الاحتجاجات العنيفة بفرنسا تمتد إلى سويسرا وبلجيكا و”قلق” في ألمانيا
استمرت الاحتجاجات، أمس الأحد، على خلفية مقتل الشاب نائل على يد شرطي في فرنسا، الثلاثاء الماضي. ورغم التهدئة النسبية إلا أن منزل رئيس بلدية تعرض لهجوم من قبل متظاهرين.
وصباح أمس الأحد، قال رئيس بلدية لاي – لي – روز جنوب باريس فنسان جانبران، إن “مشاغبين” اقتحموا فجراً منزله بسيارة أثناء وجود زوجته وولديه، قبل إضرام النيران بهدف إحراقه.
وأوضح على تويتر أن ما جرى “محاولة اغتيال جبانة بدرجة لا توصف”، بينما كان موجوداً في بلدية البلدة التي يقطنها نحو 30 ألف نسمة.
وأشار مقربون من المسؤول المنتمي إلى حزب “الجمهوريين” (يمين معارض) الى أن زوجته أصيبت بجروح في ركبتها، بينما تعرض أحد ولديه لإصابة طفيفة أثناء محاولة الفرار من المعتدين.
ومع تزايد الهجمات على رؤساء البلديات ومسؤولين منتخبين في فرنسا، أكدت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن، أمس الأحد، من لاي ـ لي – روز أن الحكومة “لن تتسامح مع أي عنف”، وأنه سيتم تطبيق “أقصى درجات الحزم” في العقوبات.
كما أعلنت وزارة الداخلية استهداف عشرة مراكز للشرطة وعشر ثكنات للدرك ليل السبت إلى الأحد. وتم توقيف 719 شخصا في البلاد بتهمة حيازة أدوات يمكن استخدامها أسلحة أو مقذوفات.
واستُهدف شرطي بطلق ناري أصاب سترته الواقية أثناء احتجاجات في نيم (جنوب شرق) ليل الجمعة – السبت التي تخطى عدد الموقوفين خلالها 1300، وهو رقم قياسي منذ اندلاع أعمال الشغب الثلاثاء.
ويواجه القضاء الفرنسي سيلاً من الإجراءات الجنائية التي تستهدف أشخاصاً يشتبه بأنهم من “مثيري الشغب”، ما يضع محاكم المدن الكبرى تحت الضغط.
وكتب وزير الداخلية جيرالد دارمانان في تغريدة: “ليلة أكثر هدوءً بفضل العمل الحازم لقوات حفظ الأمن”. وأكدت وزارة الداخلية، صباح الأحد، إصابة 45 عنصراً من الشرطة والدرك بجروح، وإضرام النيران في 577 عربة و74 مبنى، وتسجيل 871 حريقا على طرق.
ووجهت جدّة نائل دعوة عبر التلفزيون، الأحد، ناشدت فيها المحتجّين التوقّف عن “أعمال التخريب والنهب والحرق.” وقالت الجدّة ناديا مخاطبة المحتجّين: “توقّفوا، لا تكسّروا”.
وأضافت في مقابلة أجرتها معها قناة “بي أف أم تي في” التلفزيونية الإخبارية: “لأولئك الذين يكسّرون أقول لهم: توقّفوا. فليتوقّفوا عن تكسير الواجهات وليتوقفوا عن تكسير المدارس والحافلات”. وتابعت: “توقّفوا. من يستقلّ هذه الحافلات هنّ أمّهات، من يسير في الخارج هنّ أمّهات”.
وذكرت وكالة أنباء “كيستون – أس دي إيه” السويسرية أن الاضطرابات التي تشهدها فرنسا وبلجيكا وصلت إلى سويسرا أيضا. وذكرت وكالة الأنباء في بيانات تم نشرها، أمس الأحد، أن الشرطة (في سويسرا) ألقت القبض على سبعة أشخاص في مدينة لوزان بالقرب من الحدود مع فرنسا مساء السبت. وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس الأحد، عن “قلقه” لاستمرار أعمال الشغب في المدن الفرنسية.
وقال في مقابلة مع قناة “اي آر دي” التلفزيونية العامة: “لدي أمل كبير وأنا مقتنع تماما بأن رئيس الدولة الفرنسية سيجد السبل (لضمان) تحسن الوضع سريعا”.
وتابع شولتس: “لا أتوقع أن تصبح فرنسا غير مستقرة، رغم أن المشاهد” من هذا البلد “صادمة”، و”لهذا السبب، أفهم تماما قرار الرئيس الفرنسي أن يبقى في الوقت الراهن في بلاده. كنت سأفعل الأمر نفسه”. وصرح شولتس أيضاً: “من غير المقبول أن تقع أعمال عنف، وفي الوقت نفسه ينبغي أن نبذل دائما ما في وسعنا لضمان استمرار تماسك مجتمعاتنا”.
اترك تعليقاً