مجتمع

تقرير حقوقي يسجل “عدم رضا” قاطني مخيمات تندوف على وضعيتهم

قال رئيس منظمة أفريكا ووتش، عبد الوهاب الكائن، إن منظمته سجلت حالة من عدم الرضا العام لدى قاطني المخيمات جراء إطالة أمد الصراع وعدم بزوغ أي أمل في حل قد يسمح بعودة الصحراويين لأرضهم، ناهيك عن غضبهم من غياب أي حماية دولية تذكر داخل المخيمات.

وأضاف الباحث في حقوق الإنسان أن من بين الأسباب المذكورة، عدم سماح السلطات الجزائرية للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتسجيل سكان المخيمات وإحصاءهم عبر الية الحوار الفردي، لتحديد الصحراويين المنتمين للإقليم من الوافدين من جنوب الجزائر وشمال موريتانيا وأماكن أخرى، إلى جانب تحديد الحاجيات الحقيقية للأشخاص المتواجدين بتندوف من حيث الحصص الغذائية والدواء والتعليم والشغل وتطوير الكفاءات وتعزيز القدرات في مجال تحويل النزاعات وبناء السلام.

جاء ذلك بعدما أنجزت منظمة أفريكا ووتش، تقريرا مفصلا حول كرونولوجيا النزاع ومسبباته وكذا ما يرتبط به من سياقات وقضايا فرعية كمسألة حقوق الإنسان وحالة الحقوق والحريات بمخيمات الصحراويين بمنطقة تندوف، على هامش زيارة جوشوا هاريس، نائب مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى للجزائر ومخيمات تندوف.

وقالت المنظمة في بلاغ لها، إن هذا التقرير يأتي في سياق التفاعل مع رغبة الحكومة الأمريكية الاطلاع عن قرب على الوضع بالمنطقة ومحاولة الإسهام في الدفع بمسلسل السلام في المنطقة نحو التسوية، وفي ظل ما يشهده ملف نزاع الصحراء حراكا قويا في مستهل شهر شتنبر الجاري.

وأشار البلاغ ذاته إلى مساعي الولايات المتحدة الأمريكية تحريك المياه الراكدة في المنطقة، ومحاولة تلطيف الأجواء المشحونة وتخفيف منسوب التوتر الحاصل بعد حلحلة مشكل الكركرات منذ سنتين، وكذا تعنت الحكومة الجزائرية أمام اليد المفتوحة للمملكة المغربية لتسوية خلافات الماضي والعمل من اجل عودة علاقات طبيعية بين البلدين الجارين.

وقال رئيس منظمة أفريكا ووتش، عبد الوهاب الكائن، في تصريح لـ”العمق”، إن التقرير المذكور ركز بشكل أساسي على الانتهاكات الجسيمة المرتكبة بالمخيمات منذ إنشائها من طرف عناصر تنظيم البوليساريو وأفراد من الجيش الجزائري، كالقتل خارج نطاق القانون والاختفاءات القسرية وعمليات الاختطاف الواسعة النطاق والتعذيب.

كما تطرق التقرير للاعتقالات التعسفية التي طالت مجموعات وأفراد بهدف إبادتهم، على أساس الانتماء القبلي أو الهوية كالضحايا الموريتانيين او بدافع رغبات وحشية لدى عناصر القيادة وكذا عمليات الاغتصاب وإجبار النساء للتخلي عن أزواجهن بحسب الشهادات المتقاطعة للضحايا او أفراد عائلاتهم.

كما أوضح رئيس منظمة أفريكا ووتش، أن منظمته منفتحة ضمن نسيج مدني واسع ومستقل لتبادل الآراء والمعلومات بخصوص النزاع وقضايا حقوق الإنسان بالمخيمات مع المؤسسات الأمريكية ومراكز التفكير ومنظمات المجتمع المدني الأمريكية لتصحيح الصورة النمطية السائدة لدى بعض الجهات، وللإسهام جديا في بناء السلام كقوة اقتراحية، لا غنى عن دورها في أية عملية سياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *