منتدى العمق

إلى متى يا وزير الأوقاف !

إن الناظر بعين البصيرة إلى واقع الدين والتدين بالمغرب اليوم ، ليقف حائرا ومصدوما وخائرا ومستفهما إلى ما الت إليه الأوضاع في الحقل الديني في ظل وزارة التوقيف ، عذرا التوفيق .

إن ما نراه اليوم من تدجين وتهجين للإسلام باسم مؤسسة دينية يطلق عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عبر مجالسها العلمية بالمدن وهياكلها الجهوية والإقليمية ما هو إلا مشروع لإعاقة وكسر روح الإسلام الحقيقية عن طريق إطفاء اخر شمعات هذا الدين الحنيف .

وفي الحقيقة كل هذا ما هو إلا استجابة للغرب على طلبه في إنتاج إسلام معاق ومقلم الأظافر يخدم مصالحه ، وكذالك استجابة لتيار مسلوب الهوية والدين يعيش بيننا ويخدم أجندة خارجية ، هذا التيار الذي يعتبر نفسه تيارا حداثيا علمانيا مجددا .

أمام هذا الواقع الرمادي القريب من الأسود تجدني أمام عدة تساؤلات بدون جواب حيرتني وحيرت أولي الألباب !؟

– إلى متى ستغلق المساجد على مدار اليوم باستثناء أوقات الصلاة في وجه المؤمنين ؟ ثم تفتح الأضرحة على مدار اليوم وفي جميع أيام السنة وهي التي يمارس بها الشركيات والوثنيات ، أليس من الواجب و الأولى إعادة فتح المساجد على مدار اليوم و استرجاع العديد من الأدوار الإصلاحية والتربوية التي كان يقوم بها الدعاة والمصلحون في بيوت الله.

– إلى متى سيبقى الخطباء والوعاظ والمرشدين في المساجد تحت الرقابة المشددة من طرف الوشاة ؟ بينما تنعم الأضرحة والمزارات بحزام أمني يقظ ومتناوب يحصنها ويمكنها من ممارسة بدعها وخرافتها وشعوذتها وضلالتها وفسقها وفجورها في أحسن الظروف .

– إلى متى ستبقى الوصاية والحجر على من لهم أثرة من علم ، بينما يرخص ويمكن ويشاد بالهمج الرعاع من لهم قلة في الزاد العلمي والقصور المنهجي .

– إلى متى ستبقى شاشتنا الدينية وكرا لأقزام العلم -عدا ثلة قليلة منهم- في برامج ذات مواضيع باردة ،باهتة، مستهلكة أكل عليها الدهر وشرب تدخل في حكم المتروك كما يقول العلماء .

– إلى متى ستبقى رائحة المعازف في البرامج والنساء النامصات في التقديم والتنشيط التليفزيوني والاختلاط في صفوف الحاضرين تزكم أنوف أهل الغيرة والدين والصلاح في هذا البلد الحبيب .

– إلى متى سيستمر التجاهل ورفع يد التمويل الخاص في بناء وصيانة وتجهيز المساجد بينما يتم وضع وإحكام القبضة في التسيير و إملاء القرارات وفرض المساطر.

– إلى متى هذا التناقض في فرض مذهب الإمام مالك في الحياة الدينية خصوصا بالمساجد ، بينما تغيب تعاليمه في الحياة الروحية (الأضرحة والزوايا) ، خاصة إذا علمنا أن مالكا يقول “من قال في الإسلام بدعة يراها أنها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه والسلام خان الرسالة، فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا “وكثيرا مكان ينشد : الخير في اتباع من سلف … وشر الأمور المحدثات البدع . ويقول أيضا “إذا صح الحديث فهو مذهبي .

ويقول رحمه الله : ما منا من أحد (اي من العلماء) إلا يأخذ من كلامه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر (وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم).

ويقول رحمه الله أيضا “لا يصلح أمر اخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أمر أولها ”
ورحمه الله يقول في مقدمة كتابه الموطأ” كتابنا هذا كتاب سنة واتباع ، لا كتاب بدعة وابتداع”
إلى متى و إلى متى وإلى متى ؟ !

أسئلتي ستبقى قائمة إلى أن تجيبني وتجيب المستفهمين ، أو تغادر وزارة الشعب .