منتدى العمق

نظرتي للتجربة الحكومية

يقول اللابنكيرانيون: يا بنكيران ادع لنا ربك ينزل علينا الإصلاح من السماء… ويقولون أيضا : أرنا الإصلاح فجأة…ويطلبون منه أن يقول للإصلاح: كن فيكون !!!! ولم يعلموا – أو تجاهلوا- أن محمدا, المؤيد من السماء, لم يحرم الخمر إلا بعد ست عشرة سنة من الكفاح والنضال. والسؤال الذي ينبغي أن يطرحوه: لماذا تواطأ محمد 16سنة – وليس5سنوات – مع الناس وتركهم يسكرون جهارا نهارا؟؟!!!!! ألم يكن يعلم حرمتها منذ أول وهلة؟؟!!!! لماذا خان تبليغ هذا الحكم للناس مع العلم أنها أم الخبائث؟؟!!!! طبعا حاشاه وكلاه. والسؤال الغريب لماذا نقبل هذا من محمد ولا نقبل جزءه من بنكيران؟؟!!!! حلال على محمد حرام على بنكيران !!!ولكن المسألة مسألة تدرج في الإصلاح, وإثبات العرش قبل نقشه. لعلنا بهذا المثال نفهم أن فلسفة بنكيران الإصلاحية تتوافق مع المنهجية المحمدية… ولذلك لا نستغرب حجم الأسئلة الموجهة لبنكيران خصوصا وللعدالة والتنمية عموما وللحكومة بشكل أعم.

إن من المنتقدين من يجهل هذه الحقائق. ويمكن وصفهم باللامبالين. وهذا أمر طبيعي لأن ما جاء على أصله لا سؤال عليه . وهؤلاء أخف ضررا, إذ من واجبنا توضيح الأمر لهم وإزالة الغبار الذي رسخه التحكم فيهم. ولكن هناك من المنتقدين – وهم خصوم العدالة والتنمية – من يعلمون ذلك وزيادة. ولكنهم ما أرادوا للمغرب تجربة ديمقراطية وتنمية مستدامة ونهضة متدرجة وسعادة مجتمعية… ما أرادوا ذلك, بل أرادوا نقيضه ولسان حالهم ينطق بالمقولة اللويسية : أنا وليكن في المغرب الطوفان… حقا عندما تحضر مصلحة ” الأنا ” تغيب المصلحة العامة. ولذلك لا نستغرب من كبيرهم وأمينهم – فكيف يكون خائنهم – أن يدعو إلى تقنين الحشيش بدعوى التداوي. ضف إلى ذلك تصريحه لمحاربة الإسلاميين. كل ذلك نتيجة المرجعية العلمانية المتطرفة التي لا تمثل عند الغرب – وهو مهدها – سوى مرحلة تاريخية مضت وولت. ولكن المغلوب حضاريا دائما يتهافت على تقليد المتحضر تقليدا أعمى. ولو وصل الأمر به إلى المناداة بتعرية أجسامنا التي غطاها الإنسان البدائي بالفطرة.

ودورنا مع هؤلاء تعرية حقيقتهم للناس و بيان المكيدة التي على أساسها أسس الحزب… إن الأحمق ليفهم هذه المكيدة التي يكيدها المخزن وحزب الداخلية للشعب. فكيف لا يعرفها من يتمتع بكامل قواه العقلية. وإنه ينبغي أن نطرح سؤالا جوهريا : كيف لحزب أن يتصدر الانتخابات وهو لم يعمر سوى ثمان سنوات؟؟!!!! هل عنده عصا سحرية؟ نعم إنها عصا التحكم وحزب الداخلية. و لكن حزب البؤس : ليس حزبا سياسيا – يقول توفيق بوعشرين- ولكنه خوف الدولة من الديمقراطية.

أما فيما يخص الإصلاحات التي أتت بها الحكومة التي تبدو للناظر قليلة جدا مقارنة مع ما يجب فعله. فإنه يمكن القول بأن إزالة الفساد – إصلاح التقاعد مثلا وغيره كثير – في حقيقته إصلاح. دعك من قضية الأرامل وطرد الموظفين الأشباح… ولكن عين السخط تبدي المساوئ.

كل هذا مع عرقلة قطار الإصلاح من داخلية بلطجية وقضاء فاسد ورأسماليين يتاجرون بمصير الشعب المغربي وإعلام تجاري يطبل للاستبداد ويحاول تحسين صورة البؤس على أنها الحلم الذي يؤدي بالمغاربة إلى بر الأمان. وتركوا يد الحكومة تصفق لوحدها. لكن بإصرار مؤمنينها الأقوياء حققت – والحمد لله – مالم تحققه الحكومات السابقة طوال 60 سنة.

وختاما أحيي كل رجل وطني يأمل في تغيير وطنه إلى الأفضل… والعار كل العار والخزي كل الخزي لكل من يحاول أن يخرق سفينة الوطن. بل ينبغي بتر يد من تسول له نفسه استئصال التجربة الديمقراطية. وأحسن طريقة لبترها التصويت على المصباح في السابع من أكتوبر.