مجتمع

مغاربة يسيرون قوافل مساعدات لمتضرري الزلزال.. ومختص نفسي: قيم مغربية متجذرة (صور)

كشف الزلزال الذي ضرب عددا من الأقاليم في المغرب عن ملحمة تضامنية شعبية واسعة تقشعر لها الأبدان، حيث أبان المغاربة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب على أنهم “يد واحدة” في الأفراح والمسرات والأزمات والمواقف الصعبة.

وأظهرت مواقع التواصل الاجتماعي منذ الساعات الأولى، لإعلان الكارثة التي أصابت إقليم الحوز والأقاليم المجاورة له، تفاعل الآلاف من المغاربة مع نداءات الإستغاثة التي وجهت لهم من أجل التبرع بالدم وتقديم المساعدات الإنسانية والغذائية.

وتداول نشطاء إلكترونيين خلال اليومين الماضيين، العديد من المشاهد التي أظهرت حجم التضامن الشعبي الهائل مع المتضررين من الزلزال، حيث أعلن العشرات من المواطنين والمشاهير عن تنظيم مبادرات داخل الأحياء في العديد من المدن من أجل جمع المساعدات الغذائية والطبية الأولية، والخيام والأغطية والأفرشة.

وأظهرت مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، توجه العشرات من الشاحنات من الحجم الكبير في العديد من المدن كالرباط، الدار البيضاء، طنجة، العيون، أكادير، فاس ومكناس، خلال الساعات الماضية، إلى المناطق المتضرر من الزلزال، وذلك بعدما تم ملؤها بالكامل بجميع المستلزمات الغذائية والحياتية.

وحسب ما عاينته جريدة “العمق” فإن الآلاف من المواطنين المغاربة، اليوم الإثنين، لازالوا يتفاعلون بشكل كبير، كل حسب قدرته، مع المبادرات الشعبية التي تجمع المساعدات في العديد من الأحياء وتتوجه بها للجمعيات والفاعلين في المجتمع الذين يتكفلون بشحنها وايصالها للمناطق المنكوبة.

وفي هذا الصدد، قال عمر بطاس، طبيب نفسي وأستاذ بكلية الطب بالدار البيضاء، إن قيم التضامن والتأزر التي أبان عنها المغاربة خلال فاجعة زلزال الحوز ليست غريبة عنهم، “فهي متجذرة في الثقافة المغربية وفي العادات والتقاليد، وتظهر دائما في الأحداث الصغيرة التي تصيب الأسرة والحي والمدينة، حيث نجد العائلة والجيران يتدخلون للمساعدة في الآفات”.

وأضاف الأخصائي النفسي في تصريح لـ”العمق”، أن “حجم الفاجعة والضوء الإعلامي الذي سُلط عليها ساهم في هذا الحجم الكبير من التضامن الذي فاجأ الجميع، وهو أمر يثلج الصدر، ومهم للمتضررين وذويهم وللمنطقة من الناحية النفسية، إذ أن الشعور بهذا الدعم والتكافل الذي نشاهده اليوم سيساهم في رفع معنوياتهم”.

وأشار ذات المتحدث، إلى أن “مثل هذه الأحداث تقطع روابط العائلة والجيران، وهي روابط نفسية مهمة لدى كل إنسان، ومن شأن قيم التآخي والتآزر أن تُعيد للمتضررين الثقة في الحياة وتساعدهم بنسبة كبيرة في تجاوز هذه المرحلة الأليمة، مشيرا إلى أن جميع المغاربة يعيشون حاليا زلزالا نفسيا تختلف درجاته باختلاف الأعمار، والصحة النفسية لكل منهم، ودرجة التأثر من الزلزال المادي، وأنه ينصح كمختص نفسي، الأشخاص البعديين عن المناطق المنكوبة بالاهتمام أيضا بنفسيتهم من أجل تقديم المساعدة في سكينة نفسية، لأن المتضررين يحتجون إلى رزانتهم ودعمهم النفسي”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *