سياسة

الحسيني: نتائج الانتخابات الاسبانية لن تؤثر على العلاقات مع المغرب

تُعيد نتائج الانتخابات الرئاسية الإسبانية المبكرة، ومخرجاتها المنتظرة، الحديث عن مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية، بين استئناف، أو توقف، أو تغير التطور الإيجابي المثير الذي شهدته خلال فترة تولي بيدرو سانشيز رئاسة الحكومة، لا سيما منه إقرار الحكومة الاسبانية بمقترح الحكم الذاتي كحل واقعي لملف الصحراء.

تطور إيجابي مستمر

محمد تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، يرى أن التطور الإيجابي للعلاقات لن يتوقف لسببين، الأول هو أن الانتخابات الرئاسية الإسبانية لم تحسم بعد، إذ رغم انتصار الحزب الشعبي في الانتخابات التشريعية إلا أنه لن يتمكن بمفرده في تشكيل حكومة وسيكون ملزم بعقد تحالفات، معتبرا أن عزيمة الحزب الشعبي وحليفه حزب “فوكس” مهتزة لعدم قدرتهم على تشكيل أغلبية مريحة، على عكس سانشيز الذي بدى متفائلا والذي له حظوظ في استقطاب أحزاب اليسار.

ويذهب الحسيني، في تصريح لجريدة “العمق”، إلى أن هناك ثلاث سيناريوهات لحسم الانتخابات الإسبانية، أولها تمكن الحزب الشعبي من تشكيل حكومة بأغلبية غير مريحة، وثانيها تمكن بيدرو سانشيز من تشكيل أغلبية مريحة، وثالثها عدم تمكن أي من الحزبين من تشكيل الأغلبية ومن ثم اللجوء إلى إعادة الانتخابات.

يقول الحسيني إنه حتى مع تمكن الحزب الشعبي من استجماع الأغلبية وتشكيل الحكومة، فإنه سيستأنف العلاقات مع المغرب، مستدلا في حديثه بتصريح أدلى به مرشح الحزب الشعبي “ألبرتو نونييس فيخو”، بشأن نيته إقامة علاقات ممتازة مع المغرب، وليس مجرد علاقات عادية أو طبيعية.

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية، أن إقامة علاقات ممتازة بين المغرب وإسبانيا ستستمر، بغض النظر عمن تمكن من حسم الانتخابات الرئاسية، ليس إرضاء للمغرب وإنما من باب المصالح المشتركة.

مصالح جمة

ما سيجعل إسبانيا تستمر في علاقاتها الإيجابية مع المغرب، وفقا للحسيني، هو المصالح التي تتأتى لها من خلال الشراكة المغربية، وعلى رأس هاته المصالح يشير، أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن منطقة جنوب اسبانيا تستفيد من 90 % من مجموع عمليات الصيد البحر المخولة لها بناء على الاتفاق القائم بين المغرب والاتحاد الأوروبي، بما فيها مياه المنطقة الجنوبية للمملكة.

في سياق الحديث عن المصالح، يرى المتحدث أن اسبانيا حريصة على أن يوفر المغرب نوع من الحماية، بشأن ملف الهجرة الذي يقض مضاجع الدول الأوربية، مشيرا إلى ان التفاهم الكبير بين الجارين مكن من خفض معدل الهجرة في الآونة الأخيرة بـ 65%.

الجانب الاقتصادي بدوره دافع هام في استمرارية التطور الإيجابي للعلاقات المغربية الإسبانية، حسب الحسيني، الذي اعتبر أن اسبانيا تمكنت من انتزاع موقع فرنسا داخل المملكة المغربية، وذلك بوجود 900 شركة اسبانيا بالمغرب.

وذكَّر الحسيني بتمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، على ضوء معلومات استخباراتية وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الاسبوع الماضي، من توقيف عنصر موالي لما يسمى بتنظيم “داعش”، ينشط بين المغرب وإسبانيا، مشيرا إلى كون المغرب شريكا مهما لإسبانيا في مكافحة الإرهاب.

الطاقات المتجددة، للمغرب من هيدروجين أخضر وكهرباء، والغاز المستورد من اسبانيا والذي بالإمكان إيصاله لدول إفريقيا أخرى عبر المغرب، ومشروع الربط القار بين الدولتين، كل هذه عناصر أخرى يرى الحسيني أنها امتيازات لا يمكن لأي حكومة اسبانيا الاستغناء عنها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *