سياسة

الصحراء ليست أصل المشكل.. أوريد يفكك أصول الأزمة بين المغرب والجزائر

hassan aourid

قال الكاتب والمفكر المغربي حسن أوريد، في حديثه عن الأزمة بين المغرب والجزائر، إن قضية الصحراء ليست هي جوهر المشكل ولكنها وجهه المشكل، وتعبيره،  مشددا على أن هناك مشكل ثقة بين النظامين.

واعتبر أوريد، خلال حلوله  ضيفا على برنامج “المقابلة” الذي يبث على قناة الجزيرة، أن وجهة النظر الجزائرية تَعتبر أن جدور المشكل تعود إلى ما قبل قضية الصحراء.

ويرى المتحدث أن الإشكال الدائم بين المغرب والجزائر، معقد ككل العلقات الأسرية لأنه الحديث هنا عن شعب واحد موزع بين دولتين، له نفس البنية الذهنية ونفس التركيبة البشرية، الأمر الذي يجعل المشكل عويصا.

ويذهب إلى أنه ليس من الحكمة البدأ من التاريخ، وإلى أن الأزمة تعيش “لعنة المواعيد المخلفة”،  مستحضرا اللقاء الذي كان من المقرر أن يتم بين الراحلين الملك الحسن الثاني، والرئيس هواري بومدين في سنة 1978 في بروكسيل، لولا أن توفي الرئيس بومدين، فلم يتم اللقاء.

واعتبر أن اللقاء الذي كان من المقرر أن يتم، كان فرصة مجهضة ومخلفة لقائدين لهما وزنهما وكريزماهما  ومعرفتهما وقادرين على إحداث التحول.

وأشار إلى حدوث انفراج سنة 1988 اضطلعت به المملكة العربية السعودية بدور اساسي، والذي بدأ بلقاء ثنائي جمع الحسن الثاني والشاذلي  سنة 1986 في الحدود بين المغرب والجزائر.

واعتبر أن لقاء الراحلين كان بداية لحلحلة الأزمة، وهو الأمر الذي أفضى لعودة العلاقات سنة 1988، ثم بعهدا بدأ مسلسل واعد انتهى بإبرام معاهدة مراكش التي ترسي الاتحاد المغاربي.

أوريد أوضح أن التغيرات التي لحقت العالم العربي خلال سنتي 1991 و1992 والاهتزاز الذي حدث فيه بعد اجتياح العراق للكويت، كان له  تأثير سلبي كبير على العلاقات بين المغرب والجزائر، حيث اهتزت الجزائر والمغرب، وليبيا تمت محاصرتها الأمر كان له تاثير سلبي لأنه عطل مسيرة الاتحاد المغاربي.

ويرى الباحث، أن نقطة التطور كانت مع تصريح للملك الحسن الثاني رحمه الله في حوار مع جريدة الشرق الأوسط، وقال حينها أنه كان من المستحسن أن يتم احترام مسلسل الانتخابات الذي جرى في الجزائر وكان يمكن للتجربة الاسلامية أن تكون مختبرا للعالم العربي، الأمر الذي أثار حفيظة الصحافة الجزائرية.

وأوضح أن الحسن الثاني لم يكن صاحب الفكرة التي أوردها في حواره مع جريدة الشرق الأوسط، بل كان هو الرئيس السابق الشاذلي بن جديد، كما جاء في حوار له مع جريدة يابانيةن قال فيه يرى أن تكون التجربة عبارة عن مختبر، فأخذها الحسن الثاني عنه.

تصريح الحسن الثاني، وفق أوريد، كان بداية نوع من الفتور بين البلدين وأفضى إلى إغلاق الحدود البرية سنة 1994، جراء قرار،اعتبره أوريد غير موفق، من قبل السلطات المغربية القاضي بفرض تاشيرة على الرعايا الجزائرين، الأمر الذي يخالف اتفاقية المغربي العربي التي تقر بحرية التنقل.

وأشار إلى  الأمل في الانفراج عاد من جديد بعدما عرفته الجزائر من مصالحة وتوافق وانتخاب الراحل عبد العزيز بوتفليقة رئيسا في أبريل 1999، وكان هناك أمل من أجل نوع من المصالحة أو التطبيع بين البلدين، لا سيما بعد حلول بوتفليقة في جنازة الراحل الحسن الثاني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • سلمان
    منذ 9 أشهر

    السلام عليكم ورحمة الله جوهر المشكل هو الاستعمار حيث يقبع العديد من أتباعهم في كلا البلدين الذين يشتغلون ليل نهار لإرضاء المصلحة الخاصة وفطنة ملوك المغرب حالت دون الانجرار إلى الحرب التي لاتصب في مصلحة الشعبين الشقيقين. حفظ الله المغرب والجزائر من كل سوء

  • محمد
    منذ 9 أشهر

    اسباب الويلات والتفرقة بين الشقيقين المغرب والجزائر هي فرنسا ولا شيئ اخر غير فرنسا الاستعمارية اللعينة.

  • التكاني
    منذ 9 أشهر

    في تقديري ما أدلى به الاستاذ حسن اوريد من معطيات و وقائع، تقريبا،معروفة ومنشورة ومتداولة ،لكن الدراسات المختلفة المهتمة بالتوتر والتشنج المستديمان في العلاقات المغربية الجزائرية تميل في مجملها إلى استحضار نزعة الزعامة الإقليمية لدى جبهة التحرير الجزائرية في علاقتها بتموقعها ضمن حركات التحرر العالمية وحركة عدم الانحياز باتساق مع كل المنظمات والدول في قاران العالم التي تتفاعل مع توجهات المعسكر الاشتراكي سابقا هذا التراث الموروث خلق عقدة الزعامة لدى الجزائر باعتبارها المالكة لحق للمرجعية النضالية وقدسيها وكدا حق ومشىروعية المرافعة عن المظلومين وحق تقرير مصيرهم ولو نيابة عن أهلها لذلكم تجدهم فلسطينيين أكثر من الحركات وزعماء فلسطين لكن مع الأسف الشديد هذا الخطاب متجاوز وأصبح سمفونية ايديولوجية تستثمر لسببن:بناء مشروعية للعسكر الحاكم وتدويخ الشعب الجزائري وخلق قضية الصحراء لتعطيل المسار التنموي في كل المغرب الكبير

  • 'غزاوي
    منذ 9 أشهر

    مجرد تساؤل. ما هو سبب الخلاف بين البلدين !!!؟؟؟ عكس ما يروج له الإعلام المغربي قال حسن أوريد في سبب الخلاف بين البلدين ما نصه: 1- "أن الصحراء الغربية " ليست هي جوهر المشكل بين المغرب والجزائر، بل هي وجه المشكلة". انتهى الاقتباس ونقل عن الحسن قوله، بعد إلغاء الانتخابات سنة 1991، الذي اعتبرته السلطات الجزائرية تدخلا في شؤونها الداخلية، ما نصه: 2- "أن نقطة التطور كانت مع تصريح للملك الحسن الثاني رحمه الله في حوار مع جريدة الشرق الأوسط، وقال حينها أنه كان من المستحسن أن يتم احترام مسلسل الانتخابات الذي جرى في الجزائر وكان يمكن للتجربة الإسلامية أن تكون مختبرا للعالم العربي " انتهى الاقتباس. مع التشديد على لفظ "مختبر". وذكر بسبب غلق الحدود، بعد ما اتهام الحسن الجزائر بتدبير تفجير فندق "أطلس إسني" بمراكش بدون دليل، بما نصه: 1- "إغلاق الحدود البرية سنة 1994، جراء قرار،اعتبره أوريد غير موفق، من قبل السلطات المغربية القاضي بفرض تأشيرة على الرعايا الجزائريين، الأمر الذي يخالف اتفاقية المغربي العربي التي تقر بحرية التنقل." انتهى الاقتباس

  • غزاوي
    منذ 9 أشهر

    مجرد تساؤل. ما هو سبب الخلاف بين البلدين !!!؟؟؟ عكس ما يروج له الإعلام المغربي قال حسن أوريد في سبب الخلاف بين البلدين ما نصه: 1- "أن الصحراء الغربية " ليست هي جوهر المشكل بين المغرب والجزائر، بل هي وجه المشكلة". انتهى الاقتباس ونقل عن الحسن قوله، بعد إلغاء الانتخابات سنة 1991، الذي اعتبرته السلطات الجزائرية تدخلا في شؤونها الداخلية، ما نصه: 2- "أن نقطة التطور كانت مع تصريح للملك الحسن الثاني رحمه الله في حوار مع جريدة الشرق الأوسط، وقال حينها أنه كان من المستحسن أن يتم احترام مسلسل الانتخابات الذي جرى في الجزائر وكان يمكن للتجربة الإسلامية أن تكون مختبرا للعالم العربي " انتهى الاقتباس. مع التشديد على لفظ "مختبر". وذكر بسبب غلق الحدود، بعد ما اتهام الحسن الجزائر بتدبير تفجير فندق "أطلس إسني" بمراكش بدون دليل، بما نصه: 1- "إغلاق الحدود البرية سنة 1994، جراء قرار،اعتبره أوريد غير موفق، من قبل السلطات المغربية القاضي بفرض تأشيرة على الرعايا الجزائريين، الأمر الذي يخالف اتفاقية المغربي العربي التي تقر بحرية التنقل." انتهى الاقتباس