سياسة

الحسيني: فرنسا ترى المغرب منافسا لا شريكا.. والعد العكسي لعلاقة فرنسا بإفريقيا بدأ بالفعل

قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، تاج الدين الحسيني، إن فرنسا تعتبر المغرب منافسا لها ولم تعد تعتبره كشريك، لأنه استطاع بأذرعه الاقتصادية أن يصل للأسواق الإفريقية ويعمل على مبدأ المصلحة المشتركة ومبدأ “رابح رابح”.

واعتبر الحسيني، خلال حلوله ضيفا على برنامج “سيناريوهات”، الذي يبث على قناة “الجزيرة”، أن العد العكسي للعلاقات الفرنسية الإفريقية قد بدأ بالفعل، وأن هذا العد قد يؤدي إلى قطيعة نهائية بين هذه البلدان وفرنسا.

ويرى الحسيني أن قضية الفرنكوفونية التي كانت تؤطر السياسة الفرنسية واستعمارها الثقافي بأفريقيا، أصبحت متجاوزة ولم يعد لها مكان، مشيرا إلى أن البلدان الإفريقية “وهذا من حقها ” أصبحت تغير مناهجها وتتخذ اللغة الإنجليزية بديلا للغة الفرنسية.

وأوضح المتحدث أن الرئيس الفرنسي حاول بجهود مضنية التقرب من رؤساء الدول الإفريقية، وهو ما تم من خلال قيامه بـ 18 زيارة للبلدان الإفريقية منذ توليه الحكم سنة 2017، والنتيجة كانت هذا الوضع المتدهور للعلاقات.

وشدد على أنه ينبغي لفرنسا أن تعلم أن ميزان القوى لم يعد كما كان في الماضي، وأن هناك حضور قوي للصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا في إفريقيا.

واعتبر أنه في السنوات الماضية تبين أن هناك فشل ذريع لمبادرة “برخان” التي كانت فرنسا تحاول أن تتخذها كوسيلة مثلى لتحقيق القضاء على الإرهاب، مضيفا أن الأمر له هو الآخر مضاعفاته بكل تأكيد على العلاقات الفرنسية الإفريقية.

ونبه إلى أن عدد القتلى ما بين 2012 و2020 وصل 11 ألف من المدنيين الأفارقة، مشيرا إلى أن الطائرات الفرنسية سبق لها أن قصفت حفل زفاف مخلفة عشرات القتلى،  وهو الأمر الذي أكدته الأمم المتحدة حسب تعبير المتحدث.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن هذا النوع من الرفض الإفريقي للوجود الفرنسي الراهن كان يتحول بطريقة منهجية ليحدث الوضعية التي تعاش اليوم.

وبشأن العلاقات الفرنسية النيجرية، قال “إنْ انحصر على فرنسا اليورانيوم القادم من النيجر لن تتمكن من تأمين ثلث حاجياتها من تزويد المفعلات النووية و70% من حاجاتها للكهرباء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *