرية المرتبطة بعادة بيلماون التي تعد من أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى بسوس ماسة وعموم المناطق الجنوبية للمملكة (عادت) لتثير ردود فعل بين عراقة هذا الموروث الثقافي وحداثة بعض مظاهر إحيائه التي لم تسلم بدورها من العولمة.

عادة “بلماون” التراثيّة، كانت تهدف في السابق إلى الترفيه عن السكان، وجمع التبرعات للقيام بعدد من الأعمال الخيرية في قرى جنوب المغرب، قبل أن تتسلل إليها بعض العادات التي قد تبعدها عن أهدافها الاساسية، وفق ما كشفه باحثين أمازيغ لجريدة “العمق المغربي” الإلكترونية.

وفي هذا السياق، قال الباحث في الثرات والتنمية لحسن بوكردي، في تصريح خص به “العمق”، إن احتفالات “بيلماون” التي تعرفها مدن وقرى جهة سوس ماسة، خلال أيام عيد الأضحى، متأصلة، حيث كانت تمارس منذ القدم، غير أنها معرضة للاندثار خصوصا بعد اختفائها في عدد من مناطق المغرب وعموم شمال إفريقيا، مضيفا: “نسعى كباحثين وفعاليات مدنية، إلى تطوير هذ هذه العادة وتثمينها، بغية جعلها ثراتا لا ماديا معترف به من طرف المنتظم الدولي، ونحميها من كل الظواهر السلبية المرتبطة بها”.

وأوضح ذات الباحث في التراث والتنمية، بأن جميع العادات يشوبها نوع من السلبية، وهمهم في أكادير وعموم جهة سوس ماسة، هو الحفاظ على هذا الموروث الثقافي وحمايته من كل ما من شأنه أن يؤثر على الفرجة التي يوفرها.

من جانبه أكد أحمد صابر، وهو أستاذ جامعي متخصص في التاريخ، بأننا اليوم أمام ظاهرة تأثرت بالعولمة، لكن لبها المتمثل في ارتداء الجلود لازال قائما على ما كان عليه من ذي قبل، غير أنه من الملاحظ أن بعض الأمور المتعلقة بعادة “بيلماون” التراثية، قد تُنوسـِيَت تماما مثل طمس هوية الشخص المرتدي للجلود.

وأضاف العميد السابق لكلية الآداب والعلوم الانسانية بأكادير احمد صابر، أن “بيلماون” لم تعد هويته مجهولة كما في السابق، حيث صار اليوم شخصية معروفة وتتكلم، في حين أن “بوجلود” كان أبكما، ويركض في الازقة لزرع الخوف بين الأطفال والنساء، أما في العصر الحالي فقد أصبح هناك نوع من المحاباة بين هذه الشخصية والجمهور.

جدير بالذكر أن طقوس “بيلماون” أو ما يعرف بـ”بوجلود”، تهدف في الأساس إلى خلق تلك الفرجة التي تجمع بين الرقص والحركات المثيرة، ويسود فيها الضحك الجماعي والسخرية والتخويف والإثارة، قبل أن يحولها بعض “المتطفلين” إلى مناسبة لنشر الفوضى وممارسة ما يمكن الاصطلاح عليه بالتسول المقنع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • عمر
    منذ 10 أشهر

    مغرب التخلف. السادس يشجع الفساد واتخنيث وكل ما هو دجل. شعب غبي لا يفقه شيء كالحمي