مجتمع

إسرائيل تطرد عائلة فلسطينية من منزلها بالقدس.. الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ينددان

طردت السلطات الإسرائيلية، فجر اليوم الثلاثاء، بقرار قضائي، أسرة فلسطينية من منزلها في البلدة القديمة بالقدس، في ختام معركة قانونية استمرت لعقود، يعتبرها المدافعون عن حقوق الإنسان جزء من اتجاه أوسع للمستوطنين الإسرائيليين، المدعومين من الحكومة، للتعدي على الأحياء الفلسطينية وتعزيز السيطرة الإسرائيلية من خلال الاستيلاء على الممتلكات في القدس الشرقية.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن مستوطنين اقتحموا فجر اليوم، منزل عائلة “صب لبن” في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة في القدس وسيطروا عليه، بعد اقتحامه من قبل من طرف القوات الاسرائيلية وإخلائه من أصحابه واعتقال المتضامنين مع العائلة هناك.

وجاء ضباط الشرطة إلى منزل نورا غيث صب لبن، وفتحوا الباب وأبعدوا الأسرة، على حد قول ابنها أحمد صب لبن.

وأضاف إن عائلته منعت من دخول المبنى مرة أخرى. وقال: “عندما عدنا أمام المنزل، واجهنا الواقع الجديد المتمثل في إغلاق المدخل الرئيسي ولم يعد لدينا الحق في استخدامه بعد الآن.. كل ما أخذناه معنا كعائلة بعد أن تم إخلاؤنا من منزلنا هو شجرة من عمر ابني مصطفى كبرت معه في هذا البيت عمرها اليوم يتجاوز 17 عاما”.

وتم إخلاء الأسرة بعد معركة قانونية مدتها 45 سنة أكدت فيها المحكمة مزاعم المستوطنين من “أن الأسرة محتلة لشقة كان يملكها يهود في السابق”.

وفي وقت سابق من هذا العام، ألغت المحكمة العليا الإسرائيلية الاستئناف الأخير للأسرة. ومن بين مبرراتها أن الأسرة لم تستخدم العقار لفترات طويلة.

وقالت منظمة “بتسليم “الإسرائيلية للدفاع عن حقوق الإنسان ردا على قرار الطرد: “لا تخدعن كم مصادقة المحكمة على هذا كله: ربما كان تهجير عائلة صب لبن “قانونيا”، إلا أن القوانين هي قوانين أبارتهايد”.

وتقول الأسرة إنها انتقلت إلى العقار في عام 1953 واستأجرته من المملكة الأردنية باعتبارها سلطة وصاية، لكن بعد احتلال القدس في 1967 جرى وضعه تحت إدارة ما يسمى “حارس أملاك الغائبين”، بادعاء أن ملكيته تعود لليهود، وهذا ما نفته العائلة بشكل قاطع.

وانتهت يوم الاحد الماضي، المهلة التي حددتها السلطات الإسرائيلية لإخلاء عائلة “صب لبن” من منزلها.

وسبق للمستوطنين أن استولوا قبل عدة سنوات على جزء علوي من المبنى وجزء آخر منه، وبقي بيت عائلة “صب لبن” يتوسط المبنى.

ويعيش حاليا أكثر من 220 ألف يهودي في القدس الشرقية، معظمهم في مستوطنات، فيما يعيش معظم سكان القدس الشرقية البالغ عددهم 350 ألف ا محشورين في أحياء مزدحمة حيث لا يوجد مكان كبير للبناء ،كما لا تمنح لهم تراخيص.

تنديد أوروبي وعربي

وفي ردود الفعل، أعربت بعثة الاتحاد الأوربي لدى السلطة الفلسطينية عن الأسف لقرار السلطات الإسرائيلية، طرد عائلة مقدسية من المنزل الذي تسكنه منذ عام 1953 في البلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة.

وقالت البعثة في تغريدة على تويتر، “إن أكثر من 10 عائلات فلسطينية تواجه حاليا دعاوى إخلاء في البلدة القديمة في القدس”.

وحثت الحكومة الإسرائيلية “على احترام القانون الدولي والسماح لهذه العائلات بالعيش حيث كانوا يعيشون منذ عقود”.

كما أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على منزل عائلة مقدسية وتسليمه لمستوطنين إسرائيليين.

وأكدت الامانة العامة للجامعة العربية فى بيان أن “هذه الجريمة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال بإخلاء المنزل من العائلة التي تقيم فيه منذ العام 1953 تأتي في إطار سياسة التهجير القسري والتطهير العرقي التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني بما في ذلك ارغامها لأبناء الشعب الفلسطيني على هدم منازلهم ومنشآتهم بحجة عدم وجود ترخيص، لإفراغ القدس المحتلة من أبنائها كما يحدث بشتى الأساليب خاصة في البلدة القديمة وسلوان والشيخ جراح”.

ودعا البيان المجتمع الدولي بدوله وهيئاته ومؤسساته للتدخل الفوري لوقف هذه الممارسات والتصدي لمحاولات الحكومة الإسرائيلية المستمرة لإشعال دوامة العنف في المنطقة.

كما دعا الأمم المتحدة إلى ضرورة التحرك لإيجاد آلية لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *