مجتمع

بعد شهر من اختفائهم.. المصير المجهول يؤرق عائلات 51 مهاجرا من قلعة السراغنة

ما تزال أمهات 51 مرشحا للهجرة السرية، من مدينة العطاوية، بإقليم قلعة السراغنة، تضعن أيديهن على قلوبهن ينتظرن أخبار فلذات أكبادهن المنقطعة قرابة شهر، بعد اختفائهم عرض البحر، منذ يوم يوم 11 يوليوز الماضي.

وخلفت الواقعة وما تزال لحد الآن، استياء عميقا في أوساط أسر الضحايا وأقربائهم ومعهم ناشطين حقوقيين وسياسيين والرأي العام بصفة عامة، خاصة وأنه لم تمر سنة على فقدان 41 شخصا من نفس الإقليم للسبب لذاته.

في تفاعل مع الموضوع، المركز المغربي لحقوق الإنسان، قال إن أسر الشباب الـ51 المفقودين في قوارب الموت، ما تزال تتجرع الآلام، داعيا في هذا الصدد إلى إلقاء القبض السماسرة الفارين من مدينة العطاوية وتقديمهم للقضاء ليقول كلمته فيهم.

واعتبر فرع المركز المذكور بقلعة السراغنة، في بيان له، توصلت “العمق” بنسخة منه، ما وقع لأبناء إقليم قلعة السراغنة، لغزا محيرا ومأساة إنسانية، بعد عدم تمكن الجهات المسؤولة كشف مصيرهم، ووضع اليد على المتاجرين في الهجرة السرية والمعرضين حياة الأشخاص من الشباب للخطر.

وقالت إن الوضع “المأساوي” الذي تعيشه أسر المفقودين يستدعي من السلطات المختصة “تكثيف الجهود من أجل معرفة مصير هؤلاء المفقودين، وإلقاء القبض على المتسببين في هذه الحادثة الأليمة، والضرب على أيديهم ليكونوا عبرة للمتاجرين في الأرواح البشرية”.

وزاد المصدر ذاته بالقول إن أسر المفقودين تعاني مرارتين؛ مرارة الفقد ومرارة المصير المجهول، مطالبة الجهات المعنية بذل قصارى جُهدها للكشف عن مصير المفقودين وطمأنة الأسر المكلومة التي من حقها معرفة مصير فلذات أكبادها.

من جهته، نظم المكتب الإقليمي للحزب الاشتراكي الموحد بقلعة السراغنة، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالأشخاص، نشاطا تضامنيا مع عائلات ضحايا الهجرة غير النظامية وشبكات الاتجار بالبشر، تحت شعار “الكرامة والعدالة للمهاجرين والمهاجرات”.

اللقاء المذكور، جمع ناشطين سياسيين وحقوقيين بمدينة قلعة السراغنة، بعائلات المفقودين، لمناقشة أسباب تنامي ظاهرة الهجرة السرية بشكل كبير بالمنطقة في السنوات الأخيرة، خاصة بعد واقعة السنة الماضية التي راح ضحيتها 41 مرشحا للهجرة، من جماعتي لوناسدة والجبيل، التابعتين للإقليم ذاته.

وأرجع النقاش الوقد نددت الذي احتضنته إحدى القاعات العمومية بقلعة السراغنة تكرار هذه الأحداث لـ”حالة التهميش والإقصاء الذي تعرفهما المنطقة، مما يؤدي إلى التفكير في الهجرة إلى أوروبا هروبا من الواقع المعاش”.

كما دعت مداخلات اللقاء السلطات المختصة إلى فتح تحقيق جاد ونزيه ومسؤول، للكشف عن شبكات الاتجار بالبشر بالإقليم، وترتيب الجزاءات في حق كل من تبث تورطه في هذه الجرائم. منبهة الحكومة والسلطات المحلية إلى ضرورة وقف هذا النزيف، وتحمل مسؤولية توفير فرص شغل قارة لأبناء الإقليم، تحفظ لهم حياتهم وتصون كرامتهم.

تجدر الإشارة إلى أن قرابة الشهر مرَّ على اختفاء 51 مهاجرا سريا أبحروا على متن قارب للهجرة الغير شرعية من مدينة أكادير نحو جزر الكناري.

ودخلت عائلات المهاجرين الـ51 في حالة صدمة بسبب انقطاع أخبار أبنائهم، خاصة بعد توصلهم بمعلومات من خفر سواحل جزر الكناري، تؤكد عدم وصول أي قارب وأنهم لم يعثروا عليه في عرض البحر.

وتناشد العائلات السلطات المغربية، بعد احتجاجها أمام المحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة، القيام بجولات ودوريات في أعماق البحار من أجل البحث عن أبنائهم المختفية أخبارهم.

وحسب مصادر محلية، فإن أفراد أسر المختفين المنحدرين من إقليم العطاوية وواركي وقلعة السراغنة، قدموا شكاية لدى المحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة، تتعلق باختفاء أبنائهم، وسط شكوك وفاتهم في مياه البحر بعد عدم العثور عليهم.

وتطالب العائلات وفق المصادر ذاتها، بالتدخل العاجل لمساعدتها في الكشف عن مصير أبنائها، وإلقاء القبض على سماسرة الهجرة السرية الذين تسببوا في فقدان أبنائهم، وإزهاق أرواح الضحايا، وتقديمهم إلى العدالة من أجل محاكمتهم، ووقف نزيف ظاهرة “الحراكة”التي تسببت في تشريد أبناء العديد من الأسر بدوائر اقليم قلعة السراغنة.

تضيف المصادر أن المصالح الأمنية بمنطقة العطاوية، قد استمعت إلى بعض أولياء الضحايا في محاضر رسمية، لمباشرة البحث والتحقيق في ملابسات شكايتهم.

النائب البرلماني عن دائرة قلعة السراغنة، العياشي الفرفار، قال معلقا على الواقعة: هذا الوجع لا يريد أن ينتهي، وهو ليس مجرد حدث عادي ومعزول، بل ستصبح قوارب الموت واقعا مستمرا”.

وأضاف البرلماني الفرفار، في خرجته على صفحته الخاصة فيسبوك، بتقنية البث المباشر، أننا سنسمع مستقبلا المزيد من ضحايا الهجرة السرية، لأن الأزمة باقية ومستمرة، بل حتى الجفاف أصاب الأرض، وأن الأحلام تكبر لدى شباب بدأ يفقد علاقته بالأرض”.

ونبه المتحدث إلى ضرورة فضح تجار الأزمات وقوارب الموت، مبديا عدم تقبله الصمت الذي يطال شبكات تنظيم الهجرة الغير الشرعية، ومتسائلا عن من يمنحها التغول ومن جعلها تسكن معنا وبالقرب منا، مردفا أن البحر “لا يعرف سوى ثقافة الابتلاع”.

* الصورة من الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • عابر الطريق
    منذ 9 أشهر

    جهات قلعة السراغنة، أزيلال والمجاورة كانت جهات فلاحية كبرى بسدودها وأراضيها الخصبة، ومع الأسف تسلط على أراضيها دوي النفود من عساكر السنوات السوداء للحسن التاني و إسائة التدبير من برلمانييها وسلطتها المحلية على طول الوقت وإهمالها من دوي النفوذ كعالي الهمة وغيرهم جعلوا المنطقة تتراجع الى الحضيض. وللأسف رحيل أبناء المنطقة السابقين الى البيع المتجول في بلاد المهجر، إيطاليا بالخصوص، والتسلط المستمر على خيرات المنطقة من طرف أصحاب النفوذ وعدم إهتمام الدولة بها بل وتحريف مؤهلاتها من مياه وغيرها إستنزف الجهة وأرداها تتصحر سنة تلو الأخرى ودفعت بشباب المنطقة الى الغرق بالبحر هربا من موطن أجدادهم ولا أحد من مسؤولي الدولة يعير اهتمام لهم، فمهما كان عدد المفقودين 51 أو 52 (11+41) فهم في عدة الموتى ، ذهبوا مختبئين فيبقاو مختبئين في أعماق المحيط والعزاء والصبر لأهلهم. فهل يا ترى ما هي العقدة عند مدبري الشأن العام والمسؤولون السياسيون بخصوص تدبير شؤون هته المنطقة على غرار باقي المناطق المغربية!