أخبار الساعة، مجتمع

انتشال جثة طفل من واد درعة بزاكورة بعد ساعات متواصلة من البحث

انتشلت فرق الإنقاذ التابعة لجهاز الوقاية المدنية، اليوم الثلاثاء، جثة الطفل (ع.م) الذي لقي حتفه غرقا، أمس الإثنين، في واد درعة على مستوى دوار تمكشاد التابع لجماعة تنزولين نواحي إقليم زاكورة، على بعد كيلومترات عن مكان الحادث، وفق ما كشفت عنه مصادر مطلعة لجريدة “العمق”.

وأوضح مصدر لجريدة “العمق” أن فرق الانقاذ بالقيادة الاقليمية للوقاية المدنية بزاكورة، ومعها عدد من شبان بالمنطقة، تمكنت في عملية بحث مضنية، وسط صعوبات مرتبطة بالمناخ والظروف الطبيعية، من العثور على جثة الغريق، بحضور الدرك والسلطة المحلية، حيث جرى إنتشالها وتوجيهها إلى المستشفى الإقليمي بزاكورة، قصد التشريح لمعرفة ظروف وأسباب الوفاة.

وكانت فرق الإنقاذ التابعة لجهاز الوقاية المدنية، ومعقد واصلت عملية بحث واسعة، على أمل العثور على الطفل  (ع.م) البالغ من العمر 12 سنة، بعد أن لقي أمس الإثنين، مصرعه غرقا في واد درعة بمنطقة تمكشاد التابعة لجماعة تنزولين نواحي إقليم زاكورة.

وإستنادا إلى معطيات توفرت لـ“العمق”، فإن تفاصيل الواقعة تعود حينما كان الطفل الذي ينحدر من إقليم تنغير في زيارة للمنطقة رفقة عائلته، قبل أن يقرر الإستمتاع بالسباحة بواد درعة المتواجد بهذه الجماعة، قبل أن يختفي عن الأنظار.

وحلت السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي بمكان الحادث فور ربط الاتصال بها، وفتحت بحثا دقيقا في ظروفه وملابساته، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، فيما باشرت عناصر الوقاية المدنية بمعية الساكنة عمليات البحث إلى حدود الثانية عشرة ليلا، قبل أن ترجئ البحث إلى الصباح.

وتعليقا على هذا الموضوع، قال الفاعل الحقوقي بالمنطقة، لمين لبيض، إن“ وفاة طفل في وادي درعة يعد مأساة محزنة تجسّد واقعًا مؤلمًا، لأنه مع كامل الأسف أصبح هذا المشهد منتظرا ومألوفا تزامنا مع أي طلقة للسد، حيث نفجع بغرق أطفالنا وفلدات أكبادنا، لذلك فإنه في زاكورة  من لم يمت بالسم مات بالغرق أو العطش أو الحرائق، تعددت الأسباب والموت واحد، فحتى موت النخيل وعطش جل مداشر وقرى الإقليم يعتبر موتا بطيئا”.

وأوضح لبيض في تصريح لـ“العمق” أن “الغرق يشكّل تهديدًا خطيرًا في المناطق الجافة والصحراوية، خاصة خلال فصل الصيف، وهو ما يستدعي تحسيس وتوعية الآباء والأمهات وأولياء الأمور بهذا الخطر المحدق، وإن دعت الضرورة منع التجوال جنبات واد درعة أو تغريم كل ولي أمر ترك إبنه عرضة لمثل هده الفواجع، أليس إستهتارا أن يموت أطفال في عمر الزهور بهذه السهولة في هذه الوديان؟”، يتساءل المصدر.

ولفت إلى أن“هذا الوضع يفرض كذلك على السلطات العمومية والمسؤولين تحمّل مسؤوليتهم، بإعتبار أن الإنسان لا يتدخل في القضاء والقدر ولكن من الواجب الحيطة والحذر ومراقبة الأبناء خصوصا فترة طلقات السد، في وقت ساهم غياب المتنفسات والمسابح في تردد الكبير والصغير على مثل هذه المخاطر، لذلك فالأمر يتطلب تحركًا فوريًّا لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث القاتلة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *