خارج الحدود

مسؤولون أمريكيون وفلسطينيون في الرياض لمناقشة التطبيع السعودي الإسرائيلي

أفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” بأنه من المقرر أن يسافر وفد من كبار المسؤولين الأمريكيين إلى الرياض هذا الأسبوع للقاء نظرائهم السعوديين لمناقشة اتفاق تطبيع محتمل بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.

وقالت الصحيفة العبرية إن الزيارة التي يقوم بها منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، تأتي بعد زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، للمملكة العربية السعودية لنفس الهدف، مما يشير إلى تصميم واشنطن المستمر على التوسط  في اتفاق صعب المنال، وفق تعبير المصدر.

أوضافت الصحيفة، نقلا عن مسؤول أمريكي وآخر فلسطيني، أن زيارة ماكغورك وليف تتزامن مع زيارة وفد فلسطيني برئاسة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، الذي سيتواجد في الرياض لبحث ما تأمل رام الله الحصول عليه من اتفاق التطبيع السعودي-الإسرائيلي.

وأشارت “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن السعودية مستعدة للتخلي عن موقفها العلني الذي طالما تمسكت به ضد التطبيع مع إسرائيل في غياب حل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، لكن لا يزال من غير المتوقع أن توافق الرياض على  اتفاقية مع القدس لا تتضمن تقدما كبيرا نحو السيادة الفلسطينية.

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين قولهم إن السلطة الفلسطينية تسعى إلى خطوات “لا رجعة فيها” من شأنها تعزيز مساعيها لإقامة الدولة في سياق المفاوضات من أجل اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية.

وتتضمن الخطوات المقترحة دعم الولايات المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وإعادة فتح قنصليتها في القدس التي خدمت الفلسطينيين تاريخيا، وإلغاء تشريع في الكونغرس يعتبر السلطة الفلسطينية منظمة إرهابية، ونقل أراضي في الضفة الغربية من السيادة الإسرائيلية إلى الفلسطينية، وهدم البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية.

وستكون هذه الخطوات بمثابة انتصارات كبيرة للسلطة الفلسطينية، التي لم تتمتع إلا بإنجازات دبلوماسية قليلة في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فهي بعيدة كل البعد عن المطالب بعيدة المدى التي تثيرها رام الله منذ فترة طويلة، مما يسلط الضوء على مكانتها السياسية المتضائلة في الداخل والخارج، على حد تعبير “تايمز أوف إسرائيل”.

وفي يوليوز الماضي، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز”، تقريرا أشارت فيه إلى احتمال توصل السعودية وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، مشيرة إلى أن ذلك سيتطلب “تنازلات كبيرة” للفلسطينيين التي من غير المرجح أن تحصل على موافقة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة، وقد تتطلب منه بدلا من ذلك السعي إلى تشكيل حكومة وحدة.

وذكرت الصحيفة أنه خلال زيارة سابقة قام بها سوليفان في مايو، أعرب ولي العهد السعودي بن سلمان عن استعداده المتزايد للتوصل إلى اتفاق بشأن التطبيع مع إسرائيل، مما دفع بايدن إلى إطلاق “جهد بأقصى طاقته”.

وذكر التقرير الذي قامت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” يترجمته أنه في حين أن الرياض لم تطالب في الماضي بالضرورة باتخاذ “خطوة إسرائيلية واضحة تجاه الفلسطينيين”، فقد تدخل الملك سلمان، الذي تخلى بشكل عام عن سيطرة كبيرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في المناقشات بشأن اتفاق محتمل لضمان إدراج تحفظه، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه للصحيفة.

وفقا للتقرير، تفهم إسرائيل أن السعودية لن تكتفي بوعد من نتنياهو بأنه لن يضم الضفة الغربية، بل ستتطلب بدلا من ذلك “اتخاذ إجراء مهم على الأرض”.

وشملت المطالب الأخرى التي طرحتها الرياض، بحسب التقرير، اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة ، على غرار حلف شمال الأطلسي، بموجبه ستكون واشنطن ملزمة بالدفاع عن السعودية في حال تعرضها لهجوم.

وبحسب ما ورد، فإن العديد من المشرعين والمسؤولين الأمريكيين لا يشعرون أبدا بالراحة إزاء احتمال التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

بالإضافة إلى ذلك، تريد الرياض تطوير برنامج نووي مدني، وهو مطلب لطالما عارضته واشنطن والقدس.

وفي المقابل، لم تستبعد صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في مقال آخر أن تكون هناك مفاجأة بالرغم من هذه التحركات، مشيرة إلى أن هناك الكثير من المشاكل والحساسيات. فقد تهز وفاة الملك سلمان السعودية. من المفترض أن يكون ابنه هو الملك القادم، لكن لا يمكن لأحد أن يكون متأكدا من ذلك.

وقالت إن للسلطة الفلسطينية أيضا زعيم كبير في السن ومريض في شخص محمود عباس. أي تغيير في وضعه قد يهز المنطقة لأن التغييرات القيادية في الأنظمة غير المستقرة تؤدي دائما إلى احتمال حدوث مشاكل.

بايدن البالغ من العمر 80 عاما أصغر بسبع سنوات من كل من عباس وسلمان، ولكن تظهر عليه علامات سنه، ومع الحملة الانتخابية الرئاسية التي لا تزال في انتظاره، سيكون عام 2024 مكثفا وصعبا.

نتنياهو، الذي يقترب من 74 عاما – لا يزال صغيرا في السن مقارنة بالآخرين – لم يكن بصحة جيدة مؤخرا، بعد أن خضع لعملية زرع جهاز لتنظيم نبضات القلب في وقت سابق من هذا الشهر بعد إصابته باضطراب في انتظام ضربات القلب، مما دفع أطبائه إلى الاعتقاد بأن حياته كانت في خطر محتمل.

مقارنة بهم جميعا، يبدو حكم نتنياهو هو الأكثر تقلبا والأقل استقرارا، حيث يواجه المظاهرات الضخمة ضد خطة حكومته لإصلاح القضاء من جهة، بينما يخضع لسيطرة الوزراء الأكثر تشددا في ائتلافه من جهة أخرى.

ويوم الجمعة، ألمح الرئيس الأمريكي جو بايدن لمتبرعين لحملة إعادة انتخابه في عام 2024 خلال حدث في ولاية ماين إلى إحراز تقدم محتمل في اتفاق تطبيع محتمل بين إسرائيل والسعودية دون أن يخوض في مزيد من التفاصيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *