منوعات

بابا الفاتيكان: السماح بحرق المصحف أمر “مرفوض ومدان”

أثار حرق نسخة من المصحف الشريف بالسويد غضب بابا الفاتيكان، وقال إن السماح بحرق المصحف أمر “مرفوض ومدان”، مشددا على أهمية تعلم “احترام الاختلافات” بين الناس.

وفي مقابلة مع صحيفة “الاتحاد” الإماراتية ، أمس الاثنين، عبر البابا فرنسيس عن غضبه الشديد من تصرفات مثل حرق المصحف.

وقال في مقابلة مع صحيفة “الاتحاد” الإماراتية: “أشعر بالغضب والاشمئزاز من هذه التصرفات، فأي كتاب يعتبر مقدسا من أصحابه يجب أن يُحترم احتراما للمؤمنين به”، مضيفا: “يجب أبدا عدم استغلال حرية التعبير كذريعة لاحتقار الآخرين، والسماح بهذا مرفوض ومدان”.

وفي مقابلته التي نشرت أمس الاثنين، وجه البابا فرنسيس الذي يترأس الكنيسة الكاثوليكية منذ 2013 بعد استقاله سلفه، بنديكتوس السادس عشر، (وجه) رسالة للشباب حول العالم بضرورة التسامح ونبذ العنف.

وقال “سيصبح التسامح حقيقة واقعة عندما نتعلم احترام الاختلافات واعتبارها غنى وليس خطرا”، مردفا: “ليكن الدين عاملا من عوامل السلام والتعايش والأخوة، وليس أبدا من عوامل التصادم والكراهية والعنف”.

وأدان البابا في مقابلته كل الممارسات التي تهدد حياة الإنسان، بما في ذلك الإبادة الجماعية، والعمليات الإرهابية والتهجير القسري، والمتاجرة بالأعضاء البشرية.

وكانت منظمة التعاون الإسلامي قد أعربت عن بالغ القلق إزاء تزايد حوادث التعصب والتمييز وأعمال العنف التي يشهدها العالم، مسجلة تصاعد موجة كراهية الإسلام  في أجزاء كثيرة من العالم كما يتضح من العدد المتزايد من حوادث التعصب الديني والقوالب النمطية السلبية والكراهية والعنف ضد المسلمين.

جاء ذلك في بيانها الختامي عقب اجتماع استثنائي مفتوح العضوية عقدته اللجنة التنفيذية للمنظمة، أمس الأحد، في مقر الأمانة العامة للمنظمة في جدة لمناقشة التدنيس الأخير لنسخ من المصحف الشريف في السويد.

وسجلت المنظمة قلقها العميق بشأن عودة ظهور الحركات العنصرية والتطرف اليميني في مناطق متعددة من العالم من خلال أعمال الاستفزاز المتكررة لمؤيدي اليمين المتطرف من خلال إهانة الرموز والمقدسات الدينية الإسلامية بما في ذلك تدنيس نسخ من المصحف الشريف.

وعبرت عن إدانتها للاعتداء السافر الأخير على حرمة وقدسية المصحف الشريف في مملكة السويد في أول أيام عيد الأضحى عام 1444 خارج المسجد المركزي في العاصمة ستوكهولم. معربة عن استيائها من تكرار أفعال تدنيس نسخ من المصحف الشريف، وتأسف بشدة لإصدار السلطات تصريحًا يسمح بتنفيذها.

ودعت اللجنة الأمين العام للمنظمة إلى توجيه رسالة باسم الدول الأعضاء إلى الحكومة السويدية والنظر في إمكانية إرسال وفد إلى السويد ومفوضية الاتحاد الأوروبي للإعراب عن إدانة حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف ودعوتها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم تكرار ذلك العمل الإجرامي تحت ذريعة حرية التعبير.

كما دعت سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في العواصم التي تقع فيها أعمال شنيعة ضد نسخ من المصحف الشريف والرموز الإسلامية المقدسة الأخرى، إلى بذل جهود جماعية على مستوى البرلمانات الوطنية ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني. فضلا عن المؤسسات الحكومية الأخرى، للتعبير عن موقف منظمة التعاون الإسلامي وحث الجهات ذات الصلة على اتخاذ الإجراءات التشريعية اللازمة لتجريم مثل هذه الاعتداءات، آخذة في الحسبان أن ممارسة حرية التعبير تنطوي على واجبات ومسؤوليات خاصة.

ووجهت المنظمة مؤسسات المجتمع المدني الإسلامية إلى العمل مع منظمات المجتمع المدني في تلك الدول التي تقع بها اعتداءات معادية للإسلام على نسخ من المصحف الشريف وغيره من القيم المقدسة، قصد اللجوء إلى المحاكم المحلية واستنفاد جميع إجراءات التقاضي المحلية قبل رفع الدعاوى إلى الهيئات القضائية الدولية، عند الاقتضاء.

وشددت الهيئة ذاتها على أهمية تعزيز الحوار والتفاهم والتعاون بين الأديان والثقافات والحضارات من أجل السلام والوئام في العالم؛ مؤكدة على أن نشر قيم التسامح والسلام هو السبيل الأمثل لمواجهة خطابات الكراهية والتعصب والتطرف والعنف والتحريض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *