نظمتها “سنطرال دانون” .. ندوة تسلط الضوء على أهمية التجميع الفلاحي في تنمية القطاع

نظمت شركة سنطرال دانون، بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووكالة التنمية الفلاحية، الاثنين 14 يوليوز 2023، يوما دراسيا حول “التجميع الفلاحي.. قاطرة التنمية المستدامة والاستثمار في القطاع الفلاحي”.

وحضر هذا الحدث، أهم الفاعلين الرئيسيين في القطاع، مثل جمعية مغرب الحليب والغرفة الفلاحية والمديرية الجهوية للفلاحة والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية.

وفي هذا السياق، قال رشيد الخطاط الكاتب العام لشركة سنطرال دانون، إن “مشروع التجميع الفلاحي ليس بجديد، بل بدأ مع مشروع المغرب الأخضر الذي جعل الفلاحة الوطنية قطاعا مهيكلا ومنظما، خاصة في مجال إنتاج الحليب ومشتقاته”.

وأضاف الخطاط في مداخلته بالمناسبة، “أن مزايا هذا المشروع، ينطبق عليه مبدأ رابح رابح، وتصبو من خلاله الشركة، إلى تطوير الشراكة بين القطاع الخاص والعام، بهدف هيكلة قطاع الحليب وجعله أكثر قدرة على التنافسية من خلال التجميع”.

وسجل أن “هذا النموذج المبتكر لمنتجي الحليب، يوفر علاقة شفافة مع المجمِّع من خلال تتبع مسار مضمون، والاستفادة من التقنيات والتجهيزات الحديثة لتطوير ضيعاتهم”.

وشدد الخطاط، “على أن العلاقة بين شركة سنطرال دانون والفلاحين، “علاقة مستدامة”، مردفا “أن هذا النموذج التنظيمي، بالنسبة إلى سنطرال دانون، يمكن من تأمين قاعدة إمدادات واسعة ومنتظمة لوحداتها الصناعية، وتطوير قدراتها الانتاجية”.

وأكد المتحدث ذاته “أن العقود التجريبية الأولى الموقعة مع مربي البقر الحلوب شركاء سنطرال دانون، شجعت على مواصلة تطوير نموذج التجميع”، مؤكدا أن “الدعم المقدم من وزارة الفلاحة ووكالة التنمية الفلاحية وجميع الشركاء، له أهمية بالنسبة للشراكات بين القطاعين العام والخاص في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر”.

وأبرز في رد على أحد الفلاحين المتدخلين “أن شركة سنطرال دانون، لديها إمكانية تجميع المنتجات من الفلاحين عبر التراب الوطني عبر وحداتها الصناعية، ولكن هذا الأمر يحتاج إرادة من طرف الفلاحين، مع الامتثال للمقتضيات القانونية لتنزيل هذا المشروع بالشكل السليم”.

وفيما يخص الجانب المالي، أوضح أنه “سيُتاح للفلاحين فرصة الحصول على الإعانات بموجب عقد البرنامج الجديد، والذي يجسد تفعيلا إضافيا لاستراتيجية الجيل الأخضر لقطاع الحليب بحلول 2030 ، حيث يبلغ إجمالي قيمتها حوالي 12.13 مليار درهم”، مضيفا أن هذا “البرنامج يشمل تجميع سنطرال دانون في البداية على أكثر من 20000 فلاح في منطقة دكالة”.

وأشار المتدخلون، إلى أن شركة سنطرال دانون عملت على مشروع التجميع الفلاحي، “منذ زمن بعيد في إطار مشروع المغرب الأخضر، وكانت له نتائج جد إيجابية، وهذا التنظيم الجديد المهم يأتي لتأطيره قانونيا ليتسنى للفلاحين الاستفادة، للنهوض بالجيل الأخضر”.

من جهته ذكر ممثل المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية “اونسا”، “أنهم كمؤسسة حاضرة في مشروع التجميع الفلاحي، من خلال المواكبة لضمان الجودة والرفع من تنافسية المنتوج الوطني”.

وفسر ممثل وكالة التنمية الفلاحية، مفهوم التجميع الفلاحي، وقال إنه عبارة عن “شراكة أساسها منطق رابح رابح، بين المنتج من جهة، والمصنع أو السوق من جهة أخرى، على أساس عقد تجميع يحدد شروط والتزامات الطرفين، في إطار مشاريع التجميع”.

وأفاد أن التجميع الفلاحي، “يمكن من تقاسم المخاطر بين المجمع والمجمعين، ويضمن تنظيم أكثر للوسائل اللوجستيكية، وضمان تزويد منتجات الفلاح، ويحظى هذا المشروع بدعم من الدولة مؤسساتيا وقانونيا من خلال تأطيره بالقانون 04-12”.

كما “يحظى بدعم جزافي للمواكبة التقنية تبلغ 280 درهم لكل رأس مجمع ويختلف بحسب حجم القطيع، ودعم آخر بنسب تفضيلية للاستثمارات المنجزة في مجالات لها صلة بالانتاج الفلاحي، سواء النباتي أو الحيواني”.

وقالت ممثلة المديرية الجهوية للفلاحة إن ” الهدف من عملية التحسيس لمختلف المتدخلين، هو تنشيط عملية إحداث مشاريع التجميع من الجيل الجديد، خاصة في قطاع الحليب”.

وسجلت مدخلات أخرى، أن “المغرب بحاجة إلى التجميع الفلاحي، لتجميع الفلاحين والكسابة الصغار حول وحدات صناعية، خاصة في قطاع منتجات الحليب، وهذا التجميع له أهداف، ستمكن من تجاوز العديد من المعيقات، أبرزها الفارق الكبير بين الفلاحة والكسابة”.

التجميع الفلاحي، بحسب هذه المداخلات، “يحل هذه الإشكالية والفوارق بين فئة الفلاحين الصغار والكسابة، لذلك كان لا بد من إيجاد طريقة لتصل المنتجات الفلاحية بجودة عالية للمواطن، ومن هنا جاءت فكرة التجميع الفلاحي التي كانت قديما عبارة عن عقدة شفوية تطورت اليوم وصارت مكتوبة، وهدفها كذلك تكوين ومواكبة الفلاحين”.

ووقعت شركة سنطرال دانون، عقود شراكة لتقديم الدعم لتعاونيات فلاحية لإنتاج الحليب، منها تعاونية العروسية، وتعاونية سيد العيدي، وتعاونية الخضرا.